فيلم سكر 2.. ملحمة غنائية تستعيد سينما العائلة العربية
في زمن تكثر فيه الأعمال السينمائية الموجَّهة للجمهور البالغ، يأتي فيلم “سكر 2: سبعبع وحبوب الخرزيز” كصرخة فرح استثنائية تُعيد للأطفال والعائلات العربية حقهم في فن راقٍ يمتزج بالمتعة والقيم.
هذا العمل ليس مجرد تكملة للجزء الأول الذي تم عرضه 2023؛ بل نقلة فنية توسّع عالم “سكر” الساحر، وتُثبت أن السينما الغنائية قادرة على صناعة بصمة في المشهد السينمائي العربي.
إعداد – آية الزيني
توسُّع عالم “سكر” الساحر في الجزء الثاني
وتستمر الأحداث في الجزء الثاني من الفيلم الغنائي “سكر”؛ حيث تُصاب المدينة بوباء مميت؛ فيضطر أطفال دار الأيتام- بقيادة البطلة “سكر” (حلا الترك)- لمواجهة هذه الأزمة بمساعدة طبيب يطوّر لقاحاً لإثبات براءته أمام القضاء والعامة.
ثم تتوالى الأحداث، وينطلقون في مغامرة لإنقاذ حيوانات السيرك والعاملين به من القسوة التي يتلقونها من رئيسهم، وذلك بعد التريُّث في وضع خطة مُحكمة.
وفي خاتمة فيلم “سكر 2: سبعبع وحبوب الخرزيز”، تُوّجت رحلة البطلة “سكر” بلحظة مُفعمة بالتناقضات العاطفية، فرحة تحقيق الحُلم مُرافَقة بألم فراق رفاق الدار.
فبعد نجاح الأطفال في إثبات براءة الطبيب المسجون وإنقاذ حيوانات السيرك، تحصل “سكر” على منحة في “المدرسة الملكية” وهي فرصة تعليمية استثنائية تُمثل انطلاقة جديدة لحياتها، لكنها تعني مغادرتها دار الأيتام ورفاقها.
هذه الخاتمة لم تُغلق باب القصة؛ بل فتحت آفاقاً للجزء الثالث المُعلن عنه؛ حيث وعد صنّاع الفيلم باستكشاف تأثير “سكر” في المدرسة الملكية على مصير دار الأيتام، ودَور “معتز هشام” الجديد كقائد للمجموعة بعد رحيلها.
عبقرية ماجدة زكي الفنية تتجلّى في “سكر 2”
في “سكر 2” نجد تحوُّل شخصية “رتيبة” (ماجدة زكي) من مديرة دار قاسية إلى امرأة تظهر منها ومضات تعاطُف، عبقرية ماجدة زكي تجلَّت بـ”سكر 2″ في إظهار الجمال في القبح، وإثبات أن الشر في السينما يمكن أن يكون بوابة لفهم تعقيدات النفس البشرية. ويمثّل مشهد وداع “سكر” لأفراد الدار في نهاية الفيلم، دليلاً واضحاً على ذلك؛ حيث ظهرت الفنانة ماجدة زكي متماسكة رغم تأثُّرها بفراق قائدة الأطفال الذكية “سكر”.
”سكر 2″ وتحويل التنوُّع العمري إلى نقطة قوة
وقد نجح فيلم “سكر 2” في تحويل التنوُّع العمري إلى نقطة قوة؛ حيث حوَّل الممثلون الكبار: ماجدة زكي، ومحمد ثروت، تجرِبتَهما إلى منصة لصقل مواهب الجيل الجديد مثل: حلا الترك، ومعتز هشام، وياسمينا العبد، بينما استفادوا هم أنفسهم من طاقة الصغار. هذا التكامل أنتج عملاً فنياً يجسّد قيماً تربوية داخل القصة وخلف الكاميرا.
حلا الترك وياسمينا العبد تتحدثان لـ«سيدتي» عن صعوبات “سكر 2”
وخلال العرض الخاص للفيلم بـ مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في دورته الرابعة، التقت «سيدتي» بالفنانة حلا الترك، والتي أكّدت أن الجزء الخاص بالرقص، كان واحداً من أصعب الأمور التي واجهتها خلال التحضير للعمل؛ مشيرة إلى أن الجانب الدرامي أيضاً كان مليئاً بالتفاصيل. كما كشفت عن أن صنّاع العمل كانوا يشعرون بالتوتر بعض الشيء، بسبب رغبتهم في تقديم أفضل أداء.
وعن الصعوبات التي واجهتها أثناء تصوير الجزء الثاني من فيلم “سكر”، كشفت ياسمينا العبد في لقاء سابق لـ«سيدتي» قائلة: “العمل نفسه كان صعباً في تصويره. وفكرة الفيلم أنه موسيقي ولم يكن لدينا هذا النوع والثقافة من الأفلام. نوعه جديد جداً والفكرة في الاستعراض والغناء والتمثيل، كلّ هذه الأشياء يتم ربطها، وأنا الخلفية الخاصة بي هي المسرح والموسيقى”.
وتابعت: “الفكرة وجود 12 شخصاً داخل نفس الكادر، مشاهد طويلة وأغانٍ 3 دقائق تتعمل في مشهد واحد، هذا يحتاج لبروفات كثيرة ويحتاج تحضيراً غير طبيعي”.
فيلم “سكر 2: سبعبع وحبوب الخرزيز”
عُرض الجزء الثاني من فيلم “سكر” خلال فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بدورته الرابعة، والتي أقيمت في مدينة جدة التاريخية، في نهاية العام الماضي 2024. ويتم عرضه حالياً عبْر منصة “شاهد”، والتي أعلنت عن العرض بالتزامن مع عيد الأضحى المبارك 2025 الماضي.