وعلى الأرض السلام !!!! القس والمربي – رضوان شحادة

0 8٬860

باسم الآب والابن والروح القدوس الاله الواحد امين.

أحبتي، ونحن على أبواب عيد الميلاد المجيد ورأس السنة المباركة أعاده

الله علينا جميعًا بالخير والبركة، أتمنّى للجميع دوام الصحة وهداة البال.

يحتفل العالم بهذه المناسبة السعيدة في كل العالم بشتى الطرق والأساليب

المتنوعة من الشرق الى الغرب متذكرين ومحتفلين بعيد وولادة المخلص يسوع المسيح قبل أكثر من ألفيّ عام، الّذي أتى إلى العالم لينشر السّلام والهدى بين بني البشر، وليعطي حياة وأملا للإنسان، ومن هنا يمكن أن نخبر ونقول أن هذا هو” الخبرُ السّارُ” للبشرية، ولكن في أيامنا هذه لا نقدر أن نخبر بذلك بينما كثيرون في أرجاء العالم نزحوا من بيوتهم وتركوا أرضهم ومكان سكناهم بسبب الحروب والصراعات، في اكثر من بقعة على كوكبنا المحبوب، فيأتي هذا العيد بأجواء متغايرة وصعبة، منهم في خيم وبدون بيوت في ظروف مناخية صعبة، شتاء برد وغالبًا دون تدفئة ولا مأوى فقط يلوح فوق رؤوسهم شادرًا خفيفًا يقطنون بين أرض وسماء. وكثيرون نزحوا بسبب الكوارث الطبيعية والزلازل التي ضربت بلادهم دون أن تميز بين هذا وذاك بين كبير وصغير وبين شيخ ورضيع.

ونسأل: أَسَلام؟

الزلازل مستمرة وليس لنا سيطرة وتحكم عليها ونطلب رحمة الله وحمايته

الدائمة. اما الحروب فأنها مستمرة (منها أكثر من سنتين)، تاركة خلفها آلافا من البيوت المدمرة ومناطق خربة وشاسعة مهجورة أشبه بمدن الأشباح لا يصلح بها العيش بعد، هذه الحروب تتضرر منها ضحايا كثيرة مستهدفة العائلات، وأحياء بأكملها وكلها تدفع بدافع واحد “روح الشرّ والكراهيّة ” بين البشر، ولا سيما بين الرؤساء والحكام، مخلفة وراءها ضحايا وأبرياء وأطفال مشردين، لا يسعنا إلا أن نسأل الله عن السّلام المرجو!!!.

تستوقفني الآية الّتي تقول في أشعياء 6:9 “لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَ ئِيسَ السَّلاَمِ.”

يا رئيس السلام نحن نئن ونصرخ إليك في هذه الأيام بالذات نحن نريد

السّلام. نريد هذا السّلام الّذي تخبرنا به، ألم تر يا رب كم أن الشرّ مستشري ويزداد؟ ألم تر مدى الظلم والكراهية التي فاقت كل مقاييس البشرية والإنسانية؟ أين السّلام؟ وأحيانًا أفكر بذاتي وأتساءل هل نحن السبب ونحن المقصرون بحق هذا السلام وبحق عالمنا هل التقصير فينا نحن كبشر؟ وأحيانًا تراودني الفكرة أن الوقت لتحقيق هذه الآية لم يحن بعد.

كتبت هذه الآية نبوة عن المخلص يسوع المسيح مئات السنين قبل مجيئه،

ويُأكّد لنا الإنجيل أن لا سلام إلا بيسوع المسيح مؤكدًا أن السّلام الحقيقي يأتي من السماء من فوق وليس من البشر، والإنسان يسعى ويسعى كثيرًا من أجل السّلام لكنّه لا يجده ،لأن قلبه مشحون بالكراهية والبغض والشر.

أما يسوع فيخبرنا بإنجيل لوقا 19:10 ” لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ” إن ابن الانسان (المسيح يسوع) قد جاء الى العالم ليخلص البشرية من الخطية ومن الحقد والكراهية جاء الى العالم لكي يطلب ويخلص الإنسان من الغضب الآتي والدينونة الأبدية، أما الانسان وعناده في هذه الأيام ورأسه اليابس والمتحجّر يسير نحو طريق الانحلال والانحدار والانتحار والموت.

أقف وأسأل هل فعلًا نريد نحن السلام؟ هل نريد ان يأتي رئيس السلام

الى عالمنا الى بيوتنا والى عائلاتنا، هل نريد من رئيس السلام ان يعطينا حياة أفضل؟ هل نريد من رئيس السلام ان يوقف الحرب ويجري العدل؟

الجواب عندكَ وعندكِ. علينا ان نطلب السلام وان نجد في إثره، السلام يبدأ في قلوبنا وفي بيوتنا أولًا، السلام يبدأ في أولادنا وتربيتنا لهم، وكيف نزرع المحبة والتسامح في قلوبهم.

السلام يبدأ في نهج الحياة في مجتمعنا وكنائسنا، السلام يبدأ في كلامنا

وحديثنا مع بعضنا بعض، السلام يبدأ في إيماننا بالله، وإن كانت قلوبنا فيها الله

فإن كلامنا يعكس ما في قلوبنا “من فضلة القلب يتكلم اللسان”، لذا ان كان في قلوبنا سلام نتكلم سلام وان كانت في قلوبنا محبة نتكلم محبة وان كان في قلوبنا شر وكراهية نتكلم بالشر والكراهية.

قال المسيح لتلاميذه في انجيل يوحنا 27 : 14 “سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي

أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ “. وفي هذه الأيام نصلي الى رئيس السلام ليعطينا السلام الحقيقي ونرنم مع الملائكة في بيت لحم: “الْمَجْدُ للهِ فِي الأعالي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ”

وُلد المسيح هللويا – وكل عام وأنتم بخير

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected] - [email protected]

قد يعجبك ايضا