أبو عبيدة: قرار زيادة عدد الجنود الأسرى لدى القسام تحت التنفيذ
أكد المتحدث باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) “أبو عبيدة” أن قرار زيادة عدد الجنود الأسرى لدى الكتائب “ما زال ساري المفعول وتحت التنفيذ”، مشددا على أن الاحتلال سيندم على تعنته في إنجاز صفقة تبادل أسرى جديدة.
وقال “أبو عبيدة”، خلال حوار صحفي خاص بذكرى الانطلاقة الـ35 لحركة “حماس”، تنشره بالتزامن مؤسسات إعلامية ووكالات أنباء، “نعتقد أن الاحتلال سيندم على تعنته (بشأن صفقة الأسرى)، وخياراتنا مفتوحة”.
وفي يونيو/ حزيران 2021، كشف نائب قائد الأركان في القسام مروان عيسى أن الكتائب سعت خلال معركة “سيف القدس” الأخيرة لـ”زيادة غلتها في ملف تحرير الأسرى” من سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف “أبو عبيدة” موجها حديثه للأسرى: “أنتم أولوية لا تزاحمها أولوية، وقرار تحريركم وفك قيودكم لا رجعة عنه، وإخوانكم في قيادة القسام والمقاومة لا يدخرون جهدًا ووقتًا وتخطيطًا من أجل حريتكم، فحريتكم دَين وقرار”.
الضفة والقدس والداخل
وبشأن تصاعد المقاومة في الضفة الغربية المحتلة، أوضح “أبو عبيدة” أن “القسام ترى في هذا الحراك المقاوم الممتد والمتصاعد بأنه الحالة الطبيعة للرد على العدوان والتأسيس لمرحلة التحرير القادم”.
وتابع “ننظر ببالغ التقدير لشبابنا وأهلنا في الضفة وهم يسطرون ملاحم بطولية يقف كل الشرفاء أمامها احترامًا وإجلالًا وافتخارًا، ونرى أن هذا الحراك هو الأهم خلال الخمسة عشر عاما الأخيرة، وسيكون له تداعيات استراتيجية على مستقبل دولة الاحتلال”.
وبشأن تهديدات الاحتلال وقادة المستوطنين بزيادة اقتحامات المسجد الأقصى وصولًا للسيطرة عليه، أكد أبو عبيدة” أن “هذه التهديدات خطيرة وتؤشر إلى طبيعة التركيبة الإجرامية التي وصلت إلى سدة الحكم في الكيان”.
وأكد أن ذلك “يحتاج إلى حالة استنفار لشعبنا وأمتنا لحماية مسرى نبيهم من هذه الشرذمة البائسة”، مستدركا “لكن بعون لله سينقلب السحر على الساحر، وسيكون هذا الإجرام وهذا الجنوح للتطرف الكبير الذي يعيشه الكيان هو بداية زواله وتتبيره على أيدي المؤمنين المرابطين والمقاومين”.
وفي رسالة إلى الشبان في الضفة والقدس والداخل الفلسطيني المحتل، قال المتحدث باسم القسام: “استمروا في تصعيد المقاومة فنحن أمام معركة وجود وحق وتاريخ ومستقبل، وإنما النصر صبر ساعة، وإن غرس الشهداء رغم الألم سينبت ثورة ونصرًا محققًا”.
وأضاف “نقول لهم إن عملكم البطولي والنوعي والمتجدد، يشكل الكابوس المرعب للمحتل، فباغتوا عدوكم واخرجوا له من حيث لا يحتسب، وستجدون مقاومتكم وكتائبكم عند حسن ظنكم وأكثر”.
“سيف القدس” وغزة
وبشأن تأثيرات معركة “سيف القدس” التي أطلقتها القسام في مايو/ أيار 2021، واستمرت 11 يومًا؛ ردًا على انتهاكات الاحتلال في المسجد الأقصى والقدس، أشار أبو عبيدة إلى أنه “من الواضح أن المعركة شكّلت الصاعق الذي فجر طاقات كامنة وأزاح الرماد عن جمر متوقد في الضفة المحتلة والقدس وفي فلسطين المحتلة عام 48، وكانت نموذجًا ملهمًا”.
وأكد أن حديث وزير جيش الاحتلال “بيني غانتس” عن تسجيل حركة حماس “إنجازا” في المعركة، وتركها “جرحا مفتوحا في الذاكرة الإسرائيلية”، هو “جزء مما تعترف به قيادة الاحتلال العسكرية”.
وشدد على أن ذلك “يؤكد صوابية قرار قيادة المقاومة والقسام في خوض هذه المعركة وإدارتها، ويؤكد عمق الجرح والأثر الذي تركته هذه المعركة المباركة في ذاكرة الاحتلال ووعيه”.
وعن رد القسام على تهديدات الاحتلال المستمرة بشن عدوان واسع على قطاع غزة، اكتفى أبو عبيدة بالقول إن: “الرد هو ما سيراه الاحتلال في حال أقدم على أية حماقة”.
وأكد أن المعركة الأمنية و”صراع الأدمغة” التي تخوضها الكتائب ضد الاحتلال “لا تتوقف، وتتنوع أدواتها”، لافتًا إلى أن القسام تحقق فيها “إنجازات على مدار الوقت”.
فرض المعادلات
وفي سياق متصل، شدد أبو عبيدة على أن شعبنا في مرحلة تحرر، “والمعركة مع الاحتلال طويلة وممتدة ومعقدة ومتعددة الجبهات والآليات والوسائل”، مضيفًا “نحن نخوض مع شعبنا بكل أطيافه الفعل المقاوم على مدار عقود، وشعبنا بصموده فرض وما يزال يفرض معادلات القوة والندية والتحدي للمحتل”.
وعلى صعيد المقاومة والقسام، أوضح أن “هناك معادلات تشكلت في السنوات الأخيرة بفضل الله ثم بصمود شعبنا وتضحياته وبالإدارة المقتدرة من قيادة القسام والمقاومة للمعركة مع الاحتلال”.
وقال إن: “من أبرز هذه المعادلات؛ جعل غزة أرض حرام على المحتل، وتمكين غزة كقاعدة عمل عسكري وتسلّح وإعداد للمقاومة بأطيافها كافة، وصولًا إلى ترسيخ معادلات ربط الفعل المقاوم بالقضايا الوطنية الكبرى كقضية القدس والأسرى”.
تطور القسام
وتحدث “أبو عبيدة” عن محطات فارقة مرّت بها القسام وشكّلت نقلة نوعية في العمل العسكري، مشيرًا إلى أنها بدأت بـ”مخاض التأسيس المهم والاستراتيجي في فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، وأبرزها نموذجا عماد عقل ويحيى عياش”.
ومن المحطات الفارقة أيضًا، وفق المتحدث باسم “القسام”، “إطلاق التصنيع العسكري المحلي باكرا في مرحلة التسعينيات، وانتفاضة الأقصى التي شكّلت نقلة نوعية في العمل العسكري على صعيد التصنيع والإعداد، بالإضافة إلى العمليات النوعية على امتداد خارطة الوطن بين أعوام (2000- 2005)، وصولًا إلى دحر الاحتلال عن قطاع غزة”.
وجاءت عقب ذلك مرحلة “التأسيس للعمل العسكري المقاوم المنظم في غزة من حيث مأسسة الجهاز العسكري وتطوير أدوات العمل وآلياته والتنظيم القتالي، وصولًا إلى خوض معارك فارقة ومهمة مع الاحتلال وفرض قواعد اشتباك وتعزيز حضور المقاومة ومراكمة قوتها بين الأعوام (2005– 2022)، ومن أبرز ملامحها عملية الوهم المتبدد (أسر الجندي جلعاد شاليط في 25 يونيو/ حزيران 2006) وصفقة “وفاء الأحرار” (18 أكتوبر/ تشرين أول 2011)”، وفق “أبو عبيدة”.
وفي الذكرى السنوية الـ35 لانطلاقة حركة حماس، أكد المتحدث باسم “القسام” أن “الكتائب اليوم تشكل نواة جيش التحرير التي لا يمكن أن تخطئها عين، وباتت رقمًا صعبًا في معادلة الصراع، وهي تقف على أرض صلبة كقوة لشعبنا وصمام أمان وسيف مشرع في وجه الاحتلال ورأس حربة في مسيرة شعبنا وأمتنا نحو التحرير والعودة”.
وشدد على أن “العمل الجهادي المقاوم بكل أشكاله، وفي طليعته العمل العسكري، يشكل الأولوية القصوى لقيادة حماس”، مضيفًا “وبفضل الله فإن الحركة وبعد 35 عامًا من انطلاقتها تحافظ بقوة على خطّها الاستراتيجي الذي انطلقت من أجله وهو المقاومة ومراكمة القوة وتفعيل كل أدوات المقاومة الممكنة كحركة تحرر في مواجهة احتلال بغيض”.
وأوضح أن “القسام تعمل وفق تنظيم قتالي هرمي، يبدأ بقيادة الألوية والأركان”، مشيرًا إلى أن “القوات الميدانية تتشكل من ألوية وكتائب وسرايا وفصائل ومجموعات وصولًا إلى المجاهد في التشكيل القتالي”.
وأضاف “تشمل الأركان: ركن العمليات، وركن الأسلحة، وركن التصنيع العسكري، وركن الاستخبارات، وركن القوى البشرية، وركن الجبهة الداخلية”.
وتابع “وفي كل ركن وتشكيل ميداني تتفرع الأسلحة والتخصصات المنضوية تحت هذا الهيكل التنظيمي، كسلاح المدفعية وسلاح مضاد الدروع وسلاح البحرية وسلاح الجو وسلاح الهندسة وسلاح القنص وسلاح الإشارة والإعلام العسكري، وقوات النخبة ووحدات الأنفاق والطبية العسكرية والتعبئة وغيرها”.
الغرفة المشتركة
وبشأن الغرفة المشتركة للأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة في غزة، قال “أبو عبيدة” إنه: “لا شك أن تأسيسها سابقة في التاريخ المقاوم الحديث”، مشيرا إلى أن “شعور مجموع قوى شعبنا المقاومَة، والأجنحة العسكرية للفصائل بوحدة الهدف والمصير ووحدة الدم هو ما سهّل إنشاءها كمنجز وطني مهم”.
وذكر أن “البيئة التي وفرتها قيادة الحركة والقسام للمقاومة في غزة رسخت أهمية هذا العمل المنسق والمتناغم بين قوى المقاومة بخلفياتها التنظيمية كافة”.
وأشار إلى أن “شركاءنا ورفاق الدرب والسلاح في الغرفة المشتركة يسهمون في تطوير آليات العمل فيها بما يحقق الكفاءة والتقدير الصحيح في إدارة المعركة مع الاحتلال”.
الدعم العربي والإسلامي و”التطبيع”
ووجه المتحدث باسم “القسام” رسالة إلى العلماء والدعاة و”المصلحين” من العرب والمسلمين، قال فيها: “إن قضية فلسطين والقدس والأقصى المبارك وما يتعرض له من انتهاك وعدوان صارخ هي أمانة في رقاب كل صاحب علم وكلمة وتأثير، وإنّ واجب الوقت اليوم هو الذود عن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعراجه”.
وأضاف أن “أهل الثغور في فلسطين يعملون في الليل والنهار من أجل كرامة هذه الأمة في وجه عدوها الأوحد ويقيمون فريضة الجهاد التي نكص عنها غالبية أولي الأمر في بلاد الإسلام للأسف، فكونوا لإخوانكم المجاهدين والمقاومين سندا ونصيرا، واشحذوا سيوف أقلامكم في اتجاه المعركة الأهم، ووجهوا الطاقات الكامنة والكبيرة في هذه الأمة نحو فلسطين، وصوب معركة اقتلاع هذا المرض الخبيث من قلب الأمة، بدلًا من التطاحن والتنازع والفرقة والمعارك الجانبية التي لم تزد أمتنا إلا وهنا وتراجعا، وأعطت الوقت للاحتلال للوصول إلى مرحلة خطيرة من المساس بأقدس مقدسات أمتنا”.
وبشأن التطبيع الرسمي من بعض الدول العربية مع الكيان الإسرائيلي، أشار “أبو عبيدة” إلى أن القسام “في غاية الاطمئنان إلى أن شعوب أمتنا وقواها الحية ليس في قاموسها الاعتراف أو التطبيع مع هذا الكيان الاحتلالي البغيض”.
ولفت إلى أن “جماهير أمتنا أوصلت رسالتها لنا ولكل العالم في كل المحافل والمناسبات والساحات، بأن هذا الاحتلال إلى زوال ولا مكان له في أرضنا ولا في وعي شعوبنا”.
ورأى أن “الاستماتة من بعض الأنظمة في دمج هذا الكيان في وعي أمتنا وحاضرها ومستقبلها معركة خاسرة، ومخاطرة كبيرة، لن ينجم عنها سوى لعنة التاريخ وعار الدهر”.