تقدّم ملحوظ في مجال أدوية السكّري. إليكم ما يجب معرفته حول هذا الموضوع
يواجه مرضى السكّري تحدّيات صحّية معقّدة، ومن أجل الحفاظ على صحّة مُثلى، يحتاجون إلى حزمة علاجات معدّة لهم شخصيًا. وتوضّح الدكتورة أوريت تويتو الحالات التي من المهم فيها التوجّه إلى اختصاصي الغدد الصمّاء – وما هي العلاجات التي يمكنه تقديمها
السكّري هو مرض معقّد للغاية، لا سيّما وأنه لا ينحصر فقط في ارتفاع قِيم السكّر في الدم. في عالم الصحّة، يتناولون مرض السكّري من عدّة جوانب – بدءًا من فحص العيون وحتّى حالة كفّتيّ القدمين والكوليسترول والبروتين في البول. يتمّ النظر إلى المرض بشكل واسع وشموليّ بحيث يتطرّق إلى أجهزة الجسم، والشيء ذاته بخصوص العلاج المقدّم للأشخاص الذين يعانون من السكّري.
وتقول الدكتورة أوريت تويتو، وهي اختصاصية في الأمراض الداخلية وأمراض الغدد الصمّاء ومديرة وحدة الغدد الصمّاء في مستشفى وولفسون في حولون: “عندما يأتي إليّ شخص مصاب بالسكّري، فإنني أنظر إلى المرض من جوانب عديدة – دواء السكّري، تقييم التوازن عن طريق قياسات الجلوكوز والاختبارات المعملية، نمط حياة المريض، الفحوصات الدورية، التغذية، الرياضة، وقف التدخين وما أشبه”.
وتوضّح الدكتورة تويتو أن “تخصّص الغدد الصمّاء (الإندوكرينولوجيا) مهنة واسعة تتناول جميع أنواع المجالات المتعلقة بالهرمونات والتمثيل الغذائي”. وتقول إن العلاج الذي تقدّمه هي وزملاؤها لمرضى السكّري يختلف من مريض إلى آخر، حيث يحصل كلّ مريض على الحزمة العلاجية المناسبة له.
أي من مرضى السكري يتعيّن عليهم التوجّه لاختصاصي الغدد الصمّاء؟
في هذا السياق، من المهم توضيح أن هناك الكثير من مرضى السكّري ولا يتلقّى جميعهم علاجًا من قِبل اختصاصي الغدد الصمّاء. وأوضحت الدكتورة تويتو أن “عدد مرضى السكري من مجمل السكان كبير جدًا، ويتم علاج معظمهم من قِبل أطباّء العائلة. ويعتمد ذلك على توازن مرض السكّري، كمية الأدوية، أنواع الأدوية وكذلك نوع مرض السكري – يتمّ علاج مرضى السكّري من النوع 1 دائمًا من قِبل اختصاصي الغدد الصمّاء أو اختصاصي السكّري بسبب تعقيد المرض والعلاج. عادةً ما يتمّ علاج مرضى السكّري من النوع 2 من قِبل أطبّاء العائلة. تصل إلينا في الحالات الأكثر تعقيدًا، مثل المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، أو أولئك الذين يحتاجون إلى المزيد من الأدوية أو التقنيات الطبية”.
وأكّدت الدكتورة تويتو أن “هناك الآن العديد من إمكانيات العلاج، والعديد من أنواع الأنسولين ذات الخصائص المختلفة، وكذلك العديد من التقنيات لقياس السكر. من المهم أن نعرف أن هناك مجموعة متنوّعة من خيارات العلاج، وحتى إذا لم ينجح خيار واحد، فلا داعي للاستسلام واليأس. هذا هو بالضبط المكان المناسب لاستشارة اختصاصي الغدد الصمّاء الذي سيلائم حزمة علاج شخصية لكل مريض”.
“ثورة في عالم السكري”
وأوضحت الدكتورة تويتو أن السنوات الأخيرة، شهدت إضافة علاجات جديدة وواعِدة لمرضى السكري. وأضافت: “هناك مجموعتان جديدتان من الأدوية التي تم تطويرها في العقد الماضي والتي أحدثت ثورة حقيقية في عالم مرض السكّري: المجموعة الأولى هي الأدوية المستخدَمة لمرض السكري وإنقاص الوزن، ويتم إعطاؤها عن طريق الحقن، والقيمة المضافة لهذه المجموعة هي أنه فضلا عن كونها تساعد على خفض السكر بشكل جيد، فإنها تساعد أيضا في إنقاص الوزن، ونحن نستخدمها مع العديد من المرضى. أما المجموعة الثانية فهي على شكل حبوب وتسبّب فقدان السكر من خلال المسالك البولية. هذه الأدوية لها العديد من التأثيرات المفيدة – فهي تخفّض السكر وضغط الدم وتساعد في إنقاص الوزن، كما أنها تحمي القلب والكلى”.
باستثناء هاتين العائلتين من الأدوية، هناك أيضًا الأنسولين – وعلى الرّغم من أنه ليس دواء جديدًا، إلا أنه موجود منذ 100 عام، ويعتبر علاجًا فعّالًا وآمنًا لا يتوقّف عن التطوّر. وتابعت د. تويتو: ” مع مرور السنين، يصبح الأنسولين مريحًا أكثر للاستخدام ومع آثار جانبية أقلّ. نظرًا لأن لدينا مجموعة واسعة من الأنسولين ذات التأثيرات المختلفة، يمكننا ملاءمة الأنسولين للمريض واحتياجاته، لذلك هناك الكثير من الخيارات لمساعدة مرضى السكر. بالإضافة إلى ذلك، ليس الأدوية وحدها هي التي تتغيّر، وإنمّا أيضًا وسائل مراقبة السكر تتغيّر. إمكانية قياس السكر موجودة منذ سنوات عديدة، ولكن اليوم هناك أدوات قياس باستمرار تخفّف عن المريض وخز الإبر وتعطينا أيضًا الكثير من المعلومات”.
وفي ضوء كل هذه التطوّرات، تؤكّد الدكتورة تويتو: “من المهم لكل مريض سكّري، من حين لآخر، حتى لو كان متوازنًا، أن يتوجّه إلى طبيب العائلة أو اختصاصي السكري، للتأكّد من أن العلاج الذي يحصل عليه هو الأفضل ويواكب التطوّرات. يجدر السؤال على الدوام ما هو الجديد وما الذي تغيّر، هل يتوجّب عليّ تغيير أدويتي؟ هل هناك أيّ فحوصات جديدة يجب أن أقوم بها؟ يتغيّر عالم علاج مرض السكري بوتيرة سريعة للغاية، وليس من المُجدي دائمًا الاستمرار في تناول نفس الأدوية التي تم وصفها لك منذ سنوات عديدة. من المفيد جدًا الذهاب لإجراء مراجعة دورية والتشاور والتحديث”.