سيدة مغربية يفاجئها المخاض في قرية معزولة بالثلوج.. فكيف أنقذها الأهالي؟
تفاجأ سكان قرية مغربية في إقليم ورزازات بعاصفة ثلجية غير مسبوقة، وكان الأمر الطارئ أن سيدة جاءها المخاض وتعذر وصول سيارات الإسعاف التي تبعد عنها نحو 6 كيلومترات، فكيف تعامل المواطنون مع الأمر؟
ورغم كثافة الثلوج التي ضاعفت معاناة السكان في إقليم ورزازات فإن أهالي القرية سارعوا لإنقاذ السيدة التي جاءها المخاض، فقد حملوها فوق أكتافهم متخطين سماكة الثلج وثقل الرافعة التي تستلقي عليها السيدة مرددين “لا حول ولا قوة إلا بالله”.
والمصادفة أن سيدة أخرى عانت أيضا من آلام المخاض، ولكن في منطقة ثانية تدعى دوار “أوديد” بجماعة “تيديلي” التي حاصرتها الثلوج، وكان حظ هذه السيدة أفضل، فقد تم نقلها إلى المستشفى بطائرة مروحية.
وتحدثت السيدة بعد وضع مولودها لوسائل إعلام محلية عما جرى معها، وقالت في فيديو نقله برنامج شبكات ضمن حلقة (2023/2/22) “إن الكثير من الناس تعاونوا معها، وإنها والحمد لله ولدت بخير”، وتقدمت بالشكر لكل من ساهم في نقلها بالطائرة المروحية.
وتعرضت عدة أقاليم مغربية -منها ورزازات وزاكورة وتارودانت والحوز- إلى عاصفة ثلجية غير مسبوقة لم تشهدها المملكة منذ عقود طويلة، وقد تسببت في انخفاض درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، وبلغت سماكة الثلوج الكثيفة نحو مترين في بعض المناطق، مما ضاعف معاناة السكان في هذه المناطق.
وقد تداول بعض المغاربة صورا تظهر سماكة الثلوج وكثافتها أثناء عملهم على محاولة إزالتها، أحدهم تجاوزت الثلوج طوله بكثير، أي أكثر من 2.5 متر تقريبا.
حماية السكان في المناطق النائية
وأثارت العاصفة الثلجية وما تسببت فيه من معاناة في المناطق النائية ردودا وتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي نقلت أبرزها حلقة برنامج “شبكات”.
وتشير مغردة تدعى “الباتول” إلى الأماكن المنسية من طرف السلطات في المغرب، متمنية أن تكون الثلوج دافعا للبدء بالاهتمام بها، فتقول “هذا هو المغرب المنسي، لي طلب خاص الدولة ترجع له قيمته، ويا رب هذه الثلوج تكون حافزا باش (حتى) يتفكروا (يتذكروا) هاد المناطق المنسية”.
ويتساءل عمر إيشيهي عن عدم اتخاذ السلطات الإجراءات اللازمة لحماية السكان، فيقول “السلطات على علم بالتساقطات الثلجية قبل نزولها، لماذا لم تتخذ الإجراءات الاستباقية لحماية الساكنين؟”.
أما أميمة التاج فغردت قائلة “المساعدات موجودة، وحتى من طرف الشباب، هناك من لديهم ضوء وأكل، الحمد لله مجرد ما بدأت المطالبة بالمساعدة الدولة تحركت”.
أما لمياء فتدعو لهم قائلة “الله يكون معهم هذه المنطقة، مناخها صحراوي، غير متعودين يسقط عندهم ثلج، لماذا لم يعملوا احتياطاتهم؟”.
أما عبد الرزاق أشعاوي فيقول إن “ورزازات لم تشهد مثل هذه المناظر وكمية الثلوج التي تتساقط منذ أسبوع، وهذا ما سيمكن المنطقة من كمية مائية مهمة فقدتها منذ سنوات”.