النائب أحمد الطيبي لـ”الصنارة”: التحدي الأكبر أمام الأحزاب العربية في الانتخابات القادمة رفع نسبة التصويت في الشارع العربي، واجتياز نسبة الحسم ليكون لها تأثير
يكاد لا يمر أسبوع دون تطورات دراماتيكية في البلاد، خاصة وأن الحرب في غزة مستمرة للشهر الثامن دون وجود أفق لنهايتها، بل أن الجبهة الشمالية تنذر بانفجار يتفق عليه الجميع لكن يختلفون على توقيته. وعلى الصعيد السياسي وافقت هيئة الكنيست العامة على إسقاط قانون تجنيد الحريديم مطلع الأسبوع، في ظل التجاذبات السياسية والحزبية التي لا تسقط من حساباتها أمكانية تقديم موعد الانتخابات البرلمانية. حول هذه المواضيع وما تمر فيه البلاد سواء على الجبهة الشمالية والتصعيد المتوقع مع حزب الله، أو الحديث عن التهدئة التي تم اقتراحها من قبل نتنياهو وبايدن في غزة، التقى مراسل موقع وصحيفة “الصنارة” مع رئيس كتلة “الجبهة والعربية للتغيير” في الكنيست، النائب د.احمد طيبي في هذا الحوار.
بداية كان لا بد من التوقف عند تصويت الكنيست على قانون تجنيد الحريديم، فقال د. أحمد طيبي معقبا: “جرت العادة على عدم مشاركة الأحزاب العربية في التصويت على هذا الموضوع، إلا أننا في الجبهة والعربية للتغيير وقبل عامين صوتنا ضد هذا القانون، وهو نفس القانون بالنص، عندها تم تقديمه من قبل وزير الأمن في حينه، بيني غانتس وصوتنا ضده لأنه ينص على رفع عدد المجندين الحريديم ونحن مبدئياً ضد التجنيد الالزامي، وهذا الأسبوع كنا قد صوتنا ضد القرار كما صوتنا قبل عامين ، فنحن الكتلة الوحيدة في الكنيست التي صوتت نفس الشيء قبل عامين وهذا العام، وتصويتنا كان يهدف لزعزعة الائتلاف الحاكم لأننا نسعى الى اسقاط هذه الحكومة بكل ثمن، لأنها حكومة حرب وجرائم حرب وحكومة عنصرية في موضوع الأمن الداخلي ورفع الأسعار وغلاء المعيشة وغيرها، التزامنا بالتصويت باسقاط الحكومة هو التزام دائم”.
وعن احتمالات اسقاط الحكومة الحالية التي لازالت تتمتع بأغلبية برلمانية قال الطيبي: ” لا نتوقع اسقاط هذه الحكومة في الوقت القريب على أقل تقدير، لأن خروج غانتس أبقى الائتلاف مع 64 مقعدا من اليمين واليمين المتطرف، ولا يوجد أحد منهم معنى بالتخلي عن الحكم، ولذلك لا أعتقد أنه قد يتم تفكيك هذه الحكومة حتى نهاية العام الحالي، الا اذا واجه قانون التجنيد بعد وصوله الى لجنة التصويت بالقراءة الثانية والثالثة عقبات، عندها سيتدخل الحريديم وربما يثيرون مشاكل ائتلافية تسفر عن حل هذه الحكومة”.
تشهد الجبهة الشمالية توترا مستمرا، وفي الأسبوع الأخير حصل تصعيد لم يحصل خلال الأشهر الثمانية المنصرمة، عن ذلك قال الطيبي:” ليس صدفة ان الجانبين، حزب الله واسرائيل لم يبادرا الى حرب شاملة حتى الآن، مع ان اسرائيل التي تعودت على حرب شاملة في الماضي، في حال حصل ما حصل معها من اطلاق نار وقصف بلدات في الشمال، هذه المرة تتصرف بشكل مختلف لأن لها جبهة مفتوحة في الجنوب مع حماس، وقادتها يقولون بأنهم غير قادرون على ادارة حرب في جبهتين، وثانياً فان قدرات حزب الله هي أكبر بكثير مما يحدث في الجنوب وفقاً لمحللين إسرائيليين، والدمار الذي سيلحق بالجانبين لبنان وإسرائيل سيكون كبيرا وهائلاً، ذلك هُم لا يسارعون بحرب شاملة، أضف إلى ذلك أن الولايات المتحدة لا تريد حربا شاملة في المنطقة “.
وبالنسبة لمقترح التهدئة في غزة والتصويت في مجلس الأمن على مقترح أمريكي، قال الطيبي: ” بايدن قال ان اقتراحه هو اقتراح نتنياهو عمليا، وما قام به فقط إعلانه على الملأ، وجاء ذلك أيضاً مصاحبا لقرار مجلس الأمن الدولي من أجل التهدئة. صحيح أن اعلان بايدن جاء متاخراً ولكن من المهم أنه قد جاء، وثانيا لا أثق بالدور الأمريكي خاصة في هذه الحرب، لأن الأمريكان شركاء فاعلين بهذه الحرب من أسلحة واستخدام الفيتو في مجلس الأمن لأكثر من مرة، اضافة إلى أنهم شركاء في قصف مخيم النصيرات الذي أسفر عن مئات الشهداء وإصابة المئات من الأشخاص”.
وعن صفقة تبادل الأسرى قال د. أحمد طيبي: ” يجب إطلاق سراح الرهائن ولكن هناك صفقة لإطلاق سراح كافة الرهائن، ولكن نتنياهو أراد هذا المسار الذي نعيشه حالياً، لانه يريد ان يرمم مكانته في الرأي العام الاسرائيلي، وقبل أسبوعين قتل الجيش أربعة رهائن كما أعلنوا عن ذلك، والان نعلم أن حماس كما نشر أعطت ردها للقطريين وتم تسليمه لاسرائيل، الرد طبعا مختلف عما تريد اسرائيل، لأن العنوان هو واحد بكل صفقة، حماس تريد انهاء الحرب ونتنياهو لا يريد إنهاء الحرب، والجدير ذكره بأن الادارة الامريكية يمكن ان تنهي الحرب ان أرادت هي فعلاً إنهاءها”.
وفي النهاية سألنا د. أحمد طيبي عن وضع الأحزاب العربية وفيما اذا استخلصت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة وفيما اذا تسعى إلى الوحدة على ضوء التطورات الكبيرة، فقال:” ننظر بايجابية لاعادة توحيد القوائم، نحن في العربية للتغيير والجبهة عقدنا اجتماعا قبل أكثر من أسبوع، وأصدرنا بيانا أكدنا من خلاله على تحالفنا الراسخ ودعونا إلى أوسع تحالف ممكن، وهنا يجب التنويه أن هناك أشخاصا يفكرون بالرغم من الحرب والمتغيرات السياسية والاجتماعية والوطنية التي نعيشها، ما زالوا يفكرون تفكير ما قبل هذه الحرب ويفكرون في الامور الصغيرة وليس الكبيرة وهذا مؤسف، ويجب علينا جميعا التكاتف من جديد، والتحدي الأكبر أمامنا جميعاً في الانتخابات القادمة هو رفع نسبة التصويت في الشارع العربي، لان نسبة التصويت في المجتمع اليهودي سترتفع بشكل كبير بلا شك، وهذا يشكل تحديا كبيرا أمام القوائم العربية، بأن تجتاز نسبة الحسم وتدخل الى الكنيست ويكون لها تأثير”.