مصري يفوز بجائزة “أول الأوائل” القرآنية العالمية في قطر
وتقدر القيمة المادية للجائزة بمليون ريال قطري (275 ألف دولار أميركي)، وتقام كل ثلاث سنوات منذ انطلاقتها في عام 2016، لكنها توقفت جراء جائحة كوفيد19 لتعود مرة أخرى في نسختها الثانية. وتعزز المسابقة إحياء روح التنافس بين حفظة كتاب الله من أنحاء المعمورة والارتقاء بالهمم والعزائم وربط الأجيال الناشئة بالقرآن الكريم.
وتنافس المشاركون في المسابقة التي نظمت في الفترة من 1 حتى 12 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، في حفظ القرآن الكريم كاملا ترتيلا وتجويداً، مع حفظ معاني كلمات القرآن الكريم كاملاً من كتاب “كلمات القرآن.. تفسير وبيان”، وذلك أمام لجنة تحكيم دولية جمعت كوكبة من أبرز علماء القراءات والتجويد في العالم، والتي قامت بتقييم مستوى الحفظ والتجويد والأداء للمتسابقين بناء على معايير عالية الدقة.
منافسة قوية
وأعرب الفائز بالجائزة محمد سعد عبد الجليل للجزيرة نت عن سعادته بالفوز بهذه المسابقة العالمية الفريدة من نوعها، مؤكدا أن هذا الفوز يعد حملا ثقيلا، لافتا إلى أن المسألة ليست مسألة حفظ فقط، وإنما هناك أمر آخر هو التخلق بأخلاق القرآن، فمن المفترض أن يكون الإنسان الأول حتى في الأخلاق.
ووصف عبد الجليل أجواء المنافسة على اللقب بأنها كانت قوية للغاية، باعتبار أن المسابقة جمعت حفظة القرآن الحاصلين على المراكز الأولى في المسابقات الدولية للقرآن الكريم، مبينا أن جميع المشاركين يحفظون كتاب الله وعلى أعلى مستوى من المهارة والكفاءة، مما جعل الفوز باللقب غاية في الصعوبة في ظل المنافسة الشديدة.
وأكد عبد الجليل أن مسابقة أول الأوائل فكرة رائدة وفريدة، وأنه تأهل للمشاركة في هذه المسابقة العالمية بعد فوزه بالمركز الأول في مسابقة بور سعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم بمصر عام 2019، لافتا إلى أنه كان يدعو الله في البداية أن يكون أحد العشرة المتأهلين لمنافسات المرحلة النهائية، ووفقه الله لخوض هذه المنافسات ومن ثم التتويج باللقب.
ويحلم عبد الجليل بعد فوزه بالجائزة الكبرى للمسابقة أن ينشئ مركزا كبيرا لتحفيظ القرآن الكريم عملا بقوله صلي الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه، كما أنه يسعي جاهدا للدخول إلى التسجيل في الإذاعة المصرية وأن يكون إحدى العلامات الكبرى في تلاوة القرآن وأن يسير على درب القراء الكبار في مصر.
مراحل المسابقة
شارك في المنافسات 80 متسابقاً من صفوة حفظة كتاب الله في العالم أجمع، وذلك بعد أن تُوج كل منهم بالفوز بالمركز الأول في المسابقة القرآنية المحلية في دولته، لتحتضن الدوحة هذه الكوكبة من حفظة كتاب الله في مكان واحد.
وتنافس المشاركون في مرحلة التصفيات أمام أربع لجان تحكيم فرعية في 3 أسئلة من القرآن الكريم ومثلها في معاني الكلمات، حيث تأهل 40 متسابقاً للتنافس في المرحلة الأولى علنيا أمام الجمهور في 7 أسئلة من القرآن الكريم، منها سؤالان بالوصل، مع 12 سؤالاً في معاني الكلمات لتأهيل 10 متسابقين للمرحلة النهائية للتنافس على المركز الأول والتتويج باللقب.
وأكد رئيس اللجنة المنظمة لمسابقة الشيخ جاسم بن محمد للقرآن الكريم ناصر يوسف السليطي أن مسابقة الشيخ جاسم ولدت كبيرة بهمة مسؤوليها وتفاني العاملين بها، فقبل ربع قرن انطلقت هنا على أرض قطر بناء على أنظمة ولوائح ومعايير تجعلها تنافس كبرى المسابقات العريقة.
وأوضح، في كلمته بالحفل الختامي للمسابقة، أن المسابقة تنامت عاما بعد عام حتى تربعت على عرش المسابقات لتحتضن أوائل الفائزين في المسابقات الدولية في فرعها “أول الأوائل”، لافتا إلى أن مسابقة الشيخ جاسم عملت منذ تأسيسها على خدمة كتاب الله وساهمت في تنمية حفظه وتلاوته وتجويده وتدبر معانيه.
ثقافات متعددة
وأضاف أن الدوحة احتضنت على مدار الأيام الماضية نخبة النخبة من حفظة كتاب الله تعالى ممن جاؤوا للتنافس في مضمار المسابقة الأكبر والأصعب وذلك لتميز المتسابقين الذين جاؤوا من بلدان مختلفة وثقافات متعددة حيث جمعهم هدف واحد هو كتاب سماوي خالد.
وقال رئيس لجنة التحكيم الدولية العليا لمسابقة أول الأوائل، شيخ عموم المقارئ المصرية السابق أحمد عيسى المعصراوي: إنه ما كان لبلد آخر يفعل ما فعلته دولة قطر تجاه القرآن الكريم وخاصة بتنظيم مثل تلك السابقات لخدمة كتاب الله وتكريم حفظته.
وأضاف أن مسابقة أول الأوائل تعد مسابقة فريدة ومتميزة بنوعية المتسابقين فيها كونها تحتضن الفائزين بالمراكز الأولى على مستوى دول العالم في حفظ القران الكريم وتجمعهم وتجعلهم يتسابقون على المركز الأول. والرسالة التي تبعثها تلك المسابقة للعالم الإسلامي أن الأمة تحيا بالقرآن وحفظته.