قصة للأطفال: “حسن” وزوج الحمام
قصص الأطفال وحكايات قبل النوم.. عادة محببة ينتظرها الطفل بشغف وانشراح، وتحكيها الأم أو الجدة بقلب محب ورغبة أكيدة في التواصل، مرة تحكيها الأم عن خطأ ارتكبه طفلها من دون قصد.. فيكون هو بطل القصة، ومرة أخرى ترويها ومعها تصبح الحيوانات أو الطيور هي الأبطال.. ومن الحكاية تكون العبرة.. ويفهم الطفل المراد، وقصة اليوم عن أهمية احترام الصداقة والصديق، وعن عادة الشك وسوء الظن.. الذي يوقع صاحبه في مشاكل! وفي الحالتين، تبعث الأم أو الجدة برسالة.. قد تكون قيمة يتعلمها الطفل، أو حل لمشكلته.. وربما صفة جميلة يسعى لتقليدها.
بقلم: خيرية هنداوي
- “حسن” طفل صغير في السابعة من عمره، بالصف الأول الابتدائي، معروف بين أسرته وإخوته بالحركة وكثرة النشاط، وفي المدرسة -هو نفسه- لا يتغير؛ حركة زائدة وحيوية ونشاط، ولكنه تلميذ شاطر ونجيب، ويتمتع بمهارات عديدة، فهو لاعب لكرة القدم، وفنان ماهر حين يرسم بالألوان.. في أيام الإجازة يمضي “حسن” وقته بين المنزل واللعب بالحديقة، ممسكاً بأدوات الرسم؛ ليرسم ويلون، ومرة ثانية يرتدي حذاء كرة القدم؛ ليلعب مع نفسه.. فيكون اللاعب والمشجع معاً.
- أما الخطأ الذي كان يرتكبه “حسن” ويعاتبه عليه المعلمون بالمدرسة، وكذلك أهل البيت، فهو بعثرة ألوانه وحاجاته هنا وهناك.. أو ترك حذائه في زاوية ما وينسى مكانه، وفي يوم ما.. حدث أن ضاعت ألوانه الجديدة -والتي أصرت أم حسن على أن يدفع ثمنها من مصروفه لعله يحافظ عليها- ما جعله يتهم إخوته الصغار.. وحيناً آخر يظن أنه تركها بالمدرسة.. وحدث أن اتهم زملاءه – فعلياً- بأخذها، ما ترتب عليه تقديمهم شكوى للمعلمة، والتي سلمته طلب استدعاء لولي الأمر! ويرجع “حسن” إلى والدته باكياً مستنجداً؛ لتحضر معه المدرسة لتقديم عذر لزملائه بالفصل.. وهنا أمهلته الأم بعض الوقت، وطلبت منه مناداة إخوته الصغار لسماع قراءة حكاية قبل النوم.. مبكراً عن وقتها المعتاد.
زوج الحمام يجمعان البذور
- قالت الأم بروية وهوادة: حكاية اليوم اسمها (“حسن” وزوج الحمام).. ونظرت لحسن.. وكأنها ستخصه هذا اليوم بالحكاية.
- كان بالغابة، وبأعلى إحدى الأشجار، يسكن زوج من الحمام.. وأفراخهما الصغار، يعيشان في ألفة ومحبة ووئام، يدبران معيشتهما وغذاءهما من الحبوب والبذور.. وفي يوم تحدّث ذكر الحمام لأنثاه وقال: في الصيف نجد ما نحتاج إليه من حبوب، ولكن علينا أن نجمع الكثير من الحب، ولا نأكل منه؛ حتى إذا جاء الشتاء.. ولم نستطع الخروج، جلسنا بعشنا وأكلنا مما جمعناه؛ فنحافظ على أفراخنا ونحميهم من الجوع وبرد الشتاء.
- أعجبت أنثى الحمام بحكمة وفطنة أليفها، وبدآ في همة ونشاط جمع الحبوب وتخزينها بالعُش، ولكن كلما ارتفعت حرارة الجو؛ ازدادت الحبوب المخزنة جفافاً وصغراً في حجمها عما كان!
ذكر الحمام غضبان!
- وفي يوم من الأيام.. رجع ذكر الحمام إلى العش متعباً من شدة حرارة الجو، وما إن نظر إلى الحب ووجد حجمه وقد نقص، ظن في الحال أن هناك من أكل منه، فسأل أنثاه غاضباً: ألم نتفق على ألا نأكل شيئاً من الحَب، فلماذا أكلتِ منه؟
- غضبت الحمامة وأقسمت أنها لم تأكل من الحَب المخزن شيئاً.. لكن أليفها لم يصدقها! حزنت الحمامة لسوء الظن بها، فتركت العش وطارت بعيداً وهي متألمة على حالها وتركها لصغارها.
- ومرت أشهر قليلة، ودخل فصل الشتاء محملاً بالرياح والرطوبة وقطرات الماء، فنفش الحب بالعش وأصبح رطباً.. وازداد حجمه، وعاد كما كان حجمه أول مرة.
- وعندما شاهد ذكر الحمام ذلك، حزن على سوء ظنه بأليفته الحبيبة، وقرر البحث عنها في كل مكان؛ حتى يعتذر على تسرعه في الحكم عليها دون أن يعطي لنفسه الوقت الكافي! وهنا انتهت الحكاية.
- فهم “حسن” بذكائه المعنى من وراء الحكاية، واعتذر لإخوته الصغار، وطلب منهم -بذوق- مساعدته في البحث عن أقلامه الملونة.. وملأ الفرح والسرور قلبهم؛ حينما وجدوا الأقلام بجوار البستان، حيث كان يجلس “حسن” ليرسم أزهار اللافندر البنفسجية اللون.. التي يحبها.
- وفي صباح اليوم التالي.. ذهب “حسن” إلى مدرسته مع والدته، وقدم الاعتذار لزملائه بالصف، عارضاً عليهم مساعدتهم في تعليم رسم المناظر الطبيعية، والتي يشهد الجميع بمهارته فيها، مع تقديم أقلامه الملونة الكثيرة لمن يحتاجها دون قيد أو شرط؛ احتراماً لصداقتهم، واعتذاراً لسوء ظنه.
سؤال وعليك الإجابة
- ما الصفة المشتركة بين “حسن” وذكر الحمام؟
- هل تحافظ على أدواتك المدرسية بالبيت والمدرسة؟
- ما هما الصفتان السلبيتان في”حسن”؟
- ماذا تعلمت من قصة “حسن” وزوج الحمام؟