الأب سمعان بجالي لـ”الصنارة”: اننا ننتظر اضاءة أكبر وأجمل شجرة في العالم وهي كذلك لأنها موجودة في مدينة البشارة وبين أهلها الطيبين
تستعد الكنائس وجماعات المؤمنين هذا العام للاحتفال بالأعياد الميلادية المجيدة، بعد انقطاع لمدة أربع أعوام متواصلة عن الاحتفالات الشعبية والعامة بهذه المناسبة (سنتان كورونا وسنتان من الحرب). ونتيجة تلك الظروف الصعبة واقتصار الاحتفالات على الجوانب الدينية فقط، فهناك ترقب شديد وشوق كبير لدى الناس للمشاركة في الاحتفالات بعد زوال سحب الوباء والحرب وانقشاع الغيوم السوداء عن سمائنا. وقد بدأت مؤخرا الاستعدادات والتحضيرات لاحتفالات اضاءة شجرة الميلاد واقامة أسواق الميلاد في عدد من المدن والبلدات سواء في منطقة بيت لحم أو مناطق الجليل والساحل والكرمل وغيرها، ومن جهتها تستعد الكنائس لاستقبال عيد الميلاد بالتحضير للبرامج الروحية والصلوات.
عشية أعياد الميلاد المجيدة، التقت “الصنارة” الأب سمعان بجالي، كاهن كنيسة البشارة للروم الأرثوذكس في الناصرة، الذي أكد بأن اضاءة شجرة الميلاد ستتم يوم السبت 14/12 في ساحة كنيسة البشارة قرب العين، كما سيتم الاعلان عن البرنامج المفصل في مطلع الشهر القادم، وخاصة ما يتعلق بسوق الميلاد المشترك مع البلدية، “حيث نعمل على ترتيب بعض الأمور والقضايا المتعلقة بالحصول على تراخيص من حيث العدد والمشاركة والاحتياجات الأمنية والمتعلقة بالشرطة أيضا”. وأضاف بأن “السوق هذا العام، سيمتد من الشارع أمام ساحة الكنيسة مرورا بدرب الحجاج حتى بناية دار مطرانية الروم الأرثوذكس”.
واستبعد الأب سمعان أن تحدث أعمال عرقلة أو اخلال بالنظام مؤكدا أن “الأمور تسير بشكل هاديء وسليم، لكن هناك حاجة لترتيب دور كل جهة من المنظمين، لأن أول ما يهمنا هو سلامة الناس. ونتوقع أن يفوق الحضور هذا العام 10 آلاف مشارك، بناء على السنوات الأخيرة التي سبقت الانقطاع الاحتفالات، حيث كان هناك مد كبير من الناس. وهنا لا بد من الاشارة أنه بعد حادث جبل ميرون، باتت هناك صعوبات وقيود عديدة في الحصول على موافقة من الشرطة بخصوص عدد الناس المشاركين”.
وتابع: “اننا ننتظر اضاءة أكبر وأجمل شجرة ليس في البلاد فحسب بل في العالم، وما يجعلها كذلك لأنها موجودة في الناصرة مدينة البشارة ووسط حضور الناس الطيبين”.
ونوه الأب سمعان إلى أنه “بعد الحرب وجائحة كورونا والظروف الصعبة، بات الناس بحاجة للفرح وخاصة الأطفال، ونأمل أن يستمر الهدوء لينعم الجميع بالفرح والمشاركة في الاحتفالات الشعبية والدينية”.
ونسأل الأب سمعان بجالي عن الجانب الروحي للعيد ورسالة الميلاد لهذا العام، فيقول: ” الاحتفالات الدينية لم تتوقف رغم كل الظروف التي مررنا بها، أحيانا كان تحديد في عدد المصلين وبعض الكنائس لم تتمكن من استقبال المصلين. وفي هذه السنة أيضا سنواظب على الصلوات ونتوقع حضورا أكبر للناس بناء على الحرمان الذي مروا به في السنوات السابقة، فهناك تعطش كبير لدى الناس، كما نشعر ونلمس، للاحتفال والصلاة من خلال القداديس والصلوات. أما رسالة الميلاد، رسالة السلام، رسالة ميلاد مخلص البشرية، سيدنا يسوع المسيح، الهنا المتجسد في هذا السر العظيم، في عيد الميلاد يتجسد الله ليخلص الانسان من خطيئته الأولى، فهذا أمر عظيم ايمانيا واحتفاليا، وأهم من كل الاحتفالات الشعبية، فاضاءة الشجرة والزينة والمفرقعات كلها جميلة، لكن الأهم منها أن نهتم بالصلاة ورفع الطلبات الى ربنا من أجل المحبة والسلام وخلاص الانسان”.
رئيس بلدية بيت لحم يعلن عن الشروع ببرنامج أعياد الميلاد المجيدة بعد انقطاع عامين
قال رئيس بلدية بيت لحم ماهر قنواتي، إن مجلس البلدية قرر العودة للاحتفالات بأعياد الميلاد المجيدة، بعد عامين من الانقطاع، وأن هذا القرار لقي مباركة وموافقة من قبل الحكومة الفلسطينية والمجلس الأعلى للكنائس، مشيرا إلى أن فكرة إعادة الاحتفالات جاءت بداية من الإعلان عن إقامة سوق الميلاد، إذ حظي بترحيب كبير شعبيا وسياسيا ودينيا، وهو ما دفع المجلس البلدي لعقد اجتماع موسع، واتخاذ قرار العودة إلى الاحتفالات.
وشدد قنواتي، على أهمية عودة الحياة لشارع النجمة التاريخي من خلال تنظيم فعاليات على طول امتداده وأحيائه، مؤكدا أن الفعاليات لن تقتصر على ساحة المهد بل ستكون حاضرة في أحياء وأزقة المدينة، وستمتد أيضا إلى خارجها.
وأشار إلى أنه سيتم تزيين ساحة المهد وشوارع وأزقة بيت لحم بالزينة الموجودة من الأعوام السابقة، لافتاً إلى أن شجرة الميلاد ستُعاد إلى مكانها في ساحة المهد بحلة جديدة. واحتفالية إضاءة الشجرة ستكون كما كانت سابقا، يحضرها شخصيات سياسية ودينية ومواطنين، ونوه أن هناك 150 شخصية سياسية ودينية من العالم ستحضر الفعالية.