د. مروان حدّاد مدير قسم العظام في “مستشفى العائلة المقدسة” في مقابلة خاصة

0 681

د. مروان حدّاد, مدير قسم العظام في “مستشفى العائلة المقدسة”, في مقابلة خاصة بـ”ليلك”:

 

محمد عوّاد

نظم الدكتور مروان حدّاد مدير قسم العظام في “مستشفى العائلة المقدسة” في الناصرة, مؤتمراً طبياً شارك فيه الأطباء المختصين في طب العظام وجراحة الكتف, من شمالي البلاد, وذلك ببث مباشر عن طريق الانترنت وبواسطة “زوم”.

حول أهمية المؤتمر والأبحاث التي يجريها الدكتور حداد في المستشفى والخدمات الطبية والجراحية التي يقدمها القسم في المستشفى والأجهزة المتطورة فيه لمعالجة الكسور وإصابات الحوادث وجراحة الكتف والركب والأكواع وكف اليد وكف القدم وزرع الأنسجة وإصابات الرياضيين, أجرينا هذا اللقاء مع الدكتور حداد.

 

ليلك: حدّثنا عن المؤتمر الذي نظمته وماذا تناول..

د. حدّاد: المؤتمر تم تخصيصه لكل الأطباء المختصين بجراحة الكتف من منطقة الشمال, والهدف منه هو التداول في المستجدات والتطورات في مجال جراحة الكتف الحاصلة في العالم بهدف تطبيقها في البلاد. وهذا المؤتمر هو نسخة عن المؤتمر الذي ينظم في مدينة نيس في فرنسا مرّة كل سنتين, والذي يشارك فيه كبار جراحي الكتف في العالم ويعطون الخلاصة والتجديدات في مجال تخصّص جراحة الكتف والكوع.

وكما ذكرت تمكنا في “مستشفى العائلة المقدسة” من عقد هذا المؤتمر وشارك فيه كل المختصين في المجال من منطقة بيتح تكڤا الى أقصى شمال البلاد, وبسبب إجراءات الكورونا كان العدد الذي حضر الى المستشفى محدوداً عشرين جراحاً, وشارك بطريقة الـ”زوم” 15 طبيباً مختصاً في المجال.

 

ليلك: هل تناول المؤتمر تقنيات وابتكارات وطرق جديدة لمعالجة مشاكل الكتف والكوع؟

د. حدّاد: جراحة الكتف تعدّ نسبياً جراحة جديدة وبدأت منذ 20 سنة, واذا قارنّاها مع جراحة الركبة وجراحة الفخذ اللتين بدأتا قبل 50 و 60 سنة, فإنّ جراحة الكتف تعدّ جديدة, وكل سنة يتم إدخال أشياء جديدة.

وعادة التجديدات تحصل في أمرين: الأوّل في زراعة المفاصل, والتي فيها يمكننا استبدال مفاصل جديدة التي تعطينا نجاحاً أكبر من حيث الأوجاع وفي حركة اليد التي تحصل بعد العملية ونجاح أكثر بطول عمر المفصل, فعادة عندما كنّا نزرع مفصل الكتف قبل حوالي عشر سنوات كان المفصل يخدم مدة عشر سنوات وبعدها يتوجب تغييره مرة أخرى, أما اليوم فإن المفاصل الجديدة التي نستخدمها نسبة النجاح فيها عالية ويمكن للمفصل أن يخدم 20 – 25 سنة دون تغييره. وهذا يوفّر على المريض عمليات جراحية ويوفّر فترة صعبة من عملية التأهيل بعد العملية الجراحية, وهذه الطريقة تستخدم للأشخاص كبار السن (فوق 65) علماً أنّه حصل وزرعنا كتفا لأشخاص أصغر في السن بسبب إصابات قديمة وتكسّرات صعبة في سن مبكّر بحيث هرم الكتف بسرعة فاضطررنا الى زرع كتف في سن صغير. وعادة أغلبية الناس في سن أقل من ستين سنة يحصل لديهم تمزّقات في الكتف.

 

ليلك: وضّح لنا ماذا تعني بتمزقات في الكتف..

د. حدّاد: التمزق في الكتف يعني انتزاع عضلة الكتف من مكانها نتيجة ضربة أو إصابة أو بسبب التقدم في السن أو بسبب التهاب قوي معيّن في المفاصل أو بسبب حركة قوية. وفي مثل هذه الحالة بدأنا نستخدم ما يسمّى “المرساة” والتي هي نوع من البراغي التي تتلاشى ولا تبقى في الجسم وهكذا, بعد أن يمر المريض بالعملية الجراحية لا يبقى جسم غريب في جسمه كما كان في السابق, بحيث تتلاشى المادة المصنوع منها البراغي فيمتصها الجسم, وتحافظ على أن تلتصق العضلة في مكانها بنتيجة أفضل.

 

ليلك: هل يؤدي مفصل الكتف المزروع نفس وظيفة الكتف الأصلي؟

د. حدّاد: بعمليات من هذا النوع نجحنا في تقصير فترة التمارين والتأهيل بعد العملية. في السابق كنا نقوم بقطب التمزق الموجود في الكتف ولكن المريض كان يبقى مع يد مربوطة فترة شهر ونصف الى شهرين وبعد ذلك يبدأ بتحريك يده بالتدريج. وفترة التأهيل والتمارين بعد العملية كانت تستغرق تسعة أشهر لغاية سنة, أما اليوم وبفضل البراغي الجديدة التي نستخدمها والتي تذوب ويمتصها الجسم أصبح بإمكان المريض أن يعود الى حالته وحركاته الطبيعية خلال شهرين لغاية ثلاثة أشهر, وهذا اختصار كبار في فترة التمارين. وبعدها يستطيع المريض العودة الى عمله بعد 2 – 3 أشهر.

فما حصل أنّ هذه الطرق العلاجية قصّرت فترة الشفاء وخفّفت الأوجاع بسرعة أكبر وأعطت نتائج أفضل.

 

ليلك: وهل تعود الحركة والوظائف كما كانت قبل الإصابة أو المرض؟

د. حدّاد: ما أقوله لجميع الناس هو “أنّ ما صنعه ربّنا لن يعود” فالعضلة التي تمزّقت لا نستطيع إعادتها مئة بالمئة. وأنا أعدهم بإعادة وظائفها بقدر ما نستطيع وذلك بين 85% و 90%. وهكذا يكون باستطاعة الشخص استعمال يده من جديد وأن ينام عليها في الليل بدون أوجاع وأن يعود لحياته الطبيعية.

 

ليلك: وهل تزول الأوجاع بالكامل؟

د. حدّاد: من يريد تعزيل بيته بالكامل وأن يحمل عفش وأثاث بناية كاملة لا بد وأن تحصل أوجاع لأن الحديث يدور عن عضلة تمزّقت وأصبحت مصابة نوعاً ما.

 

ليلك: من يصاب بتمزقات في الكتف الرجال أم النساء؟

د. حدّاد: اليوم يصلنا أعداد متساوية من الرجال والنساء 50% – 50%. بينما في الماضي كانت إصابات الرجال أكثر بسبب الأوجاع التي تعقب الإصابات في الشغل, ولأنّ طريقة التعامل مع إصابات النساء كانت مختلفة, من منطلق أنهنّ لا يعملن بالأشغال الشاقة. أما اليوم فتبيّن أن شغل البيت هو شغل صعب وكثيرات من النساء ربّات اليوم يحصل لديهن تمزقات في الكتف في جيل صغير نسبياً, في سن 50 – 55 سنة, وكثيرات يعانين من الأوجاع لفترات طويلة وتمت معالجتهن بالأدوية وبالإبر في الكتف من غير إجراء فحص جدّي لمعرفة مدى الضرر الموجود في الكتف. فكثير من المرات علاج المشكلة في بداياتها تكون نسبة النجاح أعلى بكثير مما يحصل بعد أن تكون الفترة متأخرة.

 

ليلك: هل يمكن معالجة التمزقات بطرق غير جراحية؟

د. حدّاد: هناك حالات يمكن معالجتها بالأدوية وهناك تمزقات بسيطة يمكن معالجتها بحقن خاصة, عبارة عن بلازمة تُؤخذ من دم الإنسان نفسه, يتم حقنها في داخل الكتف ليصلّح التمزّقات الصغيرة. وفي بداية المشكلة نستطيع توفير العملية الجراحية على المريض.

 

ليلك: وهل تستخدمون الستيروئيدات؟

د. حدّاد: نعم نستخدمه في العلاج وهو علاج ممتاز جداً ولكن كثرة استخدامه ليس جيداً لأن الحقنة الأولى تفيد وتساهم في الشفاء ولكن كثرة الحقن تضعف العظام والأوتار وتضعف جهاز المناعة. بالإمكان استخدام حقنة الستيروئيدات لمعالجة تمزقات بسيطة وهكذا يعود المريض قادراً على استخدام يده وحمل أوزان ولكن ما يحصل هو أن التمزّق الصغير يصبح كبيراً. لذلك فإنها سيف ذو حدّين, تساعد ولكن ضروها أكبر.

 

ليلك: أين تحصل التمزّقات بالضبط بالعضلات أم في الأوتار والأربطة؟

د. حدّاد: التمزقات تحصل في الأوتار. وعادة كل الحديث عن التمزقات في العضلات المقصود فيها تمزّق بالأوتار. فالعضلة (الحمراء) تكون متصلة بالعظام بواسطة الأوتار, وما يحصل هو أنّ الوتر ينفصل عن العظمة وتبدأ العضلة بالتراجع رويداً رويداً ومع الوقت يتوقف وصول الدم الى العضلة بشكل كافٍ فتبدأ بالضمور والتلاشي. لذلك يفضل تصليح التمزّقات في بداية حدوثها.

 

ليلك: هل وجود هذه العلاجات في “مستشفى العائلة المقدسة” يعتبر تحولاً رياديّاً في المنطقة؟

د. حدّاد: وصلت مؤخراً قبل حوالي 5 أشهر الى “مستشفى العائلة المقدسة”, بعد أن عملت في “رمبام” 15 سنة وفي مستشفى نهريا مديراً لجراحة الكتف حوالي 7 سنوات. وقد وصلت الى هنا لهدفين: الأوّل لأنني نصراوي وأؤمن بأنّ أبناء الناصرة يجب أن يساعدوا الناصرة, ولأنه لا يوجد أي سبب أن يتوجه أي مصاب من الناصرة يحتاج الى جراحة عظام, الى مستشفى بعيد عن مدينته للعلاج. لدينا قدرات كبيرة وبمجيئي الى هنا عزّزنا الطاقم الموجود ونقلت معي خبرة سنين طويلة, كما أحضرت معي طاقماً جديداً بإمكانه تغطية كل مجال جراحة العظام التي يحتاجها كل إنسان, هنا في “مستشفى العائلة المقدسة”. المستشفى يقدم لي الدعم الكافي وقد تمكنا من شراء الأجهزة بمبالغ طائلة كي نقيم قسم جراحة العظام بالمستوى الأوروبي الذي نتواصل معه. وتأكيداً لذلك, أصبحنا اليوم مركزاً لتعليم جراحة الكتف وعملية المنظار للكتف بالتعاون مع الشركتين الأمريكيتين   Conmed و Integra بحيث يجلبون لنا أطباء من البلاد ومن دول أخرى كي يتعلموا لدينا هذه الجراحات.

أصبحنا مركزاً لجراحة الكتف والكوع في شمال إسرائيل ويأتي إلينا ناس من منطقة حيفا ومنطقة نهريا ومعظم الشمال لكل مشاكل الكتف, أصبحنا مركزاً لجراحة الكتف والكوع يضاهي أفضل المراكز الطبية والمستشفيات في المركز ولم نعد ما يسمّى ضواحي بل أصبحنا مركزاً. كذلك أنا أشارك في الكثير من تعليم جراحة العظام, وأمتحن المتخصصين لجراحة العظام لنقابة جراحة العظام الإسرائيلية وفي كثير من المرات أقوم بتعليم وتدريب أطباء آخرين في مستشفيات أخرى, من خلال دورات في مستشفى إيخيلوڤ حيث أعلّم جراحين صغاراً بخصوص ما الذي يجب فعله, فأنا واحد من أعضاء الطاقم الذي يعلم هذه الأمور. فالتعليم مهم لنا جداً لأنّ من لا يحافظ على تعليمه وعلى المثابرة بالقراءة وبالأبحاث لا يتقدّم.

كذلك ننشر ما نقوم به في مؤتمرات عالمية كل سنة أشارك في مؤتمرين أو ثلاثة خارج البلاد حيث أعرض فيها ما أقوم به من علاجات جراحية.

 

ليلك: هل تلزم عمليات زرع الكتف مكوثاً في المستشفى لمدة طويلة؟

د. حدّاد: بفضل الأجهزة الحديثة والمفاصل الحديثة التي نستعملها أصبح بالإمكان تسريح المريض الى بيته بعد يوم أو يومين في أقصى حد, ولم تعد هناك حاجة لأن يرقد في المستشفى أكثر من ذلك.

 

ليلك: من هم المعرّضون أكثر للكسور في العظام, البدينون أم النحيفون؟

د. حدّاد: هناك عاملان يؤثران على الكسور, الأوّل قوّة الضربة أو الصدمة وهذا نراه أكثر لدى الرجال بسبب حوادث العمل وبحكم عمل الرجال أكثر في ورشات أعمال البناء وفي الشوارع, وعادة تكون على شكل سقوط من علو وحوادث سيارات, وفي هذه الحالات تكون كسور صعبة وكسور في الكتف بشكل خاص.

والعامل الثاني هو هشاشة العظام وهذا يحصل أكثر لدى النساء بسبب سقوط وحوادث بسيطة, خاصة لدى المسنّات حين يتفتّت العظم ولا يعد هناك ما يمسكه فنذهب تجاه زراعة المفاصل, بحيث نهتم بأن نضع لصغار السن بلاتين وبراغي خاصة, مع التأكيد على أنّ كل كسر له البلاتين والبراغي الخاصة به والهدف هو إعادتهم بأسرع وقت الى حركتهم الطبيعية من غير أن نقوم بتغيير المفصل.

وبخصوص السمنة, عادة يكون العظم أقوى لدى البدينين بسبب الهورمونات الموجودة في الدهنيات وكثيرون من البدناء لا تجد لديهم هشاشة عظام. كذلك فإنّ الشخص البدين اذا تعرّض الى ضربة قد تكون أسهل من الضربة المباشرة على العظم لدى الشخص النحيف.

 

ليلك: هل تقومون بأبحاث خاصة بكم؟

د. حدّاد: إننا نجري أبحاثاً في مجالنا على شكلين, الأوّل هو أبحاث حول كيف نخفض عن المريض أوجاعه بعد العملية, ونقوم بها بمشاركة المعالجين الطبيعيين (فيزوثرابيين) في الأقسام ومع المعالجين بالأدوية والهدف هو كيف نبدأ بعملية تأهيل سريعة لتخفيف الأوجاع عنه. وقد قدّمت في مؤتمرين, أحدهما في قبرص عن جراحة الإصابات (التراوما) الأوروبي قبل سنة ونصف, قدّمت عرضاً عن كيفية تقصير فترة التأهيل بعد عمليات الزرع, وكذلك قدمت في مؤتمر برلين السنة الماضية في مؤتمر الكتف الأوروبي عرضاً حول كيف نعيد المريض الى حياته الطبيعية بعد عملية قطب التمزق في الكتف.

من جهة أخرى, أشارك الطاقم الأمريكي الذي يصمّم المفصل المعدّ للزرع, ولأجل هذا الغرض نلتقي كل ستة أشهر مع كل جراحي الكتف في العالم حيث نتباحث في كيفية تغيير شكل المفصل كي يعطي نتيجة أفضل. لذلك نحن نتواجد دائماً في آخر صرعات علاجية للكتف وفي القمة.

 

ليلك: هل لاحظتم أنواع إصابات خاصة منذ بداية فترة الكورونا بسبب المكوث في البيت؟

د. حدّاد: نعم. فقد لاحظنا أنه بسبب الحجر الصحي والإغلاق ومكوث الناس في البيت, بدأ الناس يعملون في بيوتهم وكثيرون تعرّضوا للسقوط عن السلالم في البيوت. وبعد أن ظننا أنّ في فترة الإغلاق ستكون الإصابات والكسور أقلّ وأن تكون فترة استراحة لنا, لأن الكثير من العمليات التي كانت مقررة تم إلغاؤها ولكن ما حصل أنّنا اشتغلنا في فترة الإغلاق كثيراً في معالجة الكسور باليدين والأكواع والأكتاف, وكثيرون تعرضوا أيضاً الى كسور في الركبة والفخذ. كنا جاهزين من حيث الأجهزة الطبية الملائمة قبل بضعة أشهر وتمكنّا من إعطاء الردود لكل الحالات التي وصلتنا ولم تكن هناك حاجة لتحويل مرضى الى مستشفيات في منطقة حيفا أو أي مناطق أخرى.

 

ليلك: هناك حالات يشعر بها الشخص بأوجاع خفيفة يستطيع تحملها في المفاصل المختلفة ويكتفي بتناول أقراص مهدئة. هل هذا يكفي؟

د. حدّاد: أنصح كل من يشعر بآلام حتى لو كانت خفيفة بأن يجري الفحوصات اللازمة فإذا كانت المشكلة صغيرة قد لا تكون حاجة لعلاج بالجراحة, ولكن اذا كانت هناك تمزّقات خفيفة يفضل ألاّ نتهاون لأنه بالإمكان علاجها قبل أن يكبر التمزّق وعندها نضطر الى إجراء عملية جراحية. فإذا كان هناك تمزّق يجدر الذهاب الى طبيب متخصص يفهم بهذا التخصص وهذا يوجّههه الى الجهة الملائمة للعلاج. لذلك اذا كانت هناك أوجاع وتم علاجها لدى طبيب العائلة ولكنها لم تتوقف يجب التوجّه الى المختص في ال

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected] - [email protected]

قد يعجبك ايضا