بطيرم: “الأطفال أكثر تعرضا للتسمم جراء استنشاق الغازات المنبعثة من وسائل التدفئة بسبب سرعة وتيرة التنفس لديهم”
أصيب قبل أيام معدودة طفل يبلغ من العمر عامين من منطقة النقب وذلك جراء تعرضه للحروق واستنشاق الدخان السام المنبعث من الحريق بحسب بيان الشرطة، حيث خضع لعمليات إنعاش متقدمة وتم على أثرها نقله الى مستشفى سوروكا في بئر السبع للعلاج. وكانت منطقة القدس قد شهدت قبل أسابيع معدودة وفاة 3 اشقاء جراء تعرضهم على ما يبدو للحروق واستنشاق الغازات السامة المنبعثة من الاحتراق في منزلهم كما أفادت تحقيقات الشرطة.
ويستدل من المعطيات التي جمعتها مؤسسة “بطيرم” لأمان الأولاد انه ما بين السنوات 2014 حتى 2023 توفي 18 طفلا جراء استنشاق الغازات السامة المنبعثة من الاحتراق خاصة ثاني أكسيد الكربون، من بين هؤلاء 14 طفلا عربيا أي النسبة الساحقة من الضحايا، في حين يتضح أيضا ان من بين الضحايا الـ 14 كان 10 ضحايا من أطفال منطقة النقب.
وتشدد المعطيات بصورة لا يمكن تجاهلها على نسب الوفاة العالية بسبب استنشاق المواد السامة في منطقة النقب تحديدا وذلك جراء استعمال وسائل تدفئة غير آمنة والتي تعمل عن طريق الاحتراق سواء الفحم او الحطب ووسائل التدفئة التي تعمل بالوقود او الغاز اذ تعتبر من أخطر وسائل التدفئة التي تهدد حياة الأطفال وسائر افراد العائلة.
إضافة الى هذه المعطيات اشارت “بطيرم” الى انه خلال السنوات العشر الماضية (2013 حتى 2023) فقد وصل الى غرف الطوارئ والمراكز الطبية والمستشفيات حوالي 275 حالة إصابة جراء استنشاق الغازات السامة المنبعثة من وسائل التدفئة.
ومع اشتداد موجة البرد في هذه الأيام تحديدا أشارت المؤسسة إلى أن فئة الأطفال بوجه عام عرضة للإصابة بالتسمم جراء استنشاق الغازات السامة، وذلك بسبب سرعة وتيرة التنفس لديهم، حيث يتنفسون بوتيرة (شهيق زفير) بسرعة 40 مرة في الدقيقة، مقابل 16 مرة لدى الشخص البالغ.
وناشدت “بطيرم” الأهالي بضرورة المواظبة بشكل مستمر على تهوية المنزل، لا سيّما في حال استعمال الغاز لغرض التدفئة او الفحم والحطب او وسائل التدفئة التي تعمل بالوقود، لأن هذا النوع من وسائل التدفئة يستنفذ الاوكسجين الموجود في الغرفة ويطلق الغاز السام خلال عملية التدفئة، لذلك يُنصح بإبقاء فتحات للتهوية بشكل دائم. كما تنصح “بطيرم” بتركيب كاشف لغاز اول اكسيد الكربون والمواظبة على صيانة كافة معدات التدفئة بشكل سنوي من قبل شخص مهني ومختص.