البنك الدولي يحذر من انهيار السلطة الفلسطينية ماليًا واقتصاديًا

حذر البنك الدولي من أن الازمة المالية في السلطة الفلسطينية تفاقمت في الأشهر الثلاثة الاخيرة مما ينذر بشكل كبير من خطر انهيارها اقتصاديًا. واوضح في بيان اصدره ان السبب يعود الى الفجوة الآخذة في الاتساع بوتيرة سريعة بين حجم الإيرادات والنفقات العامة الأساسية.

وحذر البنك الدولي -في تقرير صدر اليوم الجمعة- من أن السلطة الفلسطينية تواجه مخاطر “انهيار في المالية العامة” مع “نضوب تدفقات الإيرادات” والانخفاض الكبير بالنشاط الاقتصادي، على خلفية الحرب المتواصلة في قطاع غزة، منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وأشار البنك الدولي في تقريره إلى أن تدفقات الإيرادات انخفض إلى حد كبير بسبب الانخفاض الحاد في تحويلات إسرائيل لإيرادات المُقَاصَّة المستحقة الدفع للسلطة الفلسطينية، والانخفاض الهائل في النشاط الاقتصادي”.

ويعانى الاقتصاد الفلسطيني من خسائر فادحة في الوظائف، مع فقدان ما يقرب من نصف مليون وظيفة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

ويشمل هذا التوزيع نحو 200 ألف وظيفة في قطاع غزة، و144 ألف وظيفة في الضفة الغربية، ونحو 148 ألف عامل فلسطيني يتنقلون للعمل في إسرائيل.

ويكشف تقرير البنك الدولي، المبني على بيانات رسمية من منتصف عام 2023، أن معدل الفقر الإجمالي بين الفلسطينيين بلغ 32.8%.

وخلص التقرير إلى أن الاقتصاد الفلسطيني لا يزال يواجه صدمة كبرى في الأشهر الأولى من عام 2024، متوقعاً حدوث انكماش اقتصادي آخر يتراوح بين 6.5% و9.6% في ظل “ضبابية المشهد وعدم اليقين بشأن آفاق عام 2024.

دور النرويج وتهديدات سموتريتش

وبموجب اتفاقيات السلام التي لعبت النرويج دور الوسيط جزئياً للتوصل إليها في تسعينيات القرن الماضي، تجمع إسرائيل الأموال للسلطة الفلسطينية التي تمارس حكماً ذاتياً محدوداً في أجزاء من الضفة الغربية.

وهدد وزير المالية بتسالئيل سموتريتش، بحجب رسوم الضرائب التي يتم تحصيلها نيابة عن السلطة الفلسطينية وإنهاء دور النرويج في تسهيل التحويلات، وذلك بعد إعلان النرويج أنها ستعترف بدولة فلسطينية اعتباراً من 28 من الشهر الجاري.

وكتب سموتريتش في رسالة موجّهة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يوم الأربعاء من هذا الأسبوع، “كانت النرويج أول دولة تعترف بشكل أحادي بدولة فلسطينية ولا يمكنها أن تكون شريكة في أي شيء مرتبط بالضفة الغربية. وأضاف “أنوي وقف تحويل الأموال إلى (النرويج) وطلب إعادة جميع الأموال التي تم تحويلها” حتى الآن.

مخاوف وزيرة الخزانة الأمريكية

وحذّرت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين يوم أمس الخميس من احتمال وقوع “أزمة إنسانية” في حال نفّذت إسرائيل تهديدها بعزل المصارف الفلسطينية ومنعها من الوصول إلى نظامها المصرفي.

وأكدت الوزيرة يلين للصحافيين في ستريسا في شمال إيطاليا، قبل اجتماع لوزراء المالية والخزانة في مجموعة السبع أن القنوات المصرية ضرورية لمعالجة المعاملات التي تتيح ما يقرب من 8 مليارات دولار سنوياً من الواردات من إسرائيل، بما في ذلك الكهرباء والمياه والوقود والغذاء، فضلاً عن تسهيل ما يقرب من ملياري دولار سنوياً من الصادرات التي تعتمد عليها سبل عيش الفلسطينيين.