إسرائيل تُؤهّل 20 شابًا درزيًا من السويداء كرجال إطفاء لإنقاذ منطقتهم
في خطوة تُعد الأولى من نوعها، تستعد إسرائيل لاستقبال نحو 20 شابًا من الطائفة الدرزية في محافظة السويداء جنوب سوريا، للمشاركة في برنامج تأهيل مهني مكثّف لإعدادهم كـ رجال إطفاء، على أن يعودوا بعد التدريب لإنشاء محطة إطفاء جديدة مجهزة بكامل المعدات في منطقتهم.
تدريب مكثّف داخل إسرائيل
وسيخضع المشاركون لدورة تدريبية لمدة ثلاثة أسابيع في منشآت الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية، تشمل:
- محاكاة حرائق مركّبة باستخدام أجهزة وسيمولاتورات متقدمة.
- إخماد حرائق سيارات وشقق ومراكز تجارية.
- تدريبات ميدانية على الإنقاذ والدخول إلى المباني المشتعلة.
وعند انتهاء التدريب، سيحصل كل متدرّب على طقم معدات كامل يشمل بدلات مقاومة للنار، خوذات، أدوات حماية شخصية، معدات إطفاء وحقائب عمليات. كما ستجهّز محطة الإطفاء الجديدة في السويداء بسيارة إطفاء مجهزة بالكامل.
هدف إنساني واستراتيجي
وُصف البرنامج بأنه ذو بُعد إنساني مهم نظرًا لنقص الخدمات الأساسية في المنطقة، إلى جانب بُعد استراتيجي يعزز الروابط التاريخية مع الطائفة الدرزية داخل إسرائيل وخارجها.
وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير لصحيفة يديعوت أحرونوت:
“محطة الإطفاء في السويداء ستنقذ أرواحًا في أوقات الطوارئ. سنواصل تعزيز الروابط مع الدروز عبر دمج ضباط من أبناء الطائفة في أجهزة الأمن وتقديم كل دعم ممكن”.
خلفية: توتر وأحداث دامية
تأتي هذه المبادرة بعد الهجوم الدموي الذي نفذته مجموعات جهادية وعناصر مرتبطة بالنظام السوري ضد سكان السويداء في يوليو الماضي، ما دفع إسرائيل إلى تقديم مساعدات إنسانية عاجلة، وتنفيذ ضربات جوية ضد آليات النظام، ودعم المتظاهرين الدروز.
وشهدت المنطقة حينها حركة عبور جماعي للحدود، إذ دخل مئات الدروز من سوريا إلى إسرائيل طلبًا للحماية، بينما عبر آخرون من إسرائيل إلى الجانب السوري تضامنًا مع أهلهم، قبل التوصل إلى وقف إطلاق النار وضمان حماية أبناء الطائفة.
خطوة غير مسبوقة
يُعد هذا البرنامج، المتوقع الإعلان عنه رسميًا خلال الأسابيع المقبلة، خطوة غير مسبوقة لتعزيز التعاون الإنساني والأمني مع الدروز في سوريا، ويهدف إلى إنقاذ الأرواح وتعزيز قدرة المجتمع المحلي على مواجهة الكوارث والحوادث الطارئة