فيلم سكر 2.. ملحمة غنائية تستعيد سينما العائلة العربية‏

0 8٬925

في زمن تكثر فيه الأعمال السينمائية الموجَّهة للجمهور البالغ، يأتي فيلم “سكر 2: سبعبع وحبوب الخرزيز” كصرخة فرح استثنائية تُعيد ‏للأطفال والعائلات العربية حقهم في فن راقٍ يمتزج بالمتعة والقيم. ‏
هذا العمل ليس مجرد تكملة للجزء الأول الذي تم عرضه 2023؛ بل نقلة فنية توسّع عالم “سكر” الساحر، وتُثبت أن السينما الغنائية قادرة ‏على صناعة بصمة في المشهد السينمائي العربي.‏

play-rounded-fill
إعداد – آية الزيني

توسُّع عالم “سكر” الساحر في الجزء الثاني

وتستمر الأحداث في الجزء الثاني من الفيلم الغنائي “سكر”؛ حيث تُصاب المدينة بوباء مميت؛ فيضطر أطفال دار الأيتام- بقيادة البطلة “سكر” (حلا الترك)- ‏لمواجهة هذه الأزمة بمساعدة طبيب يطوّر لقاحاً لإثبات براءته أمام القضاء والعامة. ‏
ثم تتوالى الأحداث، وينطلقون في مغامرة لإنقاذ حيوانات السيرك والعاملين به من القسوة التي يتلقونها من رئيسهم، وذلك بعد التريُّث في ‏وضع خطة مُحكمة.‏

وفي خاتمة فيلم “سكر 2: سبعبع وحبوب الخرزيز”، تُوّجت رحلة البطلة “سكر” بلحظة مُفعمة بالتناقضات العاطفية، فرحة ‏تحقيق الحُلم مُرافَقة بألم فراق رفاق الدار. ‏
فبعد نجاح الأطفال في إثبات براءة الطبيب المسجون وإنقاذ حيوانات السيرك، تحصل “سكر” على منحة في “المدرسة الملكية” وهي ‏فرصة تعليمية استثنائية تُمثل انطلاقة جديدة لحياتها، لكنها تعني مغادرتها دار الأيتام ورفاقها.‏
هذه الخاتمة لم تُغلق باب القصة؛ بل فتحت آفاقاً للجزء الثالث المُعلن عنه؛ حيث وعد صنّاع الفيلم باستكشاف تأثير “سكر” في المدرسة ‏الملكية على مصير دار الأيتام، ودَور “معتز هشام” الجديد كقائد للمجموعة بعد رحيلها.‏

عبقرية ماجدة زكي الفنية تتجلّى في “سكر 2‏”

في “سكر 2” نجد تحوُّل شخصية “رتيبة” (ماجدة زكي) من مديرة دار قاسية إلى امرأة تظهر منها ومضات تعاطُف، عبقرية ماجدة زكي ‏تجلَّت بـ”سكر 2″ في إظهار الجمال في القبح، وإثبات أن الشر في السينما يمكن أن يكون بوابة لفهم تعقيدات النفس البشرية. ويمثّل مشهد ‏وداع “سكر” لأفراد الدار في نهاية الفيلم، دليلاً واضحاً على ذلك؛ حيث ظهرت الفنانة ماجدة زكي متماسكة رغم تأثُّرها بفراق قائدة الأطفال ‏الذكية “سكر”. ‏

‏”سكر 2″ وتحويل التنوُّع العمري إلى نقطة قوة

وقد نجح فيلم “سكر 2” في تحويل التنوُّع العمري إلى نقطة قوة؛ حيث حوَّل الممثلون الكبار: ماجدة زكي، ومحمد ثروت، تجرِبتَهما إلى منصة ‏لصقل مواهب الجيل الجديد مثل: حلا الترك، ومعتز هشام، وياسمينا العبد، بينما استفادوا هم أنفسهم من طاقة الصغار. هذا التكامل أنتج عملاً ‏فنياً يجسّد قيماً تربوية داخل القصة وخلف الكاميرا.‏

حلا الترك وياسمينا العبد تتحدثان لـ«سيدتي» عن صعوبات “سكر 2‏”‏

وخلال العرض الخاص للفيلم بـ مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في دورته الرابعة، التقت «سيدتي» بالفنانة حلا الترك، والتي ‏أكّدت أن الجزء الخاص بالرقص، كان واحداً من أصعب الأمور التي واجهتها خلال التحضير للعمل؛ مشيرة إلى أن الجانب الدرامي ‏أيضاً كان مليئاً بالتفاصيل. كما كشفت عن أن صنّاع العمل كانوا يشعرون بالتوتر بعض الشيء، بسبب رغبتهم في تقديم أفضل ‏أداء.‏

وعن الصعوبات التي واجهتها أثناء تصوير الجزء الثاني من فيلم “سكر”، كشفت ياسمينا العبد في لقاء سابق لـ«سيدتي» قائلة: “العمل ‏نفسه كان صعباً في تصويره. وفكرة الفيلم أنه موسيقي ولم يكن لدينا هذا النوع والثقافة من الأفلام. نوعه جديد جداً والفكرة في الاستعراض ‏والغناء والتمثيل، كلّ هذه الأشياء يتم ربطها، وأنا الخلفية الخاصة بي هي المسرح والموسيقى”.‏
وتابعت: “الفكرة وجود 12 شخصاً داخل نفس الكادر، مشاهد طويلة وأغانٍ 3 دقائق تتعمل في مشهد واحد، هذا يحتاج لبروفات كثيرة ‏ويحتاج تحضيراً غير طبيعي”.‏

فيلم “سكر 2: سبعبع وحبوب الخرزيز”‏

عُرض الجزء الثاني من فيلم “سكر” خلال فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بدورته الرابعة، والتي أقيمت في مدينة جدة ‏التاريخية، في نهاية العام الماضي 2024‏.‏ ويتم عرضه حالياً عبْر منصة “شاهد”، والتي أعلنت عن العرض بالتزامن مع عيد الأضحى ‏المبارك 2025 الماضي.‏

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected] - [email protected]

قد يعجبك ايضا