شنداء إلى الأغلبية الصامتة: حان وقت الكفاءات والمعلمين لبناء حزب جديد

0 8٬606

بقلم: الصحفي عبد المطلب الأعسم

لم تكن نسب التصويت المتدنية في مجتمعنا العربي مجرّد “عزوف” أو لا مبالاة، بل كانت فعلًا سياسيًا صامتًا، و”تصويتًا بحجب الثقة” عن منظومة حزبية فقدت بوصلتها. لقد عبّر الناس، من خلال صمتهم، عن احتجاج عميق ضد واقع سياسي متآكل، لم يعد يرى المواطن فيه نفسه ولا صوته ولا أمله.

وعندما يفقد الرأس الثقة بالجسد، وحين تنفصل القيادة عن قاعدتها الشعبية، فإننا لا نواجه أزمة انتخابية عابرة، بل انهيارًا بنيويًا يتطلب إعادة تفكير شاملة — بل هدمًا وبناءً جديدًا.

مجتمع في عين العاصفة

يقف مجتمعنا العربي اليوم، وخاصة شبابه المهمش والمضطهد، أمام واحدة من أعقد المراحل في تاريخه الحديث:
فوضى السلاح التي تخطف أرواح أبنائنا كل يوم، آلة الهدم التي لا تعرف توقفًا، البطالة التي تستنزف الطاقات، وغياب الأفق الاقتصادي والتخطيطي.

لكن الأخطر من ذلك كله، هو الإحباط الصامت، ذلك الإحساس الجماعي بأن لا أحد يمثلنا حقًا، ولا أحد يصغي لنبضنا الحقيقي.

تشخيص الفشل: موت الديمقراطية الداخلية

ما نراه من فشل خارجي سياسي وميداني — من العجز أمام الجريمة إلى انهيار “القائمة المشتركة” — ليس إلا انعكاسًا لمرض داخلي عميق: غياب الديمقراطية الداخلية في أحزابنا.

لقد تحولت هذه الأحزاب إلى أطر مغلقة تُدار بلجان مركزية وغرف محصّنة، حيث تُتخذ القرارات في الظلام، بعيدًا عن القاعدة الشعبية.
النتيجة كانت واضحة: محاصصة عائلية، ومقايضات حزبية، تضمن بقاء نفس الوجوه على حساب الكفاءة والتجديد.
وقد وثّقت وسائل الإعلام (“كل العرب”، “بانيت”، “الصنارة”) هذا الانحدار من نقاش فكري حول البرامج إلى صراع مَرَضي حول المقاعد، وكأن المقعد أهم من المبدأ.

النداء: إلى من نبني هذا المشروع؟

البديل ليس “حزبًا آخر” من ذات الطينة، بل نهج جديد وروح جديدة.
نهج يبنيه أصحاب الضمائر الحية في مجتمعنا، أولئك الذين ظلوا في الظل وهم الأغلبية الصامتة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected] - [email protected]

قد يعجبك ايضا