اليومي العالمي للتوعية للالتهاب الرئوي مرض شائع يداهم الأطفال والرضع في الخريف والشتاء ويعرضهم لمخاطر تعقيداته أكثر من أي جيل آخر
يعتبر الالتهاب الرئوي احدى الامراض الشائعة التي قد تداهم الانسان في شتى مراحل حياته. ويولي الأطباء أهمية كبرى لهذا المرض خاصة إذا كان الحديث يدور عن الأطفال والأولاد عامة والرضخ على وجه الخصوص بسبب خطورته في مراحل الطفولة المبكرة. ومع حلول اليوم العالمي للتوعية من هذا المرض قال د. حسين دباح طبيب الأطفال واختصاصي رئتين الاطفال من المركز الطبي تسافون بوريا ان التهاب الرئتين من الأمراض التلوثية الأكثر انتشارا لدى الأطفال، خاصة الرضع وحديثي الولادة. ويكثر الإصابة بالتهاب الرئتين خاصة في أشهر الخريف والشتاء.
وقال د. دباح بهذا الخصوص:” يحدث التهاب الرئتين جراء سبب تلوثي معين، لكنه أيضا قد يحدث بسبب مواد كيماوية ومواد أخرى تسبب الالتهاب داخل الرئة. ويمكن ان يكون العامل الملوث الذي يسبب الالتهاب، فيروس معين او طفيلي، حيث انه من بين المسببات لالتهاب الرئتين لدى الأطفال يمكن الإشارة الى الفيروسات التنفسية خاصة الفيروس المعروف باسم RSV والانفلونزا. من بين الجراثيم التي تسبب التهاب الرئتين أيضا، جرثومة البنوموكوك والتي تعتبر منشرة أيضا ومسبب لالتهاب الرئتين”.
وعن مسببات وعوارض الالتهاب الرئوي قال د. دباح:” غالبًا ما يتطور الالتهاب الرئوي بعد الاصابة بعدوى فيروسية في الجهاز التنفسي. يمكن أن يكون هذا جزءًا من تطور المرض (الفيروس) الى القنوات التنفسية السفلى والرئتين أو كتعقيدات ثانوية قد تحدث عندما تستغل البكتيريا الأضرار التي يسببها الفيروس وبالتالي تعمل على تطور المرض. ويمكن أن يصاحب تطور الالتهاب الرئوي ارتفاع في درجة الحرارة، ولكن في بعض الأحيان لا تكون درجة الحرارة مرتفعة، بالإضافة الى السعال والتنفس السريع. في بعض الأحيان يشكو الأطفال من آلام في الصدر في أحد الجانبين أثناء التنفس، والتي تكون ناجمة عن تداخل أغشية الصدر في منطقة الالتهاب. قد يتطور أيضا ألم في البطن بسبب إصابة منطقة الرئة القريبة من الحجاب الحاجز.
وأضاف بهذا الخصوص حول الصعوبة التي قد تواجه الأطباء في تحديد الالتهاب وقال:” من الصعب في بعض الأحيان تحديد وجود الالتهاب الرئوي، كما انه من الصعب ايضا التمييز بين عدة حالات محتملة مختلفة. العلامة الأكثر حساسية لوجود الالتهاب الرئوي هي زيادة معدل التنفس، والذي يجب قياسه على مدار دقيقة كاملة. كما يمكن أن تكون هناك علامات أخرى لصعوبة التنفس مثل التنهد، وزيادة جهد عضلات الجهاز التنفسي، وتغير لون الجلد نحو الشحوبة أو الازرقاق، عدم الراحة أو في مرحلة أكثر تقدما، النعاس الدائم. احتمال الإصابة بالالتهاب الرئوي لدى الأطفال بدون وجود حمى وبدون أي علامات لضيق التنفس ضئيلة للغاية. جميع العلامات المذكورة يمكن أن تتطور أيضًا في حالات أخرى غير الالتهاب الرئوي وليس كل سعال مصحوب بحمى هو التهاب رئوي”.
وعن سبل تشخيص وعلاج هذا المرض أشار د. دباح:” التنصت إلى الرئتين من قبل الطبيب باستخدام النصاتة الطبية تعتبر وسيلة فعالة لتحديد الالتهاب الرئوي أو أي مشكلة تنفسية أخرى. قد تشير فحوصات الدم إلى وجود حالة التهابية في الجسم، لكنها لا تقدم دليلاً مباشرًا على وجود الالتهاب الرئوي تحديدا، وبناءً على النتائج يمكن للطبيب فقط الحصول على انطباع عام عن شدة العدوى وليس عن مكانها.
هذا وتساعد الأشعة السينية للصدر في تشخيص الالتهاب الرئوي، ولكنها لا توفر دائمًا المعلومات اللازمة لتشخيص الالتهاب الرئوي لدى الأطفال. النتائج الموجودة في الصورة هي نتيجة لرد فعل الجسم على المرحلة الالتهابية في الرئتين. الخضوع للأشعة السينية لمنطقة الصدر في مرحلة مبكرة جدًا من الالتهاب يمكن ان يظهر حالة طبيعية للغاية خاصة ان اعراض الالتهاب تظهر في مراحل متقدمة من المرض
واكد حول أهمية تقديم العلاج الملائم للحالة الالتهابية وقال:” في حالة الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس، ليست هناك حاجة للعلاج بالمضادات الحيوية، ومن المستحسن تجنب العلاج غير الضروري لأنه يسبب تكوين سلالات بكتيرية مقاومة للأدوية. اما في حالة الالتهاب الرئوي الناجم عن البكتيريا، يكون العلاج بالمضادات الحيوية، عادة عن طريق الفم، وفي بعض الحالات سيكون من الضروري إعطاء العلاج عن طريق الوريد”.
واختتم د. دباح حديثه عن سبل الوقاية التي من الممكن اتباعها لتفادي الالتهاب لدى الأطفال والرضع وقال:” يعتبر العيش في ظروف معيشية مزدحمة خاصة التعرض لدخان السجائر من عوامل خطر انتشار الفيروسات والبكتيريا المسببة للالتهاب الرئوي، ويمكن أن يتضرر الأطفال تحديدا الذين يتعرضون للتدخين من هذا. ومن المهم جداً تجنب التدخين (بكل أشكاله) بالقرب من الطفل، وتجنب الاقتراب قدر الإمكان من الأطفال المرضى، والحفاظ على تهوية المنزل حتى في فصل الشتاء، والحرص على النظافة وغسل اليدين. إن المواظبة على تلقي التطعيم ضد الأنفلونزا كل عام، مع اقتراب موسم الشتاء يعتبر أمرا مهما جدا، وقد يقلل أيضًا من خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي، حيث ان الأنفلونزا هي أحد العوامل التي قد تؤدي إلى تطور الالتهاب. من المهم أيضًا الالتزام بالتطعيمات الروتينية خلال مرحلة الطفولة، لأنه من بين التطعيمات يتم أيضًا إعطاء تطعيم ضد بكتيريا البنوموكوك المسببة للالتهاب الرئوي وأيضًا ضد بكتيريا الانفلونزا”.
صورة د. حسين دباح تصوير المركز الطبي تسافون