المحاضر نمر أبو شارب للصنارة: التراكتورونات الكهربائية في حوانيت ألعاب الأطفال مصدر خطر جدي في ظل غياب قانون يحدد قيادتها
صالح حسن معطي –
تعد ظاهرة التراكتورونات، من الظواهر الدارجة بشكل كبير في المجتمع العربي في السنوات الأخيرة، حيث بتنا نشاهد العديد من الأولاد يتجولون في شوارع البلدات العربية وهم يركبون التراكتورونات، وفي بعض الأحيان تتم مشاهدة الأطفال في مناطق وعرية برفقة عائلاتهم.
وأصدرت جمعية “بطيرم” هذا الأسبوع، مٌعطيات حول نسبة الإصابات العالية بين الأولاد والفتيان العرب، نتيجة قيادتهم التراكتورونات في السنوات الأخيرة، حيث إصيب 54 وتوفي 7 اشخاص.
وحول هذا الموضوع التقى مراسل موقع وصحيفة “الصنارة”، مع نمر أبو شارب، محاضر ومعلم سياقة، استهله بالقول:” يجب ان نميز ان هنالك نوعين من التراكتورونات، القديمة التي تعمل على البنزين والتي يتوجب ان يكون لدى السائق رخصة تراكتور او رخصة سيارة وان يكون قد تجاوز الـ 16 عاماً، وطبعاً هذه النوعية ممنوعة في شوارع البلدات ومسموحة فقط في المناطق الوعرية المرخص بها لهذا الأمر، ولكن خلال السنوات الـ 5 الأخيرة دخل الى مجتمعنا التراكتورونات الكهربائية، القانون حتى الان لم يحدد لها رخصة قيادة او جيل معين، والمشكلة أن التراكترونات الكهربائية هذه تباع في حوانيت العاب الأطفال، التي يدخل اليها الطفل لشراء الألعاب، وحينما يشاهد التراكتورون الكهربائي يأخذ بالالحاح على والديه بان يشتريا له الآلة، فيخضعان لطلبه خاصة أنهما يعتقدان بأن التراكترون الكهربائي يخضع لتحديد السرعة من 30 الى 35 كم \ساعة، لكن من السهل تغيير الإعدادات وحينها يصبح التراكترون الذي يقوده طفل صغير مصدر خطر كبير للغاية عليه وعلى الآخرين، ووزن التراكتورون يصل الى 80 كغم، بحالة اصطدام التراكترون في سيارة او حائط او حتى سقوط الطفل عنه، هذا الأمر سيؤدي الى اصابة خطيرة للطفل او وفاته حتى لا قدر الله”.
وأضاف نمر أبو شارب للصنارة قائلاً:” بالنسبة لتراكتورون البنزين، للأسف مؤخراً تم تعديل قانون هام من قبل الجهات المختصة حول الغاء الزامية إيجاد الاطار الحديدي في كل تراكترون يتم شراؤه من أجل حماية الراكب وعدم التسبب له باضرار كبيرة او حتى وفاته، وحسب رأيي هذا تعديل خاطئ وخطير للغاية”.
وحول ارتفاع الإصابات في المجتمع العربي، قال نمر أبو شارب:” بالنسبة لمجتمعنا العربي، لدينا اهمال في كافة النواحي، نجد ان الاهالي يشترون تراكترونات قانونية او غير قانونية، ويسمحون لاطفالهم بركوب التراكتورون في مناطق وعرية دون ارتداء الخوذة الواقية، والتي قد تحمي الطفل بحالة وقوع حادث طرق او سقوط للطفل، دون اي اهتمام بالتثقيف والاطلاع على مخاطر التراكتورونات وكيفية قيادتها للطفل الصغير، خاصة او حتى كيفية اختيار الاماكن التي يتوجب عليهم قيادة التراكترونات عليها”.
ويعتقد أبو شارب أنه من الممكن وضع حد للاصابات، ويضيف قائلا للصنارة:” اعتقد انه من الممكن تقليل نسبة الحوادث في المجتمع العربي في مجال التراكتورونات، اذا توفر وعيا كافيا للموضوع، حيث يجب ان يكون هناك ورشات عمل في المدارس وفي المراكز الجماهيرية، ويتوجب على الشرطة الجماهيرية أخذ دورها، ويجب تحديد قوانين للتراكترونات الكهربائية، وان يكون قانونا او مادة يتم من خلالها تحديد الجيل المسموح به لقيادة التراكتورون الكهربائي، وان يمنع بيع التراكتورونات الكهربائية داخل حوانيت العاب الاطفال، وان يتم بيعها في أماكن مختصة بهذا الموضوع من قبل مختصين ومهنيين، مع تقديم شرح للأهالي عن خطورة التراكتورونات هذه، وعن اهمية الإلتزام بالقوانين مثل ارتداء الخوذة وعدم اللعب بإعدادات السرعة، خاصة وان هنالك أهال لايعلمون مدى خطورة هذه التراكترونات، ويقومون بشرائها فقط من أجل ارضاء اطفالهم”.
وأختتم نمر أبو شارب حديثه للصنارة بالقول:” للاسف في مجتمعنا العربي لا نهتم لقوانين السير بالمجمل، خاصة وان البلدات العربية مع كل الأسف دائماً بصدارة قوائم حوادث الدهس وحوادث الطرق وعدم وضع حزام الامان واستخدام الهاتف اثناء القيادة، ولهذا انا اتوجه برسالة للأهالي التزموا بالقوانين، واقول لكل أب يشتري تراكتورون كهربائي لأبنه، ان يستفسر عن هذا التراكتورون وعن خطورته وكيفية استخدامه، وان يسمح لابنه بقيادته في الأماكن الآمنة فقط، والابتعاد عن الشوارع والأماكن الوعرية الخطرة”.