مصمم الأزياء دانيال صليبا انطلق من شفاعمرو لانجازات عالمية
يصمم ازياء ويهوى تصميم الاكسسوار الأمر الذي عرّفه قبل ما يقارب العام والنصف على النجمة العالمية اليانا، ابنة الناصرة, والتي بدأ التعامل معها بسوار “الحب”.
دانيال سهيل صليبا، ابن الـ 22 عاما، من مدينة شفاعمرو، درس علم الأزياء والتصميم في ايطاليا ودخل عالم الأكاديميا وأثبت موهبته في المجال. حصل على عروض عمل في ايطاليا وانخرط في المجال هناك. أعجبت الستايلست تالي مرجية، ابنة الناصرة، بسوار من تصميمه مما فتح باب التعاون بينه وبين النجمة النصراوية العالمية إليانا. بالاضافة الى تعاون مع “زارا” ونشر تصميماته على مجلة “فوغ” المرموقة وهو ما يزال طالبا في الجامعة.
تحدى الصعوبات والأفكار المسبقة وانطلق بسرعة كبيرة وثقة نحو تحقيق أحلامه ونجح بتفوق، وهو يخطط لمشاريع عديدة، وبات اسمه يسطع عالميا.
لالقاء المزيد من الضوء على مشوار دانيال صليبا أجرت “الصنارة نت” معه اللقاء الملهم التالي.
الصنارة: دانيال أنت من شفاعمرو، هل لك أن تخبرنا كيف اتجهت لتصميم الأزياء؟
دانيال: الأمر حصل بلا تخطيط. منذ صغري كنت أحب الرسم والأشكال الهندسية والشغل على قطع القماش. في البداية كان التصميم يعتبر للصبايا، لكن في الصف العاشر بدأنا نختار التخصصات ونفكر بالمستقبل، فبدأت أتساءل عن مستقبلي وقررت دراسة تصميم الأزياء. واجهت معارضة من محيطي القريب خوفا علي، فشعرت بالتردد ولكن في النهاية قررت دراسة المجال الذي يستهويني.
قدمت لجامعة نابا في ميلانو، اكاديمي ديلا بيلي ارتي، وتم قبولي وأنا بصدد انهاء اللقب، وبنفس الوقت عرضت علي فرص عمل وبدأت اشتغل هناك.
الصنارة: ادهشنا انك تعاملت مع “زارا” و”بالمان” وأسماء لامعة أخرى.. لكن بداية نتشوق للسماع عن تعاونك مع الفنانة النصراوية العالمية اليانا..
دانيال: عندما بدأت أنشر فيديوهات لتصميماتي، وأحدها كان وانا أصنع سوارا، فرأته الستايلست تالي مرجية، ابنة الناصرة، التي تتعامل مع المغنية النصراوية العالمية اليانا. تواصلت معي ودار حديث تعارف بيننا، وقررنا التعاون على السوار وارسلتها لها. بداية كان من المفروض ان ترتديها خلال أسبوع الموضة في باريس، ولكنها تأخرت بالوصول وكان الأمر لصالحي إذ انه بالنهاية ارتدتها بمناسبة أكبر بكثير وهي لغلاف مجلة بيلبورد، وهي من أهم مجلات الموسيقى في العالم العربي. التعامل بيننا استمر .
الصنارة: السوار جاء مصمما بكلمة “الحب” بالعربية، كيف خطرت الفكرة ببالك؟
دانيال: صحيح، كلمة حب بالخط العربي واستلهمتها من الخطوط العربية، التي تتصل مع بعضها وتتحول لسوار يلتف حول اليد. ردود الفعل كانت عظيمة بالذات لشاب مثلي وهو في بداية طريقه، وبدأ يحقق أمورا يحلم بها الكثير من المصممين.
الصنارة: لقد نافست ايضا في ”مسابقة بيير كاردان يانغ اوورد“، نحن ان نسمع عن التجربة العالمية..
دانيال: انها من المشاريع الهامة “مسابقة بيير كاردان يانغ ديزاينر اوورد”، والتي تقام كل سنة في دولة مختلفة ووصلت مرحلة النهائيات في كل أوروبا. صممت ثلاثة أطقم مع اكسواراتها لأزياء رجال. وفي تلك الفترة عرضت علي الجامعة منصب مساعد بروفيسور، وكنت أعمل في الجامعة بالتعليم، وهو أمر توفقت به وعادة لا يحصل بسهولة.
الصنارة: أغلب تصميماتك التي تعرضها رجالية، لماذا؟
دانيال: أنا أجد نفسي في المجالين. صحيح أني ناجح جدا بالتصميمات الرجالية التي تعتبر أصعب، لكن مستقبلا سأختص في مجال الهوت كوتور.
الصنارة: انجازاتك لم تتوقف هناك اذ شاركت في الفاشن ويك قي ايطاليا..
دانيال: في جامعتنا يتواجد 350 مصمما، وفي كل عام يقام عرض ازياء يعرض فيه الطلاب تصميماتهم، ولأن العدد كبير يتم اختيار أفضل 30 طالبا قدموا أفضل تصميمات للمشاركة بالفاشن ويك. وأنا كنت من ضمن الـ 30 الأفضل، وعرضت مجموعتي التي كانت 4 أطقم من تصميمي وحياكتي.
الصنارة: كيف استلهمت الأفكار لتصميماتك؟
دانيال: الفكرة كانت عن الهجرة وكنا بفترة الحرب.. اخذت موضوع الهجرة بشكل عام وادخلت قضية الحرب بشكل غير مباشر. خلال الهجرة لم يكن هناك شنطات فكانوا يضعون اغراضهم في ما يسمى بقجة، وهي عبارة عن شرشف يضعون فيه كل الملابس ويقومون بربطه. وصممت مجموعة من تلك الايحاءات.
لموضوع اخر لكن مرتبط، هنالك برنامج اسمه “زارا تالنت” تابع لشركة زارا العالمية. ممثلون عن الشركة يجولون العالم ويزورون جامعات الأزياء، بحثا عن مواهب صاعدة ويرون مشاريع الطلاب ويجرون معهم مقابلات ويختارون أفضل مواهب في العالم للعام. تم اختياري والجائزة ان تسافر لاسبانيا لمقر الشركة، فسافرنا هناك لعدة ايام وقدمنا عرض أزياء معهم واخترت نفس الكولكشن الذي شاركت فيه بالفاشن ويك مع الجامعة.. عرضته مع زارا “مجموعة الهجرة” التي تكلمنا عنها. وقدمت معهم عرض ازياء في اسبانيا قبل شهرين تقريبا. واصدروا مجلة بطبعة محدودة نشروا تصاميمي فيها.
الصنارة: لا ننسى ان مجلة فوغ العالمية نشرت تصميماتك على صفحاتها!!
دانيال: أهم شيء هو “فوغ”، الذين اختاروا افضل الاطلالات من عرض ميلانو ومن بينها تصميماتي، وهو حلم كبير تحقق بالنسبة لي.. منذ صغري كان هناك فلتر على انستغرام يمكنك من مونتاج صورتك كانها على غلاف “فوغ”، فمنذ صغري احلم بالشئ ولم اعرف انني ساحققه في سن الثانية والعشرين. الامر صدمني، فاذكر انني كنت نائما وعندما استيقظت صباحا وجدت اسمي وتصميمي على مجلة “فوغ” ايطاليا.. واحد من اكبر احلامي تحقق.
الصنارة: ما هي طموحاتك القريبة؟
دانيال: أرغب العمل في اوروبا واكتساب المزيد من الخبرة من دور الازياء الكبيرة. وللامام أطمح بتأسيس “دانيال صليبا هاوس” الذي يشمل أزياء وفنا وديكورا، بمعنى مختلف مجالات التصميم عامة. واعتقد انني سابدأ في ميلانو المدينة التي قدمت لي العديد من الفرص.
كذلك أطمح مستقبلا بتأسيس مدرسة أزياء في البلاد وهو هدف هام بالنسبة لي. السبب هو رغبتي بفتح المجال أمام الشباب أيضا لأنني حين كنت صغيرا بالسن، لم يقبلوني لدراسة التصميم بحجة انها للصبايا فقط، وحين بلغت الـ 18 عاما انضممت لمدرسة ساهر عوكل.
الصنارة: من هم المصممون المفضلون لديك؟
دانيال: أحب “ديور” جدا. أحب دانييل روزبيري مصمم سكيبيريلي، وهو المفضل بالنسبة لي. أحب تصميمات “برادا”. من حيث الكوتور لا أفضل التقليدي ولكن المصمم المفضل لدي هو جورج حبيقة، لانه تخطى حدودو المرأة الانيقة وهو يصمم الفاشن الذي هو فن. وأحب “حبيقة” اكثر بعد ان استلم ابنه جاد الجانب الابداعي. أطمح للعمل معهم يوما ما لكن اغلب عملهم في لبنان وهذا عائق أمامي.
المصممون الذين ألهموني هم: زهير مراد في مرحلة المدرسة بشكل خاص. اليوم افضل التصميمات الغريبة وليس مجرد الانيقة.
الصنارة: خلال فترة قصيرة حققت الكثير, لمن تقدم الشكر على دعمك؟
دانيال: أحب ان أذكر أهمية دعم اصدقائي لي، خاصة في الفترة التي لم أجد فيها التشجيع من اهلي. لقد رأى أصدقائي المستقبل قبل أن أراه أنا، وفهموا قدراتي قبل ان أدركها أنا. أخص بالذكر صديقة لي اسمها لنا، وعدتها انني ساشكرها في أول مقابلة لي. دعمتني جدا من خلال الانستغرام الخاص بي، ومنذ صغرنا كانت ترى الشيء قبل ان أراه أنا. أحيانا يكون الشخص موهوبا لكنه غير مدرك لقدراته بشكل تام.
كنت محظوظا جدا لوجود بيئة داعمة لي من الأصدقاء. أنا أتفهم قلق أهلي علي في البداية، لكنهم اليوم من أكبر الداعمين لي، ومن هنا أتوجه إليهم بالشكر الكبير والتقدير على دعمهم لي والوقوف إلى جانبي.
بالمقابل طبعا هناك دائما أشخاص لا يحبون النجاح لغيرهم، هذه ظاهرة لمستها بالخصوص بعد تعاملي مع النجمة اليانا، لكنني بطبيعتي أركز على الامور الايجابية اكثر.
أحب ان اقول ان الامور التي حصلت معي خلال اخر سنتين لم اكن ساصدق انها من الممكن ان تحصل لي، لذلك احب نشر قصتي حتى اشجع الشباب في بلادنا واقول لهم احلموا كبيرا لان الامور المستحيلة تصبح حقيقة.