Alaa Kitchen | عالم من العطاء والنجاح
صانعة المحتوى آلاء مواسي حققت شعبيتها الكبيرة ومحبة الناس لها بالعمل الشاق والعطاء وأسلوب البساطة العملية الذي يميزها. لمعت في مجال الطهي رغم أنها لم تتخصص فيه دراسياً، ولديها اليوم 500 ألف متابع على صفحتها في إنستڠرام Alaakitchenfood وتعاونات مع شركات رائدة.
تعرفوا على هذه السيدة العربية العصامية المتفوقة من باقة الغربية، التي بَنَت نفسها بنفسها وتتقدم من نجاح الى آخر بخطى ثابتة.
ليلك: في أي مجال كنت تعملين قبل خوض مجال الطبخ عبر السوشال ميديا؟
آلاء: لقد تطورت الأمور معي على عدة مراحل، في عام 2014 كنت أنظم فعاليات “الشيف الصغير” وورشات للنساء بشكل خاص أو بشكل مجموعات من الشمال والجنوب حول إعداد الطعام والكعك. بعد تلك الفترة افتتحت محلاً خاصاًُ بي سميته “آلاء كيتشن” Alaa Kitchen، بمعنى “مطبخ آلاء” وفيه كنت أبيع وجبات جاهزة وكعكا وأعلّم ورشات طبخ. لكن مجال دراستي كان هندسة عمار وفي تلك الفترة عملت في الكهرباء.
ليلك: ما الذي دفعك لخوض هذا المجال إذ أن مهنتك كانت مجالاً مختلفاً؟
آلاء: في تلك الفترة بدأت تنتشر موضة الفيسبوك وكان الناس يشاركون بعضهم بعضاًَ بكل فعالياتهم، وقد بدأت من شيء بسيط مثل تصوير كأس النيسكافيه. في البداية اشتهرت بأنني والدة تستثمر الكثير بأولادها وتهتم بتفاصيلهم وتعد فعاليات مميزة لأولادها وكذلك الطعام. أول فعالية قمت بها كانت لأبني في الحضانة ومن ثم تطور الأمر من فكرة أنني أقوم بالفعاليات في البيت إلى خارج البيت، حيث نظمت له ولأولاد صفه فعالية أكل وشاركتهم بفعالية “الشيف الصغير”.
ليلك: هل كنت تعدين كل شيء بنفسك؟
آلاء: صحيح، وكنت أبذل مجهوداً كبيراً وكنت أعد كل شيء من الأغراض المتوفرة في منزلي. بعد ذلك تطورت الأمور وأصبح الناس يتابعون آلاء مواسي لمتابعة ماذا تفعل لأولادها من فعاليات في المنزل والمدرسة والروضة والحضانة.
في نفس الفترة كان لدي مجموعة فيسبوك وكانت هذه الموضة أنداك، موضوع مجموعتي كان مساعدة الصبايا بوصفات طعام. اشتهرت جداً بإعداد كأس النيسكافية وكعكة الشوكولاطة ومن ثم بدأت أعد وجبات طعام في علب خاصة لأولاد المدارس وكانت أمهاتهم يشترينها مني، وكلها أعدت بأسلوب صحّي.
من بعدها نقلت فعاليات “الشيف الصغير” من محلّي الى المدارس، كل والدة كانت تريد إجراء فعالية لابنها وتريد طعاماً صحياً كانت تأتي إليّ. الفكرة كانت الأكل الصحي وأن يعدّ الولد وجبته بنفسه وكنت آخذ الأولاد أحياناً للمشتريات. كل ولد كان يشعر بنظافة المكونات ويفرم صحن السلطة خاصته. كنت أعد أساس الطعام في البيت ثم آخذه إلى الفعالية وهناك نعد معا الوجبات النهائية وأقدمها لهم بأدوات تقديم مرتبة. وفي نفس الفترة كنت أعذّ ورشات طعام للنساء وفعاليات “الشيف الصغير” للمدارس وكذلك كنت أعمل في شركة بوظيفة خطّاطة كهرباء!
ليلك: مجهودات كبيرة! كيف كنت توفقين بين كل تلك الأمور؟
آلاء: صراحة كان الوضع شاقاً جداً ومتعباً. وفي عام 2014 اضطررت الى إغلاق محلّي لأنني لم أعد أوفق بين كل الأمور بالذات بسبب الأولاد ولأنهم أصبحوا بحاجة كبيرة لي. عندها اضطررت للتنازل عن طموحي وعملي الذي أغلقته وتوقفت عن البيع لعدة سنوات لأن أولادي كانوا في الحضانة والروضة والبستان! لم يكن لديّ أيّ دعم وشعرت أنني أظلم أولادي مقابل الشهرة والنجاح والمال، فتنازلت عن المحل وتركت “السوشال ميديا” وأغلقت صفحة الفيسبوك والمجموعة.
بعد سنتين عُدت لبيع طلبيات الطعام لأن الناس كانت تطلب أكلي وكنت أعدّ وجبات مميزة منها سلطات ومعجنات. الكثيرون من الممرضين والأطباء كانوا يأتون في الخامسة صباحاً لأخذ طلبيّاتهم في طريقهم الى العمل، لأنهم طلبوا الطعام الصحي وكنت أبتكر كل شيء لهم بطريقة Mini، مصغّرة، مثل مناقيش وپيتسا وصفيحة، كلها بحجم لقمة. كنت أعدها كلها بنفسي.
كنت أبذل مجهوداً جسدياً هائلاً وكنت، أحياناً، أمر بعدة أيام بدون نوم بتاتاً! الناس كانت تنام وتصحو ويجدونني ما زلت أعد الطعام وأنشر الصور. هذا مجهود لا يتحمله أيّ إنسان طبيعي وفوق كل ذلك كنت أعد برامج “الشيف الصغير” ثم أعود الى العمل في الشركة حتى الظهر لأنني كنت ملتزمة معهم، ثم آخذ الأولاد من المدارس وأعود الى المنزل لأعدّ طلبيات الطعام للزبائن والطلبات للمناسبات.
ليلك: لكن هناك الكثيرون الذين يعملون في إعداد هذه الأمور، ما الذي أنجحك بشكل خاص؟
آلاء: لديّ إبداع وابتكار ولمسة خاصة. هناك من يقلدني وينسخ أفكاري. الناس تحب الابتكار وكذلك طعم وجباتي! والترتيب والنظافة.
ليلك: أنت لم تتعلمي موضوع الطهي، بل حصل بالفطرة..
آلاء: صحيح. كنت أبتكر أو أطوّر كل وجبة بالحسّ العربي! لا أعدّ وصفات غربية..
بعد ذلك انتقلت من الفيسبوك الى “السناپ تشات”، لكن لم أرغب بالعمل في الأنستچرام ولم أكن أجيد العمل به. شقيقتي كانت دائما تحاول دفعي وإقناعي على العمل عن طريق الانستچرام ولكني كنت أرفض. لكن شقيقتي وفاء أصرّت على تعليمي على الانستچرام وابنتي الصغيرة أصبحت تساعدني وعلمتني العمل به.
وفاء هي التي دعمتني في الانستچرام، كانت تأتي عندي الى البيت خصيصاً وتصوّر عملي وتنزله على “الانستا” وتدعو الجميع لمتابعتي ودعمي. أصبحت أبذل مجهوداً ليلاً ونهاراً للصفحة حتى أنني لم أعد أتفرغ لطلبات الطعام فأوقفتها وأصبحت أكرس كل طاقاتي لصفحتي على انستچرام. وهكذا أصبح المتابعون ينتظرون مني “الستوريز” والوصفات يومياً وأنا أجيب على كل الماسيجات.
في السابق كنت أبقى صاحية لأيام، أعجن حتى منتصف الليل ثم استيقظ في الخامسة صباحاً وأحمم الأولاد وأرسلهم للمدارس ثم أعود أخبز وأعد الطلبيات. بعد أن بدأت أحصل على مدخول في صفحة الانستچرام من المعلنين، وكنت أعاني من آلام ظهر قوية وكنت متعبة جداً جداً ومنهكة وكان التعب يبدو على وجهي، قررت تكريس كل جهدي لصفحتي وللمتابعين.
محطة أخرى ساهمت في انتشار أسمي بشكل قوي جداً هي فترة الكورونا، حيث كان الناس ملازمين منازلهم ينتظرون ويطلبون مني إنزال الوصفات فانتشر اسمي الى نطاق أوسع وازداد عدد المتابعين بـ 200 ألف!
ليلك: على ماذا تعتمدين بالاستمرارية؟
آلاء: أنا أعتمد على العطاء بالاستمرارية. أنا معطاءة.
أيضاُ هناك جملة تتردد دائماً بخصوصي وهي أن وصفاتي دقيقة وسهلة التطبيق، عكس صفحات أخرى. أنا أعطي كل المعلومات والأسرار ولا أبخل على المتابعين.
تسعدني جداً ردود فعل الناس وكم أساعدهم وأفيدهم مثل صبايا تزوجن حديثاً ولا يعرفن الطبخ فهن يعتمدن على صفحتي. هناك نساء يعددن الطعام المنزلي من وصفاتي ويبعنه ويدْعِوْن لي لأن مصدر رزقهن مني.
حتى انني كنت أساعد النساء في مصالحهن التجارية بابتكار وصفات خاصة بهن دون مقابل! فقط كنت أحصل على الشكر والدعاء منهن وأكون سعيدة جداً.
النجاح لم يأت من فراغ ولا صدفة، بل من مشقة وفكر ومجهود وتعتيل ورغبتي بإرضاء الجميع ومساعدتهم.
ليلك: أولادك وزوجك وعائلتك.. كم هم فخورون بك وبإنجازاتك؟
آلاء: بالإضافة الى أنهم فخورون بي، كل الناس يعرفون كمية الاهتمام التي أعطيها لأولادي! دائماً يقولون: أهم شيء في حياتها أولادها! وذلك رغم كل ضغوطات العمل. اليوم عوّدتهم على الاستقلالية وتدبير أنفسهم بأنفسهم بكل شيء وبالدراسة.
ليلك: أنت تمثلين السيدة العربية التي تقول إن مكان المرأة ليس فقط في البيت، بل تستطيع أن تعمل وتكون مستقلة!!
آلاء: بالضبط! في البداية أحبطوني كثيراً وكنت أخجل من ظهور صوتي أو صورتي في الڤيديو.. كانوا يتنمرون عليّ بسبب اللهجة. في نفس الوقت قصة اللهجة حبّبت الكثيرين بي وكذلك أسلوب البساطة الذي أتبعه وتابعت فيه.. حياتي بسيطة وتخلو من الرفاهية. بدأت من مطبخ بسيط ومع الوقت أصبحت أحسّن من مطبخي مثل الجميع. ولا مرة خجلت من بيتي أو مطبخي بل دائماً شاركت الناس التعب والجهد والصعوبات وليس الحياة المثالية.
أنا وصلت الى نجاحي من مجهود شخصي وبدون أيّ دعم من أحد. أنا لا انتظر من أحد أن يخلق لي السعادة! بدون مساعدة أيّ أحد أبداً حققت كل نجاحاتي. وكل شيء تم بمجهودي الخاص وأعتمد فقط على نفسي.
ليلك: من كان مصدر التشجيع لك؟
آلاء: أهلي وزوجي وما زالوا يشجعونني وطالما آمنت أن ربنا سيعطيني على قدر نيتي ومجهودي. أنا بدأت بمستوى وهدف وبرسالة وسأستمر هكذا.
ليلك: ما أهمية النجاح بالنسبة لك بشكل شخصي؟
آلاء: لا أعتبر نفسي ناجحة ولم أصل الى ما أريد أن أحققه بعد!
سأشعر بالاستقلالية عندما تُصبح لديّ مشاريعي الخاصة لأن الإعلان والتسويق ليسا دائمين. لم أصل الاستقرار الذي أطمح إليه بعد.
ليلك: هل تحبين مشاركتنا طموحك؟
آلاء: مشاريع خاصة بي هذا هو ما يشكل الاستقرار والنجاح بالنسبة لي. لكن محبة الناس بالنسبة لي هي النجاح والنعمة.
ليلك: ما هي نصيحتك للنساء؟
آلاء: كوني الداعمة الأساسية لنفسك! لا تنتظري من أحد أن يدعمك وأن يدفعك وأن يوصلك الى المكان الذي تطمحين إليه. لا تنتظري من أحد أن يوصلك الى النجاح وإلا ستتحسّرين دائما مشتكية لماذا لم يدعمك فلان، وبحياتك لن تنجحي ولن تتوصلي إلى شيء اذا لم تكوني مصدر القوة لنفسك.. شعاري: أنت سرّ نجاح نفسك! كثيرون يحقدون عليّ ويعادونني لأنني ناجحة بدون شهادة في الطهي! وأواجه عداوة قاسية من هؤلاء! لكن، بالعكس، أنا فخورة أن كل نجاحي مصدره التعليم الذاتي. درست هندسية عمار وعملت بالكهرباء حوالي 11 سنة حتى 2020. أفخر بنجاحاتي في عدة مجالات.
ليلك: هل لديك متابعون من الرجال؟
آلاء: نعم، نسبة جيدة من المتابعين لصفحتي رجال ويحترمونها ويشاركون. وهناك طلاب مغتربين طالما يوجهون لي الشكر على صفحتي ويخبرونني كم أن والداتهم سعيدات بالأمر.
ليلك: بما أننا في شهر رمضان المبارك، ما هي نصيحتك لإعداد الإفطار والسحور؟
آلاء: أنا ضد كميات الأكل الكثيرة والتشكيل بالطعام. من يتابعني لن يجد وفرة طعام بل سيجد السفّرة البسيطة.
أولاً، عندما أقدّم وجبة فلا أقدمها بأسلوب التباهي ولا يوجد تنويع حولها، سواء أكان ذلك في رمضان أو خلال كل العام. لا أريد من المتابعين ان يشعروا بالحسرة إذ لم يتمكنوا من تنفيذ ما أقدمه لهم.
أقدم مائدة تشعرك بالبيت الدافيء، بدون تزيين ومبالغات. في رمضان، لنركز على طبخة واحدة وأن تكون ساخنة وشهية لأفراد العائلة وممكن إضافة وجبة إليها لمن لا يحبها. أنا عوّدت أولادي على تناول الطعام العربي مثل العكوب والخبيزة وما شابه..
طبعاً أنا في صفحتي أعزّز الأكلات الشعبية الفلسطينية البسيطة.
قبل الكورونا كنت أزور عدة بلدات ونصوّر وصفات فلسطينية من إعداد نساء المدينة أو القرية التي ازورها ومن تراثهن، وسأعود بعد رمضان الى الاستمرار في هذا البرنامج وتعزيز الأكلات الفلسطينية.
أزياء: VIP Fashion بفرعيه:
باقة الغربية 046482799 | كفرقاسم 050-5562558
انستغرام: VIP Fashion
الموقع: تم التصوير في حانوت اثاث
“أريكة” AREKA furniture، أم الفحم – بجانب كينج ستور
هاتف 04-6677877
فيسبوك: اريكة للاثاث – Areka Furniture
انستغرام: areka.furniture
المكياج: خبيرة المكياج وفاء أبو حسين
انستغرام: wafaa_makeup_artist94
تصوير: رامي جبارين – انستغرام: Rami Jbareen