الشيخ مشهور فواز يستذكر اخر حديث مع القتيل إمام المسجد من كفرقرع
لم أتخيّل ولو لحظة أنّ هذه آخر لحظات تجمعني بك قبل ثلاثة أيّام في بيتك وأنت تصرّ عليّ بوجبة الغَداء، وما زلت تلحّ حتى خضعت لإلحاحك وأكرمتنا في بيتك.
وكأنّك تقول لي: كُلْ يا شيخ مشهور فهذا آخر غِذاء لي معك في الدّنيا، ليكون الغِذاء الثّاني إن شاء الله تعالى معًا في الجنّة بصحبة الأنبياء والشّهداء والصّالحين، وحسن أولئك رفيقًا.
شيخنا الحبيب لم أفهم معنى الكلمات الصّادقة ومقصدها، الّتي نطقت بها إلّا الآن بعد استشهادك! وأنت تتحدّث عن صدق الدّاعية وأمانته ومصداقيّته وشفافيّته ووضوحه، بلا مجاملة ولا مداهنة.
ما أجملها من كلمات وكأنّها وصايا من يغرف من عالم الحقيقة الغيبيّ، لا من عالم الحسّ المادّيّ.
لن أنسى كلّ كلمة أنطقك الله تعالى بها وهي تخاطب وجداني بشكل خاصّ ومشاعري، وتضمّد جرحًا غائرًا في جوفي أبحث عمّن يضمّده.
شيخنا الإمام الشّهيد أبو العبد الشّيخ سامي أحببناك حَيًّا وأحببناك مَيْتًا، لما زيّنك الله تعالى به ظاهرًا وباطنًا من صدق ووضوح وأمانة وجرأة وحكمة.
كانت آخر كلمات قلتها لي: هذا الأسبوع أنا مسافر خارج البلاد! وها أنت حقًّا قد سافرت بعيدًا إلى عالم الحياة الحقيقيّة، وتركتنا خلفك في دار الفناء حيث الفتن والابتلاءات.
ولكن نبشّرك أنّنا على الحقّ الّذي تحبّه باقون وثابتون.
طبت حَيًّا ومَيْتًا أيّها الشّيخ الكريم الصّادق، وعلى الحوض الملتقى بإذن الله تعالى.
إنّها من محاسن القدر وفي ذلك رسالة ربّانيّة عظيمة لي بشكل خاصّ، أن أزورك مرّتين خلال أسبوع واحد وأمكث عندك ساعات معَ أنّني لم أعتد ذلك من قبل!!!
أخوك المحبّ
الشّيخ مشهور فوّاز