من سمر ابراهيم.. نستمد القوة والحصانة النفسية!

0 17٬640

play-rounded-fill

في احتفال رسمي أُقيم مؤخرًا في مقر رئيس الدولة، تم تكريم ثلاثين شخصية بارزة من مختلف أنحاء البلاد على جهودهم في تعزيز الحصانة النفسية والصحية للمواطنين خلال فترة الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر، من بين المكرمين برز اسم الممرضة والأخصائية النفسية سمر إبراهيم، تقديرًا لمبادراتها الريادية التي ساهمت في دعم المجتمعين العربي واليهودي خلال الأزمة.

سمر إبراهيم، 43 عامًا، متزوجة وأم لتوأمتين (10 سنوات) وتوأمين (7 سنوات)، تعمل اليوم مديرة لبيت مسنين، إلى جانب كونها مؤسسة ومديرة أول مركز في الشمال للحصانة النفسية. المركز يضم طاقمًا متخصصًا من أطباء ومعالجين نفسيين، ويوفر خدمات علاجية متنوعة في مجالات الفنون والموسيقى.

في حديث خاص لـ”الصنارة” قالت سمر: “رحلتي مع الحصانة النفسية بدأت في سن 28 بعد أن مررت بأزمة صحية دفعتني للبحث عن طرق لمساعدة نفسي. حينها كنت أعمل ممرضة، فتلقيت علاجًا نفسيًا ومن بعدها قررت دراسة هذا المجال إلى جانب عملي الطبي. ومنذ ذلك الوقت كرّست جهودي لدمج الطب والوعي النفسي في خدمة المجتمع.”

ومع اندلاع الحرب، بادرت سمر إلى فتح أبواب بيت المسنين الذي تديره لاستقبال كبار السن الذين اضطروا لمغادرة بيوتهم، كما خصصت برامج خاصة لمجتمعها العربي، استجابة لارتفاع أعداد المتوجهين طلبًا للدعم النفسي بسبب الخوف من القصف، فقدان العمل، والأزمات الاقتصادية المصاحبة.

وتابعت: “الوعي في المجتمع العربي بدأ يتغير. قبل عشر سنوات، كانت الاستشارة النفسية أمرًا معيبًا، أما اليوم فهي ضرورة. نشهد توجهات كثيرة للاستشارات الزوجية والتعامل مع المراهقين والتدريب المهني، والرجال باتوا يعبّرون عن مشاعرهم أكثر من ذي قبل. هناك حاجة ماسة لمعالجين من نفس البيئة واللغة والثقافة، وهذا ما أعمل عليه يوميًا، واليوم يتوجه اليّ الرجال قبل النساء للحديث عن مشاكلهم وتخوفاتهم ومعظم الحالات هي صدمات او خوف من المستقبل. وفي العام الاخير معظم التوجهات كانت عن خوف من المستقبل بسبب الحرب، تحديدا الخوف من فقدان الوظيفة او خسارة احد افراد العائلة او الخوف من المستقبل غير الواضح .”

وعن تكريمها من قبل رئيس الدولة، عبّرت سمر عن فخرها قائلة: “أن أكون واحدة من بين 30 شخصية تم تكريمها على عملها في مجال الحصانة النفسية هو شرف عظيم. هذا التكريم ليس فقط تتويجًا لجهودي، بل حافزا للاستمرار أكثر وأكثر، سواء من خلال المحاضرات أو الحملات الرقمية أو الخدمات المباشرة التي أقدمها في مركزي.”

من الجدير بالذكر أن هذا التكريم جاء ضمن مبادرة أطلقتها الدولة للاعتراف بالكوادر التي قدمت مساهمات استثنائية خارج الأطر التقليدية في دعم المواطنين نفسيًا خلال فترة الحرب، ما يعكس أهمية الصحة النفسية كجزء أساسي من الجبهة الداخلية.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected] - [email protected]

قد يعجبك ايضا