ليس من بينها “جيمس بوند”.. أفلام جاسوسية مثيرة لا تفوتها
جرعة مضاعفة من الأدرينالين، والكثير من التشويق والإثارة والحركة، وأبطال أذكياء وغامضون يحترفون الخداع ولا يهابون المخاطرة؛ لهذه الأسباب وأكثر يُفضِّل قطاع ليس قليلا من الجمهور أفلام الجاسوسية التي تمنحهم وقتا مستقطعا يمكنهم خلاله أن يكونوا جزءا من معارك ومطاردات لا تُشبه حياتهم الرتيبة والمملة.
ورغم أن أفلام الجاسوسية بدأت منذ السينما الصامتة، وشهدت ذروتها خلال سنوات الحرب الباردة، فإنه أمام ما يجرى من تقدم تكنولوجي ترك بصمته على صناعة السينما استطاعت أفلام الجواسيس والمخابرات والدراما البوليسية مواكبة التطور، سواء على مستوى الصورة والمؤثرات أو الحبكة ونموذج الشرير ودوافعه التي تطرحها؛ مما جعلها دوما ورقة رابحة تعتمد عليها الصناعة في جني الإيرادات والأرباح.
وفي حين أن مصطلح “أفلام الجاسوسية” قد لا يجلب إلى أذهان كثيرين سوى سلسلة أفلام “جيمس بوند”، فإن ذلك لا ينفي حقيقة وجود أفلام أخرى تنتمي للفئة نفسها ولا تقل أهمية أو إمتاعا، وإليكم أفضلها:
لعشاق الأفلام متعددة الأجزاء
مثل أفلام “جيمس بوند”، إذا كنتم من هواة الأفلام المتسلسلة يمكننا أن نُرشّح لكم سلسلة “جيسون بورن ” (Bourne)، التي صدرت منها 5 أجزاء بداية من 2002 وحتى 2016، وكانت من بطولة مات ديمون، وحققت إجمالي أرباح بلغ 1.6 مليار دولار.
واقتبست القصة من “ثلاثية بورن”، التي ألّفها الكاتب الأميركي روبرت لودلم، وتدور أحداثها حول رجل أميركي يعثر عليه صيادون إيطاليون ويُطيّبون جراحه بعد إصابته بطلقات نارية، قبل أن يكتشف فقدانه ذاكرته.
تدفعه إجادته عدة لغات وامتلاكه مهارات قتالية بالإضافة إلى حفنة من النقود من عملات مختلفة وعدة جوازات سفر لمحاولة تتبع ماضيه لمعرفة هويته الحقيقية، وإن كان لم يحسب حساب أن يكون قاتلا مأجورا وعميلا سريا سابقا في وكالة المخابرات المركزية؛ الأمر الذي يستدعي بدوره وجود من يحاولون التخلُّص منه.
من الناحية الفنية والجماهيرية، حظيت السلسلة بشعبية جارفة بسبب الإثارة والتوتر اللذين امتازت بهما الأفلام؛ مما جعل المشاهد يجلس دائما على حافة مقعده متحفزا وقلقا كما لو كان جزءا من العمل، في حين أعرب النقاد عن تفوق ديمون في تلك النوعية من الأعمال التي تجمع بين الحركة والعاطفة، وهو ما نتج عنه استمرار السلسلة ونجاحها طوال 14 عاما.
مهام كروز المستحيلة
الترشيح التالي هو سلسلة أفلام “مهمة مستحيلة” التي بدأت عام 1996، ولعب بطولتها النجم توم كروز، وصدرت منها 6 أجزاء تفاوتت مستوياتها الفنية وإن حققت جميعها أرباحا مرتفعة، قبل أن يعود كروز بجزء سابع بعنوان “مهمة مستحيلة: الجزء الأول من حساب الميت” الموجود حاليا في دور العرض.
بلغت إيرادات الجزء السابع حتى الآن 494 مليون دولار، ليصبح إجمالي أرباح السلسلة 4.03 مليارات، ومن المُفترض أن يصدر جزء ثامن في 2024.
تتمحور السلسلة حول إيثان هانت، وهو عضو ضمن فريق سري متخصص في تحقيق المهام المستحيلة كونهم تابعين لوكالة المخابرات المركزية، ولكن بشكل غير رسمي.
جدير بالذكر أن جزءا كبيرا من نجاح السلسلة يعود إلى الدأب الذي يعمل به البطل توم كروز وإصراره على تقديم أفلام حركة على أعلى مستوى، والمخاطرة بحياته في سبيل تنفيذ كل الحركات والتحديات بنفسه، بالإضافة إلى مستوى التصوير الاحترافي وإجادة استغلال المؤثرات الصوتية والبصرية لخدمة العمل واستقطاب الجمهور المحب لهذه النوعية من الأفلام.
بين الحقيقة والادعاء
دقة تاريخية، وتمثيل رفيع المستوى، وسرد تصاعدي مثير، وتصوير على قدر عال من الحساسية، هكذا وصف النقاد فيلم “جسر الجواسيس” (Bridge of Spies) الذي صدر عام 2015، وهو مُقتبس عن قصة حقيقية وأخرجه ستيفن سبيلبرغ، وأُسندت بطولته إلى توم هانكس.
أحداث الفيلم دارت خلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، واستعرض ما جرى حين تم أسر جاسوس سوفياتي، ولأن أميركا طالما كانت تُصر على رفع شعار الديمقراطية واحترام القانون حتى ولو ادعاء، يتم انتداب أحد كبار المحامين للدفاع عن الجاسوس وفقا لمقتضيات الدستور.
وإن كان يُنتظر من المحامي التعامل مع الأمر بشكل صوري، فإنه ورغم العداء الجاري بين الجبهتين يُقرر الالتزام بشرف مهنته، مُؤكدا مبدأ المتهم بريء حتى تثبت إدانته، فيدافع عن موكله باستماتة ويُصر على أن يحظى بحقوقه كاملة، الأمر الذي يجعل المحامي نفسه يتعرّض للنبذ والكراهية من الجميع.
الخدعة الكبرى
رغم أن المسيرة المهنية للنجم بن أفليك ليست غنية بأفلام قدم خلالها أداء تمثيليا استثنائيا، لكن حين يأتي الأمر إلى اختياراته بالإخراج أو الكتابة تبدو موهبته أكثر توهجا. ويعد فيلم “آرغو” (Argo) الذي أُنتج في 2012 أحد أكثر أفلام بن أفليك نجاحا، حتى أنه فاز عنه بالأوسكار وغولدن غلوب وبافتا البريطانية.
وهو دراما سياسية مأخوذة عن قصة حقيقية تناولت أزمة الرهائن في إيران عام 1979، إذ تسعى المخابرات لإنقاذ 6 دبلوماسيين أميركيين من طهران عبر إرسال أحد عملائها السريين وتكليفه بتنفيذ خطة شديدة الجرأة والخطورة، تتطلب منه تجهيز الدبلوماسيين وتدريبهم على التظاهر بكونهم فريقا سينمائيا كنديا حضروا لرؤية مواقع التصوير على الطبيعة تمهيدا لتنفيذ فيلم يحمل اسم “آرغو”.
حقق الفيلم 232 مليون دولار من أصل ميزانية لم تتجاوز 44 مليونا، وحاز على 3 جوائز أوسكار (أفضل فيلم، وأفضل سيناريو مقتبس، وأفضل مونتاج) من ضمن 7 ترشيحات، بالإضافة إلى 3 جوائز بافتا البريطانية وجائزتي غولدن غلوب.