موزيس دياب مدير مجال قسم الطب النووي في مستشفى “زيف” صفد لـ”الصنارة”: الكاميرات الجديدة تنجز التصوير بسرعة أكبر ودقة أكثر وتكشف أداء أعضاء الجسم دون تعقيدات
قبل فترة وجيزة أقدم القسم وادارة المستشفى الى اقتناء كاميرتين لتصوير الأشعة تعملان بتقنية عالية مستحدثة، وتعطي نتائج مؤكدة بأقل وقت ممكن، وهذه الكاميرات لا تتوفر في أي مكان آخر، ما عدا مستشفى بيلنسون. للوقوف على مميزات هذه الكاميرات وكيف تعمل، ولماذا تعتبر صديقة للمريض، وسبب اختيار مستشفى زيف ومميزات وجودها في صفد، التقت “الصنارة” موزيس (موسى) دياب، مدير مجال قسم الطب النووي في مستشفى “زيف” صفد.
الصنارة: هل لك أن تحدثنا عن أول كاميرا “Veriton” وما هي مميزاتها؟
دياب: تُعد كاميرا “Veriton” ثورة تكنولوجية في مجال التصوير بالأشعة، إذ تتيح لنا إجراء مسح شامل للجسم، واجراء تصوير مسح بواسطة حقن مواد مشعة ومسح العضو المستهدف من الجسم بطريقة دقيقة جدا، تختلف عن الكاميرات الموجودة والمعروفة حتى الآن، بحيث يتم الدمج بين فحص سي تي مع الفحص النووي، وهذا يعطي امكانية تدقيق التشخيص ومعرفة المشكلة في العضو نفسه.
ويتم تصوير المريض بـ 360 درجة في وقت واحد، مع حساسية عالية جدًا، وفي وقت قصير. يتم الحصول على صورة ثلاثية الأبعاد بجودة غير مسبوقة. هذه القدرة على الحصول على صورة دقيقة للغاية تسمح لنا بتشخيص مجموعة واسعة من الحالات الطبية في تصوير العظام، الرئتين، الكلى، الغدة الدرقية، وغيرها.
هذا يمنحنا امكانية اجراء فحص شامل للجسم خلال نصف ساعة والجواب عادة خلال أسبوع بعدها مراجعة الطبيب المختص.
الصنارة: وماذا تحدثنا عن كاميرا القلب “DSPECT”، وما هي مميزاتها؟
دياب: هذه الكاميرا موجودة فقط في مستشفى بيلنسون، وعندنا في الشمال، وهي تشكل اختراقًا مبتكرًا يسمح لنا بتحديد المشكلات القلبية الحيوية المتعلقة بإمداد الدم لعضلة القلب (الاحتشاء) بدقة غير مسبوقة. الفحص نفسه مريح للمريض، حيث يتم أثناء الجلوس، ويوفر نتائج دقيقة وسريعة جدًا.
تكسبنا هذه الكاميرا معلومات عن القلب بدقة أكبر من قبل خلال 6 دقائق، وهي تساعد على نفي نقص تروية القلب، وتبين حال عضلة القلب اذا لا يصلها دم نتيجة انسداد شريان الذي يوصل الدم للعضلة، والذي يؤدي الى اضعاف القلب ومن ثم حصول نوبة قلبية. هذا الفحص مميز يوفر على المريض اجراء قسطرة (سنتور) للقلب. واذا دل الفحص على حال سليم يبقى على المريض متابعة وضعه عند الطبيب.
الصنارة: ما هو الفارق بين التصوير في الطب النووي والتصوير العادي – الراديولوجي؟
دياب: الطب النووي يعطي امكانية العمل على تشخيص العضو نفسه وعمله وليس فقط تشريح وظائف الجسم، مثلا عندما نجري صورة أشعة عادية للكلية نرى من خلاله حجمها ومقاساتها وشكلها، ولكن لا يمكنني معرفة تحركها وتصرفها. وعندما نجري مسحا للكلية ندخل اليها مواد تعطي افرازات وبناء عليه نتعرف الى نسبة أداء الكلية، هذا أفضلية عن أي تصوير أشعة عادي.
الكاميرا الجديدة نسميها هايبريد بوجود السي. تي مما يقدم دقة في صورة العضو والتعرف الى المشكلة وفق التشريح الذي تم.
الصنارة: ماذا يتوفر في القسم وهل المجال مفتوح لجميع المرضى؟
دياب: يعمل داخل القسم طبيبان و5 أطباء من خارج القسم. كذلك يعمل 6 تقنيين وممرضات وطاقم اسعاف. من حيث الأدوار واستقبال المرضى فنحن نتعامل مع أعضاء كل صناديق المرضى، وتعيين الأدوار يتم عن طريق مركز الأدوار.
الصنارة: ألا ترى بأن وجود هذه الأجهزة الحديثة في صفد البعيدة في الشمال يصعب على المرضى الوصول؟
دياب: إن اختيار الكاميرات بمسؤولية وصلاحية القسم والمستشفى وليس وزارة الصحة، والكاميرات التي أحضرناها تعتبر من أحدث الأجهزة وذلك بهدف القفز نحو القمة وتقريب المستقبل الينا، كي نقدم خدمة نوعية ومهنية للمرضة من أفضل ما يكون.
أما بالنسبة للسفر وحسب تجربتي، لم يعد هناك عائق في السفر الى الشمال، فالشوارع واسعة وأفضل من السابق والوقت أقل في الوصول الى صفد منه الى حيفا المكتظة. أضف الى ذلك الجواء المريحة بدون ضغط وتوفر الهواء النقي والمناظر الطبيعية الجميلة.
هل التجاوب ملحوظ من قبل المرضى، وهل هناك إقبال على معهدكم؟
دياب: هناك تجاوب كبير، رغم أننا ما زلنا في البدايات. مستشفى زيف يتقدم بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وقد أعلن عنه مستشفى متفوق ودخلت اليه أقسام جديدة. من لديه فكرة مسبقة عن المستشفى عليه أن يعرف التغييرات الكبيرة التي حصلت فيه في السنوات الأخيرة، وأنواع الفحوصات التي نجريها شهدت تطورا كبيرا وغير معهود، وأدعو كل شخص للفحص أن يتأكد بأن السفر الينا أفضل بكثير من عدة نواحي.
في الصورة: كاميرا “DSPECT”الوحيدة من نوعها في الشمال