عيد بأي حال فارقتنا يا عيد | 12 ضحية من المجتمع العربي في حوادث طرق دامية
صحيح أننا سجلنا بأحرف من دماء ودموع، وكلمات من تبرير معتاد وعبارات من استخفاف ولامبالاة، انجازات غير مسبوقة وبدون منازع على قمة دوري الاجرام وحوادث الطرق وحوادث العمل ويضاف إليها الغرق، إلا أننا لا نذكر أنه مر علينا أسبوع دام مثل الذي مرّ. أسبوع كان من المفروض أن يكون أسبوع فرح وبهجة ومسرات، احتفالا بعيد الأضحى المبارك، لكن تحول هذا الأسبوع إلى أسبوع حزن وبكاء وصدمات، حيث فقدنا فيه 12 شخصا في حوادث طرق مختلفة، لكن أكثرها دموية ووجعا، خسارة عائلتين الأولى من كفرقاسم في أول أيام العيد، حيث أودى حادث طرق بحياة الشاب أسيد عامر وزوجته جمانة وطفلتهما جوليا، أثناء انطلاقهم في رحلة استجمام إلى سيناء. والثانية في آخر أيام العيد حيث أسفر حادث طرق قاتل، عن مقتل أب العائلة ضياء عاصلة وابنتيه نور ويارا وإصابة الوالدة/ الزوجة باصابات خطيرة، لدى عودة العائلة من رحلة استجمام في سيناء.
حصاد الأسبوع الدامي على الطرقات
لقي المربي ضياء عاصلة (45 عاما) وابنتاه نور ويارا (13 و 14 عاما) من مدينة عرابة، مصرعهم في حادث طرق قاتل ليلة الأربعاء – الخميس، على شارع 90، فيما أصيبت الأم بجراح خطيرة والابن (17 عاما) بجراح متوسطة، ونقلا إلى المستشفى لتلقي العلاج. كما لقي مصرعه في نفس الحادث سائق السيارة الثانية باسل أبو العسل (35 عاما) من رهط.
وأفاد المتحدث باسم نجمة داوود الحمراء، ان حادث الطرق وقع بين مركبتين على شارع رقم 90 شمالي عين “حتسفاه”جنوبي البلاد. ومن جانبها باشرت الشرطة التحقيق في ملابسات الحادث .
وجرى أمس الخميس تشييع جثامين ضحايا حادث الطرق، في أجواء من الحزن والأسى التي خيمت على البلدة.
ولقي يوم السبت الماضي الشاب أسيد عامر وزوجته جمانة وطفلتهما جوليا من كفر قاسم، مصرعهم إثر تعرضهم لحادث سير في سيناء في طريقهم إلى شرم الشيخ لقضاء إجازة العيد. وأُصيب طفلان آخران (ابني الضحيتين) بجروح متوسطة نقلا على أثرها إلى المستشفى وبعدها تم تحريرهما لبيتهما. هذا وتم تشييع جثامين الأب والأم وابنتهما أول ايام
عيد الأضحى (الأحد الماضي).
ووقعت فاجعة أخرى في ثاني أيام العيد في قرية جسر الزرقاء حيث لقيت الفتاة نبأ موسى عماش (13 عاما)، مصرعها دهسا على شارع رقم 4 قرب مفرق بيت حنينا .وأفاد المتحدث باسم نجمة داوود الحمراء بأنّ “الطاقم الطبي التابع للنجمة، قام باعلان وفاة الفتاة التي أصيبت اصابة حرجة بالرأس”.
وفي كفر قاسم أيضا أعلن عن وفاة الطفل جود سند عيسى متأثرا بجراحه إثر حادث الطرق الذي وقع الجمعة الماضي، ووفاة ضحية ثانية وهو الشاب إسماعيل وراسنة في حادث وقع في شارع 5 قرب بيتح تيكفا. كما أسفر الحادث عن إصابة 4 أشخاص بينهم طفل (10 سنوات) بجراح خطيرة ومتوسطة.
ولقي الطفل يمان آدم أبو ذيب (عامان) مصرعه في حادث دهس قاتل وقع في بلدة جلجولية، الثلاثاء الماضي، كما جاء في بيان صدر عن الشرطة، وأضافت أن “محققي المرور باشروا التحقيق في ملابسات حادث دهس قاتل في بلدة جلجولية، حيث صدمت فيه سيارة طفلًا مما أسفر عن مصرعه”.
وفي سخنين لقي الحاج حمد حسين شعبان (82 عاما) مصرعه، جراء انقلاب مركبته الكهربائية الصغيرة مساء السبت الماضي. وتم نقل المسن إلى مركز الجليل الطبي حيث تم اقرار وفاته، نتيجة اصابته بالرأس.
المحاضر ومعلم السياقة، علي سعدي لـ”الصنارة”: يجب ان تكون وقفة للجهات المسؤولة
يشار إلى أنه ومنذ بداية العام لقي 221 شخصًا مصرعهم على الطرق. ووفقا لتقديرات الهيئة الوطنية للأمان على الطرق، فانه بالمعدل الحالي، سينتهي عام 2024 مع أكثر من 450 حالة وفاة على الطرق، وهو رقم قياسي لم يسجل منذ 18 عاما.
وقال المحاضر ومعلم السياقة، علي سعدي لـ”الصنارة”، تعقيباً على عدد الضحايا الكبير لحوادث الطرق في البلاد والمجتمع العربي خاصة، منذ بداية العام وفترة العيد بشكل خاص: ” للأسف الشديد فقدنا عددا كبيرا من أبناء مجتمعنا العربي في الأسبوع الأخير خلال فترة عيد الأضحى المبارك، وذكرت في مقابلة سابقة معكم عدة مسببات لحودث الطرق ومنها وضعية العديد من الشوارع غير الملائمة، والتي تفتقر لبنية تحتية جيدة والعديد من الشوارع لا تحتوي على إنارة ملائمة مثلاً وتكثر فيها الحوادث في ساعات المساء، بالاضافة لعدم الالتزام بقوانين السير والإرهاق الكبير الذي يعيشه المواطن العربي مما يجعله الأكثر عرضة لحوادث الطرق”.
وأضاف السعدي: “يجب ان تكون هناك وقفة للجهات المسؤولة ورفع السن القانوني لرخص القيادة، والتشديد على الشوارع وتكثيف المحاضرات والندوات للأجيال الصاعدة وأن يكون هناك وعي أكبر”.