على طريق تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، طرحت الرياض عدة مطالب امام الإدارة الامريكية قبل ان تطرح مطالبها تجاه إسرائيل.
ومن المطالب السعودية المطروحة على طاولة الرئيس بايدن، ابرام اتفاق امني بين السعودية والولايات المتحدة أساسه الدفاع المتبادل في حين تعرض أي من البلدين للاعتداء، وهو الاتفاق الذي تريد السعودية كسب الحماية العسكرية الامريكية خشية اعتداء إيراني على سيادتها، رغم ازدياد الحديث مؤخرا عن إمكانية التوصل الى تفاهم امريكي إيراني بشأن النووي الإيراني.
أما المطلب الثاني فهو السماح للرياض بتطوير برنامج نووي للأغراض السلكية، وهو ما لا تستطيع واشنطن إعطاء الضوء الأخضر للبدء به قبل الحصول على موافقة إسرائيل.
هنا يأتي دور إسرائيل الهام من اجل تحقيق هذين المطلبين، قبل الحديث عن المطالب السعودية تجاه إسرائيل قبل المضي قدما نحو التطبيع بين البلدين.
اما المطلب الأول، وهو الاتفاق الأمني، فهو بحاجة الى موافقة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، لأنه يعتبر من المعاهدات التي تحتاج 67 صوتا مؤيدا لها في مجلس الشيوخ وهي مسألة في غاية الصعوبة بالنسبة للرئيس بايدن، فحتى لو وافق كافة الاعضاء الديمقراطيون في مجلس الشيوخ على مثل هذه المعاهدة، سيحتاج الرئيس بايدن الى 17 صواتا من الحزب الجمهوري، وهو امر في غاية الصعوبة.
هنا جاء الدور الإسرائيلي، وإسرائيل معنية جدا بتطبيع علاقاتها مع العربية السعودية. وقال مراقبون سياسيون ان إسرائيل أوصلت رسائل الى السعوديين بأنها على استعداد لتقديم المساعدة من خلال اقناع عددا من النواب أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين لدعم اتفاقية الدفاع المشترك بين الرياض وواشنطن، بل تحمل الرسائل تأكيدا بضرورة الاسراع لإبرام هذه الاتفاقية في ظل الرئاسة الديمقراطية الحالية للولايات المتحدة، لأنه في حال فاز ترامب الجمهوري بالفترة الرئاسية القادمة فلن يكون الديمقراطيون على استعداد للموافقة على أي مبادرة يطرحها الجمهوريون في مجلس الشيوخ، ولن يتسنى ابرام هذا الاتفاق.
اما بشأن الموافقة على مشروع نووي سعودي، فهو امر مستبعد الموافقة عليه إسرائيليا حاليا، وتبقى المطلب السعودية الخاص بإجراءات ملموسة تقدمها إسرائيل للفلسطينيين، وهو ما يعتبر امرا قابل للتطبيق.