سمر قبطي ترتدي “النور داخل الظلمة”
شارك المصمم شادي عبد في افتتاح أسبوع الموضة في تل أبيب واختار الفنانة سمر قبطي لتعرض الفستان الذي صممه بين نخبة من المصممين والشخصيات السياسية والفنية البارزة التي عرضت التصميمات المختلفة.
الثوب الذي عرضته سمر صُمّم بإيحاء “النور داخل الظُلمة”. في اللقاء التالي تُلقي سمر الضوء على مشاركتها مع شادي وموافقتها للمشاركة كعارضة للفستان والإيحاء الذي منه استمد شادي فكرة التصميم.
الصنارة: كيف تمت مشاركتك في أسبوع الموضة؟
سمر: التعاون كان بيني وبين المصمم شادي عبد. شادي اختارني من منطلق أنه بحث عن شخص له صوت وتأثير اجتماعي وفني وليس فقط جمال (مثل عارضة أزياء).
الصنارة: اذا ما الذي حثك على الموافقة لعرض الفستان وهو أمر بعيد عن مهنتك؟
سمر: أهم نقطة بالنسبة لي بخصوص التعاون معه هي أن أدعم شادي, من منطلق أنني, أولاً, مؤمنة بموهبته ويستحق أن يبرز أكثر ويصل الى أماكن أبعد فنياً, لأنه موهوب ولديه القدرة لنجاحات كبيرة, بينما للأسف الإمكانيات هنا محدودة. بالتالي, إذا كان باستطاعتي أن أدعَمَه ليخطو الى الأمام ويتقدم خطوة في مجاله فلن أُقصّر.
السبب الثاني هو أنه مهم لي جداً أن أتعاون مع أشخاص من شعبي في البلاد لأنني أؤمن أننا إذا كوّنا لأنفسنا دائرة دعم بعضنا البعض بما أننا أقلية, ولا يوجد لدينا صناعة فن كما يجب ولا تمويل, فعلى الأقل أن ندعم بعضنا البعض. بنظري تعاونّا وتكاتفنا هو النور داخل الظلمة.
وهناك دافع اضافي.. في صف ثالث كنا نستعد لمسرحية عيد الميلاد, ورغبت, بحرارة, أن أؤدي دور مريم العذراء وكل الصبايا بالصف رغبن نفس الدور. السبب هو رغبتنا بارتداء زيّ مريم العذراء ووضع هالة على رأسنا مثل ما صمم عبد. المعلمة أجرت قرعة وأنا فزت بها وكنت “معجوقة” للغاية!!
في اليوم التالي حضرت أم من أمهات بنات صفي وطلبت مني أن أخرج من الصف لتكلمني, والمعلمة سمحت لي. عندما خرجنا قالت لي الأم: “صحيح انك تريدين أن تتنازلي عن دور مريم العذراء لصالح ابنتي؟”! أنا كنت صغيرة ووقفت هي أمامي وكانت حازمة وجديّة, وكأنها وضعتني بالزاوية. شعرت بالخوف من الموقف ولم أجرؤ على الرفض ووافقت وتنازلت عن الدور! الأمر آلمني جداً وحتى اليوم أذكر القصة بشكل واضح, ولم أبُح لأحد بها!! ولا لعائلتي!! فعندما عرض عليّ عبد التصميم, فوراً أعادني الى تلك اللحظة من الماضي وشعرت أنه اذا شاركت بالعرض وارتديت ثوبه فالأمر يكون مثل إغلاق دائرة من الماضي التي تركت بي أثراً كبيراً لغاية اليوم!
الصنارة: من أين وُلدت فكرة التصميم؟
سمر: اختيار الفستان انبعث من فلسفة معينة, الجزء الأسفل من الفستان باللون الأسود يمثل الظلمة التي نتواجد فيها كشعب وكشعوب في داخل هذه الدولة. تدريجياً للأعلى يُصبح لون الفستان أفتح وكأنه يرمز للنور الذي نبحث عنه.
الرسالة هي أنه في كل مكان مظلم يوجد في النهاية نور الذي يجب أن نطمح إليه. بالتالي, الشعار الذي كتبه بالعربية كان “فلنكن النور داخل الظلمة”!
