عايدة توما للصنارة : في الگنيست الـ 25 ستنحسر أهمية العمل البرلماني كأداة هامة في نضال الجماهير العربية
محمد عوّاد
بعد صدور نتائج الانتخابات الرسمية وبدء المشاورات والتوصيات أمام رئيس الدولة يتسحاق هرتسوڠ حول تشكيل الحكومة القادمة واجتماع بنيامين نتنياهو مع رؤساء الأحزاب اليمينية قبل بدء توزيع الحقائب الوزارية, بات واضحاً أن الحكومة القادمة ستكون مختلفة عن جميع الحكومات التي سبقتها…
حول كيف سيتعامل النواب العرب في الجبهة والعربية للتغيير وأيضاً الموحدة خلال دورة الكنيست الـ – 25 ومع الحكومة المقبلة وحول تداعيات نتائج الانتخابات على المجتمع العربي أجرينا هذا اللقاء الخاص مع عضو الكنيست عايدة توما – سليمان (الجبهة).
الصنارة: كيف تتوقعين أن تكون إسقاطات نتائج الانتخابات على عمل أعضاء الكنيست العرب البرلماني وانعكاساتها على المجتمع العربي؟
توما – سليمان: واضح أننا مقبلون على مرحلة سياسية قد تكون مختلفة عن الدورات السابقة للكنيست, ليس لأن الدورات السابقة كانت سهلة وجيدة بالنسبة لنا, فدائماً نتذكر أنّه حتى قبل سنتين كانت حكومة يمينية أيضاً, والحكومة الأخيرة حتى لو ادعت أنها حكومة تغيير لكنها هي أيضاً كانت حكومة تحكم بها اليمين.
فبالنسبة لهذا الأمر ليس هناك بجديد والجديد هو دخول عناصر فاشية الى الكنيست والحكومة ووصولها الى السلطة وتحكمها بأجزاء من السلطة.
أما انعكاساتها على المجتمع العربي فأعتقد أنه بعد سنوات كان فيها تركيز الأضواء على العمل البرلماني كأداة نضال هامة في نضال جماهيرنا العربية, ستخسر أهمية العمل البرلماني في الفترة القادمة ليس لأننا لا نريد أن نعمل, ولكن سوف نجتهد الاّ أنّ وجود أغلبية واضحة بهذا الشكل لليمين سيقلّل من فرض العمل البرلماني وإمكانية تحقيق العديد من الأمور. لكن هذا لا يعني أنه لا حاجة للعمل البرلماني بل يعني أن شكل العمل البرلماني سوف يختلف.
وفي المرحلة القادمة سيميّز العمل البرلماني هو أن تكون معارضة واضحة المعالم تحاول أن تدافع عن أسس المساواة للجماهير العربية وتحاول أن تحمي هذه الجماهير من قرارات أو مدعّماً أيضاً بنضال شعبي جماهيري ودولي لفضح هذه الممارسات.
كل هذا سيتضح بشكل أفضل بعد انتهاء تشكيل الحكومة واتضاح معالمها بشكل أكبر, فإذا استلم الفاشيون وزارة لها علاقة مباشرة بأمن وأمان وحقوق المواطنين العرب مثل التهديد بأن يكون بن ڠڤير وزير الشرطة هذا يختلف عن وجوده مثلاً في وزارة السياحة.
الصنارة: هل سيكون تعاون مع أعضاء الموحدة, خاصة بعد تصريحات منصور عباس بأنه لن يضع يده بيد أيمن عودة؟
توما – سليمان: قلناها ونقولها دائماً بأننا مستعدون للتعاون على أسس مبنية على مصلحة ودعم وحماية الجماهير العربية ومحاولة صد أي ممارسات أو سياسات ممكن أن تؤذي جمهورنا وتؤذي الأسس العامة التي نسعى لمأسستها وإرساتها للأسس الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. أعتقد أنّ في السياسة, التوجه الذي يعتمد على الانتقام أو الغضب الشخصي يعتبر تصرفاً ليس فيه مسؤولية تجاه الجماهير التي انتخبتها. فكي تحمي الجمهور الذي انتخبك ولكي تحصل حقوقه عليك أن تكون قادراً على التعامل مع كل التوجهات السياسية, ومن كان قادراً على وضع يده في يد بنيت والراڤ دروكمان لن يكون صعباً عليه وضع يديه بيد أيمن عودة.
الصنارة: هناك اتهامات من قبل التجمع ومطالبة وتشبه الوشاية, بالتحقيق في مصدر التمويل للجهات التي عملت على رفع نسبة التصويت!
توما – سليمان: أعتقد أن الرد جاء من الجمعيات التي عملت في حملة نسبة التصويت, ونحن غير متهمين بهذا الموضوع. فحتى لو كانت هذه السقطة لزميلنا سامي أبو شحادة, التي لم أكن أتمنى أن أسمعها منه, قالت الجمعيات بشكل واضح إنه كان هناك تمويل والمستفيد الأول من رفع نسبة التصويت كان التجمع نفسه. أنا أستغرب من ذلك لأن سامي أبو شحادة نفسه كان مرشحاً في الحملة الانتخابية للكنيست الـ – 24 في القائمة المشتركة وحزبه كان كذلك في الانتخابات لكنيست الـ -22 والـ – 21 والـ – 20. في جميع هذه الانتخابات كانت مثل هذه الحملات ولم أسمعهم يقولون أي شيء حول هذا الموضوع. على التجمع وعلى الأخ سامي أن يقرّروا هل أننا تآمرنا على خفض نسبة التصويت كي لا يجتازوا نسبة الحسم أم أننا كنّا مسؤولين عن رف نسبة التصويت, فقبل الانتخابات بيومين اتهموننا بأننا نعمل على خفض النسبة وبعد الانتخابات بيومين أصبحنا مسؤولين عن حملات لرفع نسبة التصويت (!)
أعتقد أن عليهم أن يُسائلوا أنفسهم عن القرارات السياسية التي اتخذوها في الحملة الانتخابية مع معرفتهم أنهم لن يجتازوا نسبة الحسم ومع ذلك أصرّوا على البقاء بدلاً من أن يكيلوا الاتهامات لغيرهم.
الصنارة: هناك كوادر جبهوية تُطالب بضخ دم جديد لقيادة الجبهة وتغيير القيادة الحالية..!
توما – سليمان: الجبهة تعكس أي حزب آخر وهذه المرحلة الانتخابية أثبتت بأننا حزب له مؤسساته وكوادره وأن الناس تنتخب الحزب وليس الأفراد. قد تكون هناك أحزاب تبني نجاحها على نجومية الأفراد فيها ولكن الناس تنتخبنا لأجل تاريخنا وكوادرنا وبرنامجنا السياسي وعملنا الشعبي والبرلماني وما الى ذلك. ولكن هذا لا يعني أننا لا نحتاج الى مراجعة بعد هذه المعركة الانتخابية. أعتقد أن حزبنا لديه كوادر وفئات وأشخاص فاعلين يستطيع أن يقيّم المرحلة كما يجب واذا احتاج أن يجري تعديلات فبالتأكيد سوف يجريها, ولكن يجب أن نتذكر أن القضية ليست قضية أفراد وإنما قضية مرحلة سياسية تحتاج الى التزام بالموقف وتقييم جدّي واتخاذ خطوات من شأنها أن تعزّز أيضاً مكانة الإطار السياسي وأيضاً مكانة الجماهير العربية.
الصنارة: هل ما زالت هناك إمكانية لإعادة بناء المشتركة؟
توما – سليمان: أعتقد أن الجواب على هذا السؤال سابق لآوانه ولكن الأيام أثبتت أنّ القضية هي قضية موقف سياسي وليس انتماء قومياً فقط. المرحلة القادمة تتطلب أوسع تحالف ضد الفاشية والعنصرية فنحن بحاجة لمثل هذه التحالفات والتعاون لصالح جمهورنا ونحن نمد أيدينا لكل من هو مستعد لمثل هذا التعاون.