الأمن الداخلي على رأس التحديات التي تواجهها الحكومة الجديدة في إسرائيل
تحتل إيران قمة جدول التحديات التي تواجه الدولة اليهودية على الصعيد العالمي بنظر الإسرائيليين من اليمين السياسي الذين يرون أيضا أن التهديد الإيراني يشكل تحديا عالميا وليس شأنا إسرائيليا فحسب، على ما بين استطلاع أعدته هيئة البث الرسمة كان عشية أداء الحكومة الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو اليمين الدستورية.
وتأتي أوكرانيا في المرتبة الثانية من حيث مبلغ التحديات عالميا لكنها تحظى بترتيب أدنى إسرائيليا حيث تم ترتيبها إلى جانب الاحترار المناخي. وينضم إلى التحديات على الصعيد العالمي موضوع التضخم وتعاظم قوة الأنظمة غير الديمقراطية.
على الصعيد الداخلي أدرج قسم من المستطلعة آراؤهم 4 تحديات أساسية هي الأمن الداخلي وتحديات الأمن العام والتحديات السياسية والاجتماعية.
مؤيدو اليمين وضعوا قضية الأمن الداخلي أولوية يليها الأمن. اليمين الوسط رأى في المقدمة تحدي الأمن وبعد ذلك الأمن الداخلي أضف إلى خفض التوترات بين المكونات الاجتماعية. ويتمركز في الصدارة التحدي السياسي أي الرغبة برؤية قيادة مختلفة ومن ثم الأمن الداخلي. أما الوسط اليسار فقد صنفوا الأمن الداخلي والتحديات الاجتماعية بذات الترتيب وفي اليسار أشاروا إلى المساواة في التحديات الاجتماعية والسياسية.
العنوان العريض هو أن اليسار يشغله على الصعيد العالمي الاحترار المناخي فيما تحتل أوكرانيا مشاغل المركز واليمين الوسط أما اليمين فتقلقه القضية الإيرانية.
ويستخلص من النتائج أن الأمن الداخلي يشغل بال معظم الإسرائيليين وهو ما يرفع سقف التوقعات من وزير الأمن القومي المقبل (ايتامار بن غفير). ويتخذ الأمر بعدًا كبيرًا على ضوء مقتل 31 إسرائيليًا في حوادث مرتبطة بعمليات عدائية نفضها فلسطينيون في عام 2022، مقابل 4 في 2021 و3 في 2020.
داخليا، تواجه الحكومة الإسرائيلية التي طرحت لأول مرة في الكنيست نموذجا لحكومة يمينية مائة بالمائة مع كل ما يرافق ذلك من إشكاليات طالما حرص بناة الدولة على تجنبها ومداراتها. علما أن بن غوريون له مقول مشهورة بهذا الصدد مفادها أن الدين يبقي في المعابد بعيدا عن رسم سياسات الدولة وهو ما يخالف تماما ما يحدث هذه الأيام مع انطلاق حكومة نتنياهو السادسة المتكئة على أحزاب اليمين والأحزاب الدينية الموغلة بالتطرف الديني.
وفي تحد لرئيس الوزراء على مستوى الوفاء بالالتزامات فقد تعهد نتنياهو بالتخفيف من عبء غلاء المعيشة على كاهل المواطنين عبر تجميد احتساب الزيادة في أسعار المياه والكهرباء والخدمات البلدية لكن من غير الواضح متى سيخرج ذلك إلى حيز التنفيذ. كما تشتمل الاتفاقات على تخفيضات في القطارات والحافلات للطلاب الجامعيين، جنبا إلى جنب التعهد بإلغاء الضريبة التي فرضها وزير المالية المنتهية ولايته أفيغدور ليبرمان على المشروبات الغازية والمحلاة والأدوات البلاستيكية أحادية الاستعمال نزولا عند مطلب جمهور المتدينين.
وبحسب القناة 13، فإنه فيما يتعلق بمساواة العبء على المواطنين تنوي الحكومة إلى جانب مضاعفة المعاشات لمنتسبي المعاهد الدينية، تتعهد الحكومة بزيادة رواتب الجنود في جيش الدفاع الإسرائيلي بنسبة 20٪ أخرى. ومن المفترض أن تزيد المنح الدراسية للدراسة إلى دفع 100٪ من الجامعة. من ناحية أخرى، سيتم فرض قيود على الطلاب الذين لم يخدموا في الجيش الإسرائيلي، في إشارة إلى الطلاب العرب والحريديم، لدى تقدمهم للانتساب للمواضيع الرائجة في السوق، مما سيعيق عملية دمج أفراد من الأقليات في اقتصاد الدولة.