رنا صليبا لمجلة ليلك : أقول للمرأة كوني قوية ولا تخافي من شيء

0 916

الإعلامية رنا صليبا في لقاء خاص مع”ليلك”:

أقول للمرأة كوني قوية ولا تخافي من شيء إنهضي ولاحقي أحلامك

*يجب تكريم المرأة والأم كل يوم وليس فقط في آذار*الرئيس الراحل عرفات منحني لقب “سندريلا فلسطين” وفي حينه كان أمرا مفرحا ومفاجئا ولكن لسنا بحاجة الى ألقاب لنثبت وجودنا*

أجرت اللقاء: مي إستيتي

الاعلامية رنا صليبا ابنة شفاعمرو، نالت الشهرة ووصلت طاقاتها وانجازاتها في الماضي القريب الى غزة والضفة الغربية والى الأردن، ودخلت الى قلوب متابعيها من خلال الشاشة التلفزيونية فقط، قبل أن يسيطر العالم الرقمي على الإعلام .

 رنا متعددة المواهب وهي أم وزوجة في نفس الوقت، وتعمل اليوم أيضا  في وحدة تعيين الأدوار للعيادات الخارجية في المستشفى الانجليزي في الناصرة، وقد أجرينا معها هذا اللقاء الخاص بمناسبة الثامن من آذار يوم المرأة العالمي.

ليلك: كنت من الأوائل وفي الطليعة من بين فتيات المجتمع  العربي في عالم الاعلام، وكان لديك حضور قوي و كبير في الضفة الغربية و الأردن، أخبرينا عن هذه الفترة؟

رنا: بداية ،احب ان اشكركم على دعوتي حيث انني كنت قد انقطعت لفترة طويلة عن ليلك و الصنارة لذلك فإن فرحتي كبيرة اليوم بلقائي بكم.

نعم. هذا صحيح، فقد كنت من القلائل جدا في هذا المجال في تلك الفترة، واستطعت ان اضع بصمتي الخاصة وكم جميل انه لغاية اليوم كثير من الاجيال الصغيرة لا زالت تذكر من هي رنا صليبا، هذا النجاح لم يأت بالصدفة بل بالمثابرة والتصميم. انا شخص تعب على نفسه كثيرا، فيمكن ان الظروف كانت مهيئة لي وكذلك الحظ . لكن الحظ وحده لا يكفي، فإذا  لم يكن لديك هذه المثابرة و التصميم والاصرار لن تصلي الى مرادك، وايضا لحسن الحظ لم يكن هناك الكثير من الاعلاميات في تلك الفترة على الساحة،أما اليوم وبسبب الانستغرام والفيسبوك اصبح من الممكن ان يكون اي احد اعلامي مشهورا، اما انا فتمكنت من دخول كل تلك البيوت قبل عالم ال”سوشال ميديا”.

ليلك: حدثينا عن اعمالك بالاردن؟

رنا: عملت في برنامج تلفزيوني فلسطيني- اردني مشترك اسمه “الاخوة الغرباء”، وكان من بطولة ربيع شهاب وعبير عيسى والعديد من النجوم في حينه ، كنت معهم كفنانة فلسطينية ، انا طبعا لست ممثلة من الدرجة الاولى لكني هاوية التمثيل، وأحب التمثيل و كان دوري بسيطا في هذا المسلسل، وعملت ايضا بالاعلانات  والدعايات للتلفزيون الاردني، واشتركت بتقديم العديد من المهرجانات والفنانين بالاردن مثل الفنان كاظم الساهر، جورج وسوف وغيرهما.

ليلك: هل لا زلت على علاقة معهم ؟؟

رنا: كلا. فقد انقطعت الاخبار بيننا ففي مرحلة ما من حياتي انقطعت عن العالم الاعلامي ككل. لكني الان عدت من جديد.

ليلك: حدثينا عن اعمالك و حضورك في الضفة الغربية؟

رنا: لنقل ان الجانب الاكبر من اعمالي وشهرتي كان في الضفة الغربية، فقد عملت لفترة طويلة جدا في غزة، بالفضائية الفلسطينية قدمت برامج مختلفة، ومسلسلات محلية، قدمت كل المهرجانات التي كانت تقام في تلك الفترة كمهرجان غزة الدولي للثقافة والفنون الذي استضاف العديد من الفنانين العرب مثل:ايهاب توفيق، خالد عجاج، شيماء الشايب، مصطفى قمر، لطفي بشناق، وغيرهم، كان ذلك بفترة ما قبل الانتفاضة الثانية اي في عام 99 و بعد ذلك اندلعت الانتفاضة و توقف المهرجان. كانت فترة جميلة جدا من حياتي حينها، فقد عشت لفترة في غزة صنعت ارشيفا كبيرا و صداقات عديدة و هناك لقبت ب “سندريلا فلسطين”.

ليلك: من منحك هذا اللقب؟

رنا: المرحوم ابو عمار ياسر عرفات منحني هذا اللقب.

ليلك: سبق لك وقلت إن  اللقب لا يصنع الانسان، بل ان الانسان من يصنع نفسه، لكن من الجميل ان تتميزي بلقب . حدثينا عن شعورك عندما منحك رئيس الدولة الفلسطينية شخصيا هذا اللقب ؟

رنا:  منح الألقاب في حينه كان شيئا مفرحا جدا ومفاجئا فأن يهتم بي رئيس الدولة الفلسطينية وأن يراني سندريلا فلسطين ليس مفهوما ضمنا ولا يحظى كل واحد بمثل هذا الاهتمام. كنت في ذلك الوقت مقربة منه و من زوجته سهى عرفات، التي كانت تهتم بي كثيرا خاصة واني كنت صغيرة جدا في ذلك الوقت، اهلي كانوا قد وضعوا ثقتهم بسهى وهي كانت المسؤول الاول و المباشر عني. وبخصوص الالقاب هناك مقولة للشاعر نزار قباني: “اتفه ما نحمله يا سيدتي هو الألقاب”، فغالبا لسنا بحاجة لألقاب لكي نثبت وجودنا، بدليل ان هناك العديد من الاشخاص يحملون ألقابا و لكن لا يفعلون شيئا مفيدا، فلا يمكن ان تتباهي بلقبك دون ان تفعلي ما يثبت وجودك من افعال و اقوال قناعاتك وقيمك، وعندما قرر سيادة الرئيس الراحل منحي اللقب كان قد رأى ما احمله من اصرار و مثابرة و عمل ورأى اني استحق هذا اللقب.

ليلك: نحن الآن في زمن ال”سوشال ميديا” و هناك الملايين من الناس يسمون انفسهم اصحاب محتوى او مؤثرين و يتواصلون بشكل دائم مع متابعيهم من خلال صفحاتهم، اين رنا صليبا من عالم ال”سوشال ميديا” و عالم “الديجيتال” بشكل عام؟

رنا: كما قلت سابقا ، في بداياتي كنت قد دخلت الي بيوت الناس و قلوبهم من خلال الشاشة الصغيرة فقط قبل ظهور كل هذا العالم الرقمي الحديث، و لكن لا بد من مجاراة التطور التقني والتعايش معه لذلك دخلت هذا العالم حديثا من خلال صفحاتي على الانستغرام والفيسوك و ال يوتيوب و لكن، لا اؤمن بضرورة ادخالها الى حياتنا الخاصة، فلكي تكوني معروفة عليك تقديم ما ينتظره المتابعون من اعمال وانجازات وليس بالضرورة ان اشارك الناس بتفاصيلي اليومية كلباسي و طبخي و لقاءاتي و عائلتي و مكياجاتي وما استخدمه من علامات تجارية لكي اكسب عددا اكبر من المتابعين. الشيء الوحيد الذي اشاركه حاليا ، بما اني حديثة على الانستغرام، هو هوايتي في الكعك وعجينة السكر.المطبخ هو اكثر مكان اشعرفيه بالطاقة الايجابية واحب ان انقل تلك الطاقة الايجابية ونشر الفرح من خلال صفحتي، بالاضافة الى اعمالي الفنية و الاعلامية، مع احترامي للجميع طبعا.

ليلك: حدثيناعن موهبتك في عجينة السكر فهناك العديد من الفيديوهات المنشورة لك عن اعمال في قمة الجمال؟

رنا: اقوم بالنحت على اكثر من مادة عجينة السكر، حيث انني انحت على الصلصال و المعجون والداس، لكن السكر هي المادة التجارية الوحيدة من بينها التي يمكنني ان اعتاش منها بالاضافة الى انها موهبتي.

ليلك: النحت اولا و اخيرا هو واد من الفنون الجميلة، ماذا يضيف لك هذا النوع من الفنون؟

رنا: اقول ان هذا الفن هو رنا . النحت هو الجانب المخفي من شخصيتي لكنه يمثلني بقوة، فانا اتنفس الفن، ليس فقط الإعلام والتقديم، فانا احب الاشغال اليدوية وارسم على الخشب والزجاج، لكن في النحت على عجينة السكر خلق عالمي الخاص ذا الطاقة الايجابية للخروج من الطاقة السلبية التي باتت تغطي كوكبنا للاسف. انا شخص طيب جدا و احب السلام لذلك اجده في السكر خاصة اذا كنت زعلانة فاترجم ذلك كله بطاقة ايجابية و اخرج الطاقة السلبية من داخلي.

ليلك: هل هناك مكان تعرضين فيه اعمالك ام انه شيء خاص لك؟

رنا: لا اعرض أعمالي في معرض بل على صفحة الفيسبوك و اسمها art cookies وايضا على الانستغرام على حسابي الخاص rana.saliba .الذي اقدمه ياخذ كثيرا من ساعات العمل وليس بالشيء السهل و العادي، فاستعين مثلا باغصان الشجر وغيرها.

ليلك: كيف تنسقين وقتك بين عملك بالمستشفى الانجليزي و بين بيتك و متطلباته وابنائك و زوجك، و موهبتك في عجينة السكر؟ و هل زوجك داعم لك؟

رنا: لا يوجد شيء يأتي سهلا، لكن بتنظيم وقتك وبرامجك تستطيعين ان تفعلي ما تشائين، و هنا احب ان اتوجه الى زوجي ايهاب بالشكر والامتنان فلولاه لما وصلت الى هنا اليوم، فهو يعتبر ان نجاحي من نجاحه ويحملني على كفوف الراحة، ومع وجود هذا السند بجانبي استطيع ان اتقدم اكثر. عندما تراجعت بالسابق لفترة و ابتعدت عن الاضواء كان بسبب اطفالي الذين يحتاجونني اكثر و لهم الاولوية من حياتي لانتج جيلا على تربية عالية و تعليم ممتاز، اليوم هم كبار نوعا ما يعتمدون على انفسهم مما سمح لي بالالتفات اكثر الى هواياتي والى عودتي الاعلامية، بالمستشفى الانجليزي. اعمل بوظيفة جزئية، مما يتيح لي القيام بامور المنزل على اكمل وجه. كما اعمل في مشروع صغير يسمى فاترينا شوبينج vatrina shopping وهي صفحة موجودة على الفيسبوك والانستغرام، صفحة تسويقية و كان قد تم اختياري من العام الماضي ان اكون الوجه الاعلامي لها، هي مجموعة فوكس  التي تحتوي على العديد من حوانيت البيع المختلفة مثل “فوكس هوم” وفوكس الملابس و كريزي لاين، كريمات لالين، ملابس مانجو و غيرها، وفكرةهذا البرنامج التسويقي ان اختار وجها من الوسط العربي المعروف ليخبرنا عن تجربته مع المواد تلك و سبب اختياره ذلك الحانوت لشراء اغراضه، و للمصداقية لا افاجئهم بالتجربة امام الكاميرا بل  ارسل لهم مجموعة مثلا من الكريمات لتجربتها لمدة اسبوع قبل المقابلة.

ليلك: في مقابلة لك عام 2010 ذكرت انه كان لديك حلم بزيارة افريقيا ومساعدة الفقراء، هل حققت حلمك هذا؟؟

رنا: لا زال حلما، فلم يتسن لي زيارة افريقيا ولكني حققت امنية مساعدة الفقراء هنا، ولا احب الحديث عن ذلك لان عمل الخير بيننا و بين الله، علما انني استلمت مؤخرا دعوة لزيارة كينيا في افريقيا، خاصة ان صديقي الافريقي من نيروبي جاء الى العمل تطوعا في المشفى الانجليزي ثلاث مرات واحب ان ارد عمل الخير له، علما أن عمل الخير لا ينتظر ظروفا معينة و غير مرتبط ببلد او شخص ما، انا استطيع ان اعمل الخير من خلال عملي مع المرضى بالمستشفى و الموظفين زملائي ايضا، من خلال المساعدة، او حتى الابتسامة واستقبال المرضى بفرح فهذا بحد ذاته عمل خير بدل ان نستقبلهم بعصبية وكشرة على الوجه.

ليلك: ما هي اعمالك الحالية و المستقبلية؟

رنا: مستقبلا هناك فكرة مشروع نسائي و لا استطيع التصريح باكثر من ذلك الى ان يصبح على ارض الواقع لانه لا يزال على طاولة البحث، وحاليا انا كما ذكرت سابقا بالفاترينا شوبينج، ومؤخرا قدمت العديد من المهرجانات، كمهرجان الاغنية التراثية للبراعم الشابة  في الناصرة و مهرجان التعايش بين الشعبين العربي و اليهودي للهستدروت في ريشون لتسيون، وايضا نحن في خضم صناعة مشروع صغير انا وفاتن ابو مخ و سماهر سلامة الملقبة ب “توتي”. المشروع نسائي تحفيزي، للنساء اللواتي بحاجة الى دعم، فليس كل النساء قادرة على التعبير ولا كل المجتعات تتيح للنساء تلك الفرصة، لذلك نحن الثلاث نتيح للمرأة فرصة التعبير عما بداخلها ضمن مجموعات مغلقة طبعا و بسرية تامة ما يحدث داخل الجلسات. فتجربة الاستشفاء من خلال الحديث عما نعنيه او نتألم منه تجربة جملة و تسارع في تخطي الازمات. وظيفتي تحديدا في هذا المشروع هي الاعلامية المقدمة و منسقة الحديث. اذكر ايضا ان لي قناتي الخاصة على اليوتيوب التي اقدم عليها بعض افكار و طرق الطبخ بالاستعانة بعجينة السكر و اسم القناة “مطبخ رنا”، و هو عبارة عن 12 حلقة.

ليلك: في شهر اذار شهر المرأة و شهر الام، ما هي الرسالة التي توجهينها للمرأة في هذا العدد؟

رنا: “مازحة” اولا المرأة يجب ان تكرم في كل يوم، فأقول للنساء القويات ابقين كذلك و استمدوا قوتكم من الاماكن التي تزودكم بذلك، اقول للمرأة كوني قوية ولا تخافي من شيء، انهضي و لاحقي احلامك، عندما تمطر السماء فهي تمطر عالجميع فلا بأس اذا فشلت مرة أو مرتين، استمري بالنهوض و المحاولة مرة اخرى، فالنجاح لا ياتي من اول مرة بل عليك السقوط اكثر من مرة لكي تتعلمي دروس الحياة وتنهضي بنجاح و تألق،  انا شخصيا لم يقدم لي النجاح على طبق من ذهب عكس فقد وقعت كتيرا وتعرضت للتهميش و الاساءة كثيرا لكني كنت دائما ولا زلت قوية و دائما اعاود النهوض لانني قوية من داخلي و لازالت طموحاتي و احلامي كثيرة و لدي الكثير لاحققه بعد.

ليلك: ما هو  اول طموح خطر في بالك الان تحبين تحقيقه ؟؟

رنا: السبب الرئيسي لنجاح كل المشاريع دائما هو السرية. لذلك لن اقول. هناك طموح صغير هو برنامج نسائي وسأضع كل طاقاتي به، اريده ان ينجح. لست خائفة فإن لم ينجح ممكن ان ابدأ في مشروع جديد فقد قال الله تعالى : “اقرعوا يفتح لكم”.

ليلك: اخيرا من له فضل عليك و لمن تقولين شكرا؟

رنا: اقول شكرا لجميع محبيني و لمن آمن برنا صليبا. لن اذكر اسماء لكي لا انسى احدا، لكن احب ان اشكر بشكل خاص شركة “صليبا و زايد” و “تاج الناصرة” على اهتمامهم و هديتهم الرائعة لي و هي خاتم يحمل في ثناياه كل معالم الناصرة الدينية. واشكر فاروق عمرور والاعلامي سامي عبد القادر الذي كان السبب بعودتي الاعلامية، اما الشكر الاكبر و الاعمق فهو لزوجي وامي العزيزة لا سيما انها السبب الرئيسي في شهرتي و بداياتي ولأنها امنت بي وضحت كثيرا لاجلي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected] - [email protected]

قد يعجبك ايضا