ناشط السلام والمبادر معوز إينون لـ”الصنارة”: يجب ايقاف هذا الصراع والحرب والعودة للعمل بكل شجاعة من أجل الحياة بسلام
زياد شليوط
الصنارة: ما هو شعورك بعد الفقدان الأليم لوالديك في الحرب الدائرة حاليا؟
معوز: حزن كبير جدا ينتابني على والديّ، على أصدقائي، على العائلات المنكوبة، على الذين ذهبوا ولن يعودوا، والحزن الأكبر على كل من مات وسيموت في دائرة الدم هذه. اني أعتقد بأنه يجب ان نسامح وبذل كل ما أمكننا من أجل ايقاف الحرب، هذا الصراع المختلط بالدم بين الحركة الصهيونية والحركة القومية الفلسطينية، بين حماس واسرائيل والسلطة الفسطينية. يجب ايقاف هذا الصراع، والبدء او العودة للعمل بكل شجاعة من أجل الحياة بسلام. ليس لدينا في العائلة في الموشافيم والكيبوتسات أشخاص يقبلون بما يجري. الانسانية اليوم في أسوأ درجة وصلتها. لقد سمعنا عن أفعال داعش وبوكو حرام ها هي وصلت إلينا، والطريق الوحيد لمحاربتها هي بالأمل والحب والسلام.
الصنارة: حدثنا عن والديك، اذا أمكن!
معوز: أمي ابنة 76 سنة، كرست حياتها للفن على أنواعه من انتاج وتدوير، وفي السنوات الـ 12 الأخيرة عملت في مجال الفنون (مندلاه) معتقدة أنه من خلال هذا الفن يمكن تحقيق السلام والأمل، وبدأت تعلم الأولاد هذا الفن مجانا وكذلك البالغين، ورأت بهذا الأمر طريق حياة وليس وسيلة للعيش، وتوصلت إلى تفاهم مع كل من حضر ليتعلم بأن يدفع المبلغ الذي يراه مناسبا. لقد كانت أما رائعة وجدة مثيرة.
والدي كان في عمر 78 سنة انسانا متفائلا، عمل في الزراعة لمدة 30 عاما، لم يتخلف عن عمله في أي حالة من الطقس سواء الماطر أو الجاف، لم يأبه للمرض وكان يحب الأرض والمحصول.
سكن والداي في موشاف (نتيف هساراة) وهو ليس مستوطنة، أود التأكيد على أن الموشاف موجود داخل الحدود الدولية لاسرائيل. لقد آمن والداي بالسلام وليس الاستيطان، ولم يكن لهما أي انتماء عقائدي أو سياسي.
الصنارة: لم تغير هذه المأساة الشخصية قناعاتك السياسية والاجتماعية، لكن كيف يمكن تحقيق السلام اليوم برأيك؟
معوز: أنا لست شخصا سياسيا، ولست رجلا عسكريا، حتى أني لم أنه اللقب الأول. عملت على مدار 50 عاما للعيش المشترك والمشاركة بين اليهود والعرب. أنظر إلى التاريخ اليهودي تاريخ شعبي، أرى أختا لي هربت إلى برلين، إلى أصدقائها في عاصمة ألمانيا التي قتلت بمنهجية 6 مليون من أبناء شعبي، واليوم تمنح ملجأ للاجئة من نتيف هاسراة التي نجت من هجوم حماس.
اني على قناعة بأنه يمكن ان يحل سلام ومساواة بين الفلسطينيين والاسرائيليين. اني أنظر إلى أمريكا واليابان وما حصل بينهما في الحرب العالمية الثانية، وخاصة استخدام القنبلة الذرية، واليوم هما دولتان لهما نفس القيم تؤمنان بالديمقراطية وتعملان من أجل حقوق الانسان، لذا علينا الخروج من محيط الدم الذي نغرق فيه. علينا النظر للأعلى. هل تعرف ماذا حلمت الليلة؟ حلمت بأني أرى كوكبا هو كوكب السلام، وقررت أن أعمل لتحقيق هذا الهدف وهو الوصول إلى السلام.
علينا ايجاد وتفعيل ضغط دولي لوقف الحرب فورا. وأول خطوة يجب أن تكون تحرير الأسرى والمخطوفين الاسرائيليين، لديّ أقارب وأصدقاء مخطوفين في غزة، وبعدها ايقاف الحرب المدمرة.
الصنارة: هل تعتقد بأنه بعد هذه الحرب سيكون حلا للصراع وبالتالي يتحقق سلام حقيقي بين الشعبين؟
معوز: يجب أن يكون هناك حلّ، لكن السؤال هو بعد أي حرب، هل هذه الحرب أم غيرها؟ لا حل آخر لنا إلا السلام.
الصنارة: هل تواصل العمل مع شركائك العرب بعدما حلّ بك؟
معوز: بالطبع، فأنا تلقيت وأتلقى رسائل وتعاز من أصدقائي في الناصرة، ومن أشخاص كثيرين لا أعرفهم، سواء من هنا وكذلك من العالم العربي، الذين يتواصلون معي من خلال الانستغرام ويعزونني ويتواصلون معي يوميا.
الصنارة: علمنا أنه لديك أولاد، كيف تنظر لمستقبلهم في هذه البلاد ومستقبل الأولاد العرب؟
معوز: لدي ثلاثة أولاد ابنان وبنت واحدة. يجب أن نعمل أكثر من أجل أولادنا. يجب أن نعمل من أجل بناء العيش المشترك. الحل السياسي الوحيد هو بالشراكة العربية – اليهودية، فقط شراكة حقيقية كهذه والتي أعمل عليها منذ سنوات طويلة سواء في عملي أو المشاريع أو المجتمع وكذلك يجب ادخال ذلك في المجال السياسي
. بناء حلم مشترك للسلام المشترك.. يجب أن نعمل ذلك هنا وليس في مكان آخر، مثلما فعلت الولايات المتحدة واليابان.