أسعارهم تجاوزت 100 مليون يورو.. لماذا تعاني الفرق عند التعاقد مع مهاجمين؟
المهاجم أصعب مركز على أرض الملعب؛ ولهذا السبب يكلف كثيرا، ويتقاضى رواتب عالية، وهذا هو السبب في صعوبة العثور على هداف في سوق الانتقالات الشتوية.
فالعديد من الفرق في حاجة ماسة للتعاقد مع مهاجم رقم “9” قبل نهاية الشهر الجاري، لأن التعاقد مع مهاجم جيد ينقذ الفريق من الهبوط إلى “دوري المظاليم” أو مساعدته في الفوز بالكأس. ولكن مع شح المواهب والأسعار المرتفعة والضغط للعثور على المهاجم المثالي؛ فالمهمة لن تكون سهلة.
فالإنجليزي فرانك لامبارد فقد وظيفته وهو يتوق للتعاقد مع هداف، وويستهام تعاقد مع المهاجم الذي أراده داني إينغز، واستطاع بورنموث هزيمة ساوثهامبتون والظفر بتوقيع المهاجم نيكولاس جاكسون، ولا يزال مانشستر يونايتد في حالة تأهب للتعاقد مع مهاجم آخر رغم التوقيع المفاجئ مع الهولندي فوتر فيغورست، في حين تعاقد تشلسي مع أكثر من مهاجم بحثا عن العودة للمنافسة محليا وقاريا.
ويوجز الأسكتلندي غرايم سونيس المدير الفني السابق لليفربول ونيوكاسل يونايتد أهمية المهاجمين. ومع بقاء أسبوع على الميركاتو الشتوي، فإن الصخب للتعاقد مع مهاجم أكبر من أي وقت مضى.
ويشرح سونيس أنه “إذا وجدت هدافا خارج الملعب، فلن تضطر حتى إلى اللعب بشكل جيد لأن الهداف قادر على حسم أي مباراة وقيادتك إلى الفوز بها. لم يكن فريق ليفربول الذي لعبت فيه عام 1984 هو الأفضل بالضرورة ولكن كان لدينا إيان راش؛ ففزنا بالدوري وكأس أوروبا وكأس الرابطة”.
وأوضح أنهم “العناصر الأقوياء والحاسمون، وليسوا المدافعين الذين يشتتون الكرات. المهاجمون يقاتلون حتى الرمق الأخير لتسجيل الأهداف. ليس هناك الكثير من المهاجمين الحاسمين في الوقت الحالي، ولهذا السبب تدفع الفرق الكثير للتعاقد معهم”.
ويلقي العديد من المدربين اللوم على “بدعة” خطة 4-3-3؛ الأمر الذي ساعد ليفربول على تحقيق نتائج جيدة بسبب ندرة المهاجم التقليدي، ولهذا السبب يمكن لتوتنهام ونابولي أن يطلبا بثقة 100 مليون جنيه إسترليني (114 مليون يورو) للتخلي عن هاري كين وفيكتور أوسيمين الصيف المقبل.
وبسبب نقص الهداف التقليدي، تبحث الفرق عن الجناح المهاجم، ولكن مهما كان الأسلوب “ابحث عن مهاجم يسجل”، حسب ما نقلته “ديلي ميل” عن أحد المديرين الفنيين.
وأوضح أن “الأمر بسيط للغاية؛ الكل يريد مهاجما لأن هناك موقعين يقودان للفوز: حارس المرمى والمهاجم. وسوق الانتقالات الشتوية ليست نافذة حاسمة ولكنها تخرجك من المتاعب في الموسم”.
وتابع “انظروا إلى مانشستر يونايتد، هل كان مان يونايتد سيوقع مع النيجيري أوديون إيغالو أو الهولندي ويغهورست إذا كانوا خططوا بشكل صحيح في الصيف؟ هل يسأل إيفرتون عن ماركو أرناوتوفيتش (34 عاما) إذا كان حل مشكلة رحيل المهاجم البرازيلي ريتشارليسون الصيف الماضي؟
وختم المدير الفني -الذي رفض الكشف عن اسمه- بأن “الأندية باتت مستعدة لدفع مبالغ طائلة ورواتب عالية لمهاجمين تزيد أعمارهم على 30 عاما، لأن هذه الأندية ترى أن هذه الخطوة أقل مخاطرة من دفع 30 مليون يورو وراتب كبير لشاب يبلغ من العمر 20 عاما ويملك سجل إنجازات ضئيلا أو معدوما”.
ويُلقى اللوم غالبًا على الوكلاء في تضخم أسعار صفقات اللاعبين، ونقل ساشا إمباشر مدير وكالة “سبوكس” في ألمانيا النمساوي ساسا كالاجدزيتش إلى ولفرهامبتون الإنجليزي الصيف الماضي، ودفع الفريق الإنجليزي أكثر من 17 مليون يورو لضمه، لكن المهاجم أصيب بتمزق في الرباط الصليبي في أول ظهور له.
ويقول إمباشر “يبحث الجميع عن مهاجمين لأنهم يساعدونك في الوصول إلى أهدافك. البريميرليغ هو الدوري الأفضل والأكثر تنافسية في العالم، والميزانية التي تمتلكها فرق الدوري الممتاز تمكنها من التسوق في أوروبا من دون مقاومة تقريبا؛ فالفرق الألمانية أو الإسبانية أو الفرنسية أو البلجيكية مستعدة للتخلي عن لاعبيها إذا كان السعر المعروض مناسبا”.
وتجري محادثات الانتقالات على مدى أسابيع، والحقيقة أن معظم الصفقات تعقد في الأيام الأخيرة للميركاتو الشتوي، لأنه عندها فقط يُعرف السعر الحقيقي لأي لاعب. ويمكن أن يكون التصرف بهذا الشكل أكثر تكلفة في يناير/كانون الثاني، لأن الأندية تطالب برسوم أعلى للتعويض عن خسارة أفضل لاعبيها وتعريض مشروعها الرياضي للخطر.
المصدر : ديلي ميل