دمية روسية موجودة في كل بيت… اليكم قصتها

0 263

يعرف الكثيرون الدمى الروسية المتداخلة “ماتريوشكا” (بالروسية: Матрёшка) التي تعرف أيضا باسم “دمية التعشيش الروسية”. هذه الدمى بيضاوية الشكل وتنقسم إلى جزأين علوي وسفلي قابلين للانفصال والفك، وتحوي داخلها دمى أخرى لها نفس الشكل غالبا، لكن بحجم أصغر.

في الأساس، هذه الدمى ترسم عليها صورة سيدة روسية ريفية ترتدي “سرفان” وحجاب رأس، وقد تتخذ أيضا مئات التصميمات والرسوم الخارجية، لكنها تظل عبارة عن عدة دمى متداخلة. لكن ما قصة صناعة هذه الدمى الروسية المتداخلة، وما سرّ شهرتها؟

نشأة الدمى الروسية المتداخلة
بالأساس، جرى تصميم دمية ماتريوشكا على أنها لعبة أطفال، لكن بمرور الوقت أصبحت تمثل شيئا متجذرا يخص الثقافة الروسية. توجد العديد من المصادر التي تتحدث عن أصل ونشأة هذه الدمى، ويقول أحدها إن ماتريوشكا ظهرت في موسكو عام 1898، وذلك خلال دروس تعليم أطفال عائلة مامونتوف، وهي عائلة روسية ثرية نالت ثروتها من بناء السكك الحديدية.

 

ويعتقد أن الحرفي فاسيلي زفيزدوتشكا، والفنان سيرجي ماليوتين، هما من صمم النموذج الأول للعبة التي استخدمت في دروس الأطفال هذه، وكانت حينها تتكون من 8 دمى متداخلة، بحسب ما شرحته فيرا بولياكوفا، أمينة المعرض في متحف موسكو الفني والتربوي للألعاب، في حديث لها مع النسخة الإنجليزية من وكالة “الأناضول” التركية.

صوّرت أول دمية ماتريوشكا فتاة روسية ترتدي فستان الشمس والمنديل أو حجاب الرأس، بينما تحمل ديكا، وكان داخلها دمى أخرى على شكل أطفال فلاحين. وينتشر اعتقاد أن الفنان الروسي ماليوتين صنع هذه اللعبة على غرار دمية كانت تصنع في جزيرة هونشو اليابانية على شكل راهب بوذي عجوز حكيم أصلع، أحضرت لتباع في متجر ألعاب مامونتوف في موسكو، كما أشار موقع “بريدج تو موسكو” (Bridge to Moscow) المتخصص بتقديم معلومات عن روسيا باللغة الإنجليزية، لكن تشير مصادر روسية أخرى إلى أن الفنان الروسي لم يقتبس الفكرة بل بدأها بنفسه.

كانت اللعبة تسمى “ماتريونا”، وهو اسم مشتق من الجذر اللاتيني لكلمة “الأم”، لكن الناس اعتبروا هذه التسمية غير مناسبة، لذلك بدؤوا استخدام اسم مصغر للأم، وهو “ماتريوشكا” المتداول إلى الآن.

هذه البداية للعبة وكونها لعبة تعليمية للأطفال ما زال معمولا به حاليا، إذ يعتبرها بعض التربويين وسيلة جيدة لمساعدة الأطفال على تعلم الألوان والأحجام والأشكال المختلفة، فبفضل أحجامها المتباينة يمكن تعليم الأطفال الفرق بين الكبير والصغير والوسط.

فيما أشارت دينا محمد، أستاذة الأدب الروسي في كلية الألسن بجامعة عين شمس في مصر، إلى ترجيح آخر لنشأة هذه الدمى في مقالها على موقع إذاعة “سبوتنيك” الروسية. إذ يذهب رأي آخر إلى أن نشأة الدمى كانت اقتباسا من بعض الفنانين الروس لبيضات عيد الفصح الجوفاء القابلة للانفصال، وكذلك لفتت في مقالها إلى قصة فلكلورية أخرى، وهي ارتباط الدمى بتمثال صنم وثني كان مصنوعا من الخشب على شكل امرأة، وفي داخله تمثال صغير يمثل حفيدها، وكان يعبده الصقالبة القدامى، وهو مصطلح كان يطلقه العرب والمسلمون الأوائل على الشعوب السلافية، وهم من توطنوا في أوراسيا، وامتد انتشارهم في وسط وشرق وجنوب شرق أوروبا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected] - [email protected]

قد يعجبك ايضا