معوز ينون لـ”الصنارة”: المستقبل هو لحظة الالتقاء بين الاسرائيليين والفلسطينيين دون الالتفات إلى الوراء

0 14٬996

play-rounded-fill
بعد أسبوعين من السابع من أكتوبر، أجرينا لقاء مع ناشط السلام والمبادر معوز ينون، والذي فقد والديه في أول أيام الحرب في موشاف (نتيف هساراة) .

 معوز قال حينها:”يجب ايقاف هذا الصراع والحرب والعودة الى العمل بكل شجاعة من أجل الحياة بسلام”.

نعود اليوم لنلتقيه مجددا في حوار حول مبادراته ونشاطاته في سبيل مستقبل مختلف يسوده السلام والتوافق، فيقول بجرأة نادرة:” سامحت حماس على قتل والداي وسامحت حكومة اسرائيل التي خانتهما وهجرتهما وقت الحاجة، والآن أنا منشغل ببناء مستقبل للشعبين”.

في هذا اللقاء، وبعد مرور 5 أشهر على الحرب، يستمر معوز بانطلاقه نحو صنع الأمل والأمن والعدل للشعبين، مؤمنا أنه خلال 6 سنوات سيتحقق السلام المنشود.

 

الصنارة: تكلمت عن امكانية الوصول الى ما سنسميه تسوية سياسية اذ من الصعب اليوم ان نقول كلمة “سلام”..

معوز: انا اسميه “سلام”.. 

الصنارة: ولكن من اجل تحقيق ذلك يتوجب عليك ان تكون في الكنيست حيث تكون القرارت السياسية والحاسمة وسن القوانين.. هل ستخوض الانتخابات وهل تتطلع الى الكنيست؟

معوز: نحن سنصنع التغيير بالعكس، من الناس وليس من السلطة. نحن قد بدأنا برسم المستقبل للشعبين ونعد الخطوات الاستراتيجية لتحقيق السلام. ونحن عبارة عن اشخاص فلسطينيين واسرائيليين.

الصنارة: كيف ترى المستقبل؟

معوز: اريد ان اخبرك ماذا تعلمت منذ السابع من اكتوبر.. تعلمت الكثير من نشطاء سلام فلسطينيين، أول وأهم أمر هو ان الامل شئ يصنع، الأمل هو فعل! لقد بدأنا بصنع الامل لان الوضع يسبب اليأس، حيث توفي الكثيرون والحزن يعم الجميع، والمحزن للغاية هو أنه كما يبدو سيفقد كثيرون بعد حياتهم! لكننا يجب ان نصنع الامل والامل يصنع معا عربا ويهودا اسرائيليين وفلسطينيين. 

منظمات كثيرة تخلق الأمل وأصبحت فعالة أكثر منذ السابع من اكتوبر. يوجد “منتدى العائلات الثكلى” وعائلات ثكلى اسرائيلية وفلسطينية، وهناك “مقاتلون للسلام”، اسرائيليون وفلسطينيون معارضون للاحتلال, وحركة “نقف معا” و”نساء يصنعن السلام” وغيرها الكثير من المنظمات التي تعمل معا من اجل صنع الامل.

ايضا تعلمت من حمزة عواودة، ناشط سلام من رام الله والذي ينحدر من عائلة الكثير من افرادها كانوا ضحايا الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، حمزة قال في مقابلة انه مستعد ان يسامح على الماضي والحاضر! وانا أحاول أن أكون شخصا كبيرا مثله، بالتالي سامحت “حماس” على قتل والديّ وسامحت حكومة اسرائيل التي خانتهما وهجرتهما وقت الحاجة، والآن أنا منشغل فقط ببناء مستقبل. 

بعد محادثات طويلة مع اصحاب من الناصرة والضفة وغزة ادركت ان هناك قصتين وحقيقتين لشعبين وكليهما صحيحة, القصة الاسرائيلية والفلسطينية, ولكنهما لم يلتقيا ولا مرة بل على العكس, ابتعدتا اكثر واكثر. وكلما اقتربنا من الحاضر ومن السابع من اكتوبر والحرب في غزة فان القصتين تبتعدان اكثر عن بعضهما. 

لكنني اكتشف سحرا وهو اننا سنلتقي في المستقبل! الاسرائيليون  والفلسطينيون سيلتقون في المستقبل! المستقبل مشترك. لكن بشرط ان نحقق هنا المساواة والعدل على أساس المصالحة والأمن للجميع. 

والان يوجد العديد جدا من الاسرائيليين والفلسطينيين الذين يخططون للمستقبل هذا.

الصنارة: هذا المستقبل قريب أم بعيد؟

معوز: قريب جدا!! من 4 -6 سنوات. 

الصنارة: لكن كيف تستطيع تحقيق ذلك خارج النطاق السياسي، بدون أصحاب القرار من الطرفين المعارضين لذلك؟

معوز: هذا غير مهم حاليا، لقد سامحتهم لكنني أيضا أتجاهلهم. أنا أتجاهل كل السياسيين من الطرفين. نحن نبني هنا مستقبلا جديدا. أقول سيتخذ 4-6 سنوات على أساس التجارب التاريخية. حرب أكتوبر 73 أو يوم الغفران من أبشع الحروب التي عاشتها اسرائيل، من كان يتخيل انه بعد 6 سنوات أعادوا سيناء وخرجوا من كل المستوطنات هناك، وايضا ان رئيس مصر سيزور اسرائيل!! من كان ممكن ان يتخيل ذلك؟ ومن لاقاه كان شخص من المعارضة، اي مناحم بيغن!! بيغن قال حين التقى الرئيس المصري: ممكن منع الحرب، لكن السلام لا يمكن منعه. لقد نسينا إرث السادات وبيغن. معظم الاسرائيليين كانوا ضد السلام، بعد زيارة السادات غيروا رايهم! 

بعد الانتفاضة الاولى حيث قال رابين سنكسر اياديهم وارجلهم! واعتبر رابين بادئ الحرب وعرفات كان قائد حركة ارهابية، وقعا بعد 6 سنوات على اتفاقية سلام. 

مهمتنا هي إعداد الارض وتخيّل السلام والحلم بالسلام، اذ ان الخيال والحلم هما عمل!! ان نحلم ان المستقبل سيكون أفضل! سننجح بالنهوض من المصيبة الحالية، لكن علينا ان ننهض سوية اسرائيليون وفلسطينيون. ان وقع أحدنا فانه سيوقع الطرف الآخر معه. علينا ان نقف معا والسير نحو الحياة. 

في العالم الغربي والعربي اصبحوا يدركون ان أمن الاسرائيليين والفلسطينيين مرتبط الواحد بالثاني. والطريق الوحيدة لنيل الأمن ليست عن طريق الطائرات الحربية ولا الدبابات ولا القتال، انما المساواة والعدل. بدونهما لن يكون أمن ولا لأي طرف. 

الصنارة: هل تعتقد ان هناك قادة ممكن ان يفهموا ذلك من الطرفين؟

معوز: حاليا القادة موجودون في مكان جدا متطرف. علينا ان نسير نحو سلام بيغن والسادات ورابين وعرفات، والشعب سيلحق به. من يجلس في الكنيست والسلطة الفلسطينية وحماس، ليسوا بقادة يصنعون السلام. 

الصنارة: اذا من؟

معوز: لا أدري، ربما أنا، لكننا حاليا لا نعرف من. كما لم يستطع أحد ان يتخيل أن رابين وعرفات سيتصافحان! لا يمكن تخيل ذلك.

الصنارة: نفهم من ذلك أن خوض السياسة في الأفق؟

معوز: حاليا لا أعتقد ان السياسة هي ساحة العمل الملائمة. لكن ما نفعله الآن هو أفكار سياسية وان السلام ممكن وقريب. مارتن لوثر كنغ حقق المساواة في الولايات المتحدة ولم يكن عضو كونغرس، بل كان قياديا. غاندي الذي حرر الهند من البريطانيين حقق ذلك كقائد سياسي لكنه لم يكن في الحكومة. هناك طرق عدة لصنع التغيير. نحن نبني خطة كيف نصنع السلام خلال 4 – 6 سنوات. 

الصنارة: من أين لكم الدعم؟ 

معوز: أنا تواصلت مع سفراء منهم بلجيكا والاتحاد الأوروبي. أخي سافر لواشنطن. في بيت النواب البريطاني يقتبسوننا. عضوة برلمان الاتحاد الاوروبي الالمانية اقتبست حديثي. نحن نصنع تأثيرا قويا جدا. أمور كثيرة تحصل ولكن علينا العمل عليها. يوجد الكثير من الضحايا ولكن كل أزمة هي فرصة والآن توجد فرصة لانهاء الصراع الاسرائيلي-الفلسطيني. وممنوع أن نيأس. هناك طرق للمصالحة. في الحرب العالمية الأولى بين المانيا وفرنسا قتل أناس أكثر من كل من قتل خلال الصراع الاسرائيلي- الفلسطيني، واليوم بينهما يوجد نفس الباسبورت والعملة. أيضا هنا ممكن ان يحصل ذلك. أنا لا اقول ذلك لأبرر أي قتل انما لأقول ان هناك امكانية للاصلاح والمصالحة. وفقط نحن نستطيع ان نصلح الأمور.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected] - [email protected]

قد يعجبك ايضا