بعد ارتفاع أعداد المصابين بالإنفلونزا: د. صلاح الدين محاميد يكشف – فقط 13% تلقّوا التطعيم هذا العام مقابل 45% في العام الماضي
أعربت وزارة الصحة الإسرائيلية، عبر طاقم معالجة الأوبئة، عن قلقها البالغ إزاء الارتفاع الحاد في معدلات الإصابة بالإنفلونزا هذا الأسبوع. ويأتي هذا التحذير في ظل توقعات موسمية بصعوبة موسم الإنفلونزا، خصوصًا بعد تسجيل ثلاث حالات وفاة بين الأطفال نتيجة الإصابة بالفيروس، بعضهم لم يتلق التطعيم الوقائي.
بيانات رسمية تكشف تفشي الإنفلونزا
استند فريق وزارة الصحة إلى بيانات محلية وعالمية لتقييم الوضع، مشيرًا إلى أن المركز الوطني لمراقبة الأمراض أبلغ عن 394 حالة إيجابية جديدة لفيروس الإنفلونزا من النوع A خلال الأيام الأخيرة. وأكدت بيانات مختبر الفيروسات بالمركز الطبي هاداسا أن السلالة الفرعية السائدة حاليًا هي A\H3N2، وهي سلالة معروفة بانتشارها السريع وشدة أعراضها لدى المصابين.
ويبلغ إجمالي عدد حالات الإنفلونزا في المستشفيات الإسرائيلية 1,165 حالة، موزعة بين 629 بالغًا و506 أطفال. ومن بين البالغين، يرقد 584 في الأقسام الداخلية، بما في ذلك 23 في العناية المركزة، و17 في الرعاية المكثفة، و5 في قسم الأورام. أما الأطفال، فيرقد 456 منهم في أقسام الأطفال، و27 في العناية المركزة، و23 في قسم الأورام. وفيما يتعلق بالنساء الحوامل، فقد سجلت المستشفيات 30 حالة، 18 منهن في قسم الولادة و12 في حالات الحمل عالية المخاطر.
تحذيرات الأطباء حول خطورة الإنفلونزا
وفي تعليق لمراسل موقع وصحيفة “الصنارة”، قال الدكتور صلاح الدين محاميد، أخصائي الأطفال وطبيب العائلة:
“الإنفلونزا هذا العام بدأت مبكرًا بشهر مقارنة بالسنوات السابقة، وغالبية الإصابات من النوع B القوي، وهو أكثر شدة من الأنواع المعتادة. الأعراض تشمل ارتفاع درجات الحرارة، آلام العضلات، السعال الشديد، وقد ترافقها تقيؤ وضعف جسدي كبير. الفيروس قد يؤدي لمضاعفات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي أو التهاب عضلة القلب، خصوصًا لدى الفئات الضعيفة المناعة مثل الأطفال دون سن الخامسة، النساء الحوامل، وأصحاب الأمراض المزمنة”.
وأكد محاميد أن التعامل مع الفيروس بجدية أمر ضروري، محذرًا من الاستهانة بالمرض أو الاستمرار في الاختلاط الاجتماعي، مثل الحضور إلى العمل أو المدارس أو الحضانات، لأن الفيروس ينتقل بسهولة عبر الرذاذ واللمس المباشر.
التطعيم الوقائي الحل الأكثر أمانًا
وشدد الطبيب على أن التطعيم السنوي ضد الإنفلونزا هو الحل الأكثر فاعلية، مشيرًا إلى أنه آمن تمامًا ويحتوي على فيروس ميت لا يسبب مضاعفات أو أمراض. وأضاف: “التطعيم يقي بشكل كبير من المضاعفات الخطيرة، والحرص على أخذه يساهم في حماية الأفراد والمجتمع على حد سواء”.
وأشار محاميد إلى انخفاض الإقبال على التطعيم هذا العام مقارنة بالعام الماضي، حيث تلقى التطعيم 13% فقط من السكان، مقابل 45% في العام السابق. وفسر ذلك بنقص الإرشاد والتوعية من قبل الجهات الصحية حول أهمية التطعيم وفوائده، مؤكدًا أن هذا الانخفاض قد يؤدي إلى زيادة عدد الحالات الخطيرة ودخول المستشفيات، وربما ارتفاع معدل الوفيات.
واختتم بالقول: “درهم وقاية خير من قنطار علاج، وأخذ التطعيم مفيد جدًا ويساعد بشكل كبير في الحد من انتشار المرض وحماية الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات”.
نصائح وزارة الصحة للجمهور
- أخذ التطعيم السنوي ضد الإنفلونزا.
- الالتزام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين بانتظام.
- تجنب الأماكن المزدحمة عند الشعور بأعراض المرض.
- عدم إرسال الأطفال إلى المدارس أو الحضانات إذا ظهرت عليهم الأعراض.
- مراجعة الطبيب فور ظهور أعراض شديدة أو مستمرة.