يعيش المشهد الكروي العربي في البلاد حالة من التخبط والتراجع، رغم وجود فرق في الدرجات العليا مثل اتحاد أبناء سخنين ومكابي أبناء الرينة، بالإضافة إلى تمثيل في الدرجات الممتازة والأولى والثانية والثالثة. إلا أن الشعبية الجماهيرية التي كانت تشهدها الفرق العربية قبل نحو عشر سنوات، والتي كانت تصل إلى آلاف المشجعين في المدرجات، بدأت تتلاشى تدريجيًا.
على ضوء هذا الواقع الأليم التقى مراسل موقع وصحيفة “الصنارة”، نجم كرة القدم المعتزل ولاعب فريق مكابي حيفا ومنتخب إسرائيل سابقا، زاهي أرملي حديثا خاصا أبدى فيه وجهة نظره حول واقع كرة القدم العربية في البلاد، ومستقبل اللاعبين العرب وتمثيلهم للمنتخب الإسرائيلي. قال أرملي إنه يعمل حاليًا كسفير لفريق مكابي حيفا، في الفعاليات الرياضية والمدرسية في البلدات العربية والعبرية. وعن اللاعب الأفضل لهذا الموسم، أشار إلى ضياء سبع لاعب مكابي حيفا، الذي يُعد الأكثر تكاملاً بتسجيله العديد من الأهداف والمساهمات التهديفية. أما على صعيد الاحتراف الخارجي، فأشاد باللاعب عنان خلايلة الذي يلعب في الدوري البلجيكي، واصفًا عودته إلى مستواه المعهود بعد بداية متعثرة للموسم.
مطلوب منح المدربين فرصًا أطول، إضافة إلى تطوير الأكاديميات الرياضية
وحول وضع كرة القدم الإسرائيلية عامةً، اعتبر أرملي أن “الكرة المحلية ما زالت عند مكانها منذ سنوات طويلة، حيث إن إنجازات المنتخب تشير إلى أن مستواه بين الفئة المتوسطة والأقل من متوسطة على الصعيدين الأوروبي والعالمي”. وأوضح أن الفرق الإسرائيلية المشاركة في البطولات الأوروبية تحقق إنجازات متواضعة، مطالبًا بمنح المدربين فرصًا أطول، إضافة إلى تطوير الأكاديميات الرياضية والبنية التحتية.
وعن أداء الفرق العربية، وصفه بأنه “فشل كبير”، حيث أشار إلى تراجع أداء فرق الدرجة العليا مثل اتحاد أبناء سخنين ومكابي أبناء الرينة، وذكر أن سخنين ضمن بقاءه بصعوبة رغم عودته إلى ملعبه، فيما حافظت فرق مثل كفرقاسم على مكانتها، وهبط فريق هبوعيل أم الفحم. أما الدرجة الأولى، فأشار إلى توقفها لأسباب متعلقة بتلاعب في المباريات.
وعن عزوف الجماهير عن الحضور للملاعب في السنوات الأخيرة، رأى أرملي أن “الوضع المالي والإداري غير المهني للفرق العربية يشكلان الخلل الأساسي، حيث تعاني الفرق من فشل إداري أدى إلى تفككها”، مضيفًا أن النتائج السلبية المستمرة أرهقت الجماهير ودفعها للابتعاد عن المدرجات.
وبالمقارنة بين الماضي والحاضر، قال أرملي: “الكرة اليوم أصبحت مهنة بحد ذاتها، بعكس الماضي حين كان الشغف والارتباط بالفريق والشعار والبلد هو الدافع الرئيسي، مع مردود مادي أقل بكثير”.
ضاعت مني فرصة تاريخية للالتحاق بصفوف الفريق الايطالي “يوفنتوس” عام 1985
وفيما يخص تمثيل اللاعبين العرب في منتخب إسرائيل، أكد أن هناك عددًا متزايدًا من اللاعبين العرب في معظم فرق الدرجات العليا، لكن تحقيق مكانة في المنتخب يتطلب جهودًا كبيرة وعملًا مستمرًا، مشددًا على أن تمثيل المنتخب هو “قمة النجومية”.
واختتم زاهي أرملي حديثه بذكرى مؤثرة تعود لعام 1985، حين تلقى دعوة من فريق يوفنتوس الإيطالي لإجراء اختبارات، إلا أن غياب وكيل أعمال وفشل التواصل مع النادي حال دون تحقيق هذه الفرصة الذهبية، والتي علم بها بعد 15 عامًا. وقال: “كان الفريق في ذلك الوقت يضم نجومًا كبارًا مثل ميشيل بلاتيني، ولولا هذه الظروف ربما كان مساري الكروي مختلفًا تمامًا”.