ندوة حول التبرع بالأعضاء ما بين الطب والشريعة في باقة الغربية

0 8٬894

بالتعاون بين المركز الوطني لزراعة الأعضاء والدائرة الإسلامية في قسم الطوائف الدينية في وزارة الداخلية، عقدت أمس الثلاثاء  في المسرح البلدي في مدينة باقة الغربية،  ندوة تحت عنوان: التبرع بالأعضاء ما بين الطب والشريعة، وهدفت الى وضع الموضوع على بساط البث بمشاركة العشرات من أئمة المساجد في البلاد.

 افتتح الندوة مدير الدائرة الإسلامية في قسم الطوائف الدينية في وزارة الداخلية ، الشيخ د. زياد أبو مخ، مرحبا بالحضور ومستعرضا المحطات الرئيسة في عمل الدائرة على رفع الوعي حول هذا الموضوع وأهمية هذا المؤتمر للإجابة على تساؤلات الائمة حول رأي الشرع الحنيف من جهة والتعرف على الإجراءات الطبيّة في تحديد الموت الدماغي ومراحل التبرع بالأعضاء من جهة أخرى. 

كما وعرض د. كريم اغبارية، أخصائي طب الأطفال وطب العلاج المكثف والممرض نبيل عمر، منسق زراعة الأعضاء في مستشفى نهاريا، معطيات واحتياجات الجهاز الطبي للأعضاء من أجل انقاذ حياة المرضى وكيفية تحديد الموت الدماغي الذي يسمح بعده فقط التبرع بالأعضاء وأشاروا الى الفحوصات الطبية الصارمة من قبل عدد من المختصين لضمان التأكد من موت جذع الدماغ الذي يعتبر موتا طبيا أكيدا ونهائيا.   كما وتطرقت  منسقة المجتمع العربي في المركز الوطني لزراعة الأعضاء، مريم شلبي الى  أهمية التوقيع على بطاقة آدي التي تعتبر وصية روحانية يعبر من خلالها الموقع عن موافقته التبرع بأعضائه بعد الوفاة،  وأهميتها في تسهيل  قرار العائلة التبرع بالأعضاء .

ثم تحدث  فضيلة  الشيخ مأمون مطاوع إمام المسجد القديم في دير حنا، عن موقف الشرع الحنيف من التبرع بالأعضاء وعرض الجوانب الداعمة والمعارضة،  مشيرا ان الغالبية العظمى من  علماء المسلمين يشجعون التبرع بالأعضاء ضمن الضوابط الشرعية التي تحددها الشريعة الإسلامية  وبعد تحديد موت جذع الدماغ من قبل الأطباء

كما وتعرف الائمة المشاركون في الندوة، على قصص شخصية حول التبرع بالأعضاء من الميت الى الحي ومن الحي الى الحي منها: قصة المهندس ياسين بدير الذي  تبرعت له اخته المربية نعيمة بدير خطيب بكليتها  وأوقفت معاناته التي استمرت لسنوات  طويلة خلال اجراء غسل الكلى. وقال: ” قرر عدد من افراد العائلة ان يتبرعوا لي بكليتهم ورفضت قطعيا خاصة من قبل  الشباب والشابات منهم،   لكن بعد اصرار اختي نعيمة وعزمها على التبرع من أجل وقف معاناتي وكونها انسانة مؤمنة تعتبر التبرع بالأعضاء صدقة جارية، قررت ان اوافق على رغبتها، وفعلا اجرينا التحاليل المطلوبة وتكللت العملية بنجاح. وأنا وهي بخير وبصحة جيدة بعد أكثر من سنتين من العمليات”. 

كما وأرسل رئيس مجلس محلي طوبا الزنغرية، المحامي وسام عمر رسالة الى منضمي المؤتمر  تطرق من خلالها الى  حيثيات قرار التبرع بأعضاء ابن اخته،  المرحوم رائد جمعات (37 عامامن قرية طوبا الزنغرية  وإنقاذ حياة  ثلاثة أشخاص، كانوا بحاجة الى زراعة أعضاء حيوية. وقال: ” التبرع بالأعضاء هو موضوع صادفته كثيرا خلال حياتي، أحد أصدقائي المقربين، عانى من فشل كلوي، وانكشفت الى معاناته اليومية خلال اجراء غسل الكلى لسنوات طويلة والخطر الذي هدد حياته خلال الانتظار الطويل للحصول على كلية من متبرعالحمد لله، في النهاية حصل على كلية وأجرى عملية ناجحة ولكن قصته أثرت على موقفي من الموضوع. من هذا المكان وبعد حديثي مع الأطباء  وبعد شرحهم الوافي لحالة المرحوم الطبية وثبوت الموت الدماغي والذي يعتبر موتا نهائيا قانونيا وطبيا وشرعيا، قررت أن أعمل على انقاذ حياة الاخرين ووقف معاناتهم وأن أخلّد ذكرى المرحوم، بطلا ومُحبا كما عهدته وأن تستمر أعضاه في الحياة وقلبه الكبير في الخفقان. كنت متأكدا أن هذه رغبة المرحوم لو سئل هذا السؤال في حياته حول التبرع بأعضائه من أجل انقاذ حياة اخرين“. وأضاف: “يعتقد الكثيرين أن قرار التبرع بالأعضاء مخصّص للرجال فقط وهنا أريد ان انوه أن قرار الام والزوجة والمرأة بشكل عام هو القرار الأهم في نظري، لأنهن مصدر الحياة، ومن حقهن التأثير على اتخاذ القرار، تماما كما فعلت زوجة المرحوم التي كان لها دور هام في اقناع افراد العائلة. التبرع بأعضاء المرحوم واستمرارها في الحياة، وإنقاذ حياة ثلاثة أشخاص، هو عزائنا الأهم بعد الفقدان الصعبهذه مفارقات الحياة

كما وتخللت الندوة مجموعات عمل مصغرة للائمة  تناولت وناقشت مسؤولية الامام في توضيح موقف الشريعة   حول التبرع بالأعضاء وأسباب الامتناع عن التبرع والتوصيات المستقبلية في توفير المعلومات للجمهور لتسهيل اتخاذ قرار التبرع بالاعضاء.

 

 

  

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected] - [email protected]

قد يعجبك ايضا