سرطان الرئة يحتل المكان الثالث من حيث الإصابة والانتشار بعد سرطان الثدي والبروستات
وعن المسببات الرئيسية لانتشار سرطان الرئة قال د. نصرالله بهذا السياق:” منذ سنين عديدة نعلم ان هنالك علاقة مباشرة بين سرطان الرئة والتدخين. تقريبا 90% من حالات سرطان الرئة هي نتيجة للتدخين والذي يشمل التدخين العادي أو التدخين بالسيجارة الإلكترونية أو بالنرجيلة. الدخان والمواد الأخرى الموجودة في الدخان تضر بالخلايا التي تكوّن الغلاف الداخلي من القنوات التنفسية وتسبب له تغييرات تؤدي إلى تكوين الخلايا السرطانية، والتي هي عبارة عن تكاثر كتل بشكل محلي، هذه الخلايا ترسل خلايا لمناطق أخرى من الجسم أي ما نسميها النقيلة بالعربية. اما عن الأسباب الأخرى التي تسبب سرطان الرئة فهو التدخين السلبي بمعنى ان العديد من الاشخاص غير المدخنين يستنشقون الدخان من المدخنين الموجودين في البيئة القريبة وفي الأماكن العامة المغلقة بما في ذلك الحافلات والاماكن العامة. من هنا يأتي منع التدخين في المؤسسات العامة بما في ذلك المدارس والمستشفيات”.
واضاف د. نصرالله في هذا الخصوص: “سرطان الرئة من الممكن ان يتطور ايضا لدى العاملين في المصانع التي تحتوي على مواد كيماوية مثل الزرنيخ الكروم النيكل والزفتة وتلوث الهواء بشكل عام ممكن ان يؤدي الى انتشار سرطان الرئة. اما عن سن الاصابة بسرطان الرئة فالحديث يدور عن سن 55 عاما واكثر، ويشتد احتمال الاصابة به مع بلوغ سن 70 عاما بشكل عام. لكن بما يتعلق بالمواطنين العرب فإن السن الشائع للإصابة بسرطان الرئة هو سن الـ 65”.
وبخصوص المؤشرات أو الأعراض التي من الممكن ان يتنبه لها الانسان المصاب بسرطان الرئة قال د. نصرالله:” سرطان الرئة يحتل المكان الثالث من حيث الاصابة في البلاد وهو من السرطانات القوية والفتاكة، فيما يحتل المكان الاول سرطان الثدي والثاني البروستاتا عند الرجال ومن ثم سرطان الرئة. كل سنة يتم تشخيص ما يقارب 2700 حالة جديدة من سرطان الرئة. لا توجد مؤشرات او عوارض لدى المصاب بسرطان الرئة بالمراحل الأولى اذ اننا نتحدث عن عضو(الرئة) داخل الجسم وذلك بخلاف الاعضاء التي تكون ظاهرة للعيان مثل الصدر عند المرأة مثلا. ومع تطور سرطان الرئة الى مراحل أكثر تقدما يبدأ المريض بالشعور بالضعف الجسدي أو الكحة المستمرة التي تتسبب بفضل التهاب الذي من الممكن ان يصيب المريض. هذه بالإمكان اعتبارها عوارض شائعة للإصابة بسرطان الرئة”.
واضاف ايضا:”في بعض الاحيان تتكون الكتلة السرطانية وتبدأ بالضغط على الجدار الصدري للمريض الامر الذي من الممكن ان يسبب وجع صدري. في حالات معينة متقدمة اخرى تسبب هذه الكتل صعوبة بالتنفس من خلال الضغط او اغلاق قنوات التنفس مما يسبب التهاب بالرئتين. تكوّن الكتل السرطانية يؤدي في احيان عديدة الى تشكيل ضغط على عصب الصوت الذي من الممكن ان يؤدي الى بحة في الصوت. العوارض الاخرى التي قد تظهر ايضا على الانسان المريض في مراحل متقدمة من المرض الهبوط في الوزن وفقدان الشهية ايضا. لذا هناك اهمية كبيرة في الوقاية ومنع الاصابة بالمرض”.
وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت السجائر الإلكترونية سببا مباشرا للإصابة بسرطان الرئة قال د. نصرالله انه بدون ادنى شك اكدت الابحاث العلمية ان تدخين السجائر الالكترونية يسبب سرطان الرئة وامراض عديدة اخرى التي تضر الرئة او الحنجرة والفم وسرطانات اخرى قد تتطور بقنوات التنفس وهي سبب من الاسباب الرئيسية لسرطانات الرئة”.
وعن سبل الوقاية التي يتوجب اتباعها منعا للإصابة بهذا المرض اشار د. نصرالله ان “الامتناع عن التدخين بشتى انواعه وعدم تشجيع صغار السن في البدء بالتدخين. اليوم من أدمن على التدخين من الصعب عليه تركه خاصة ان مادة النيكونين تسبب الادمان، من هنا تكمن اهمية توعية الجيل الشاب من مخاطر التدخين بشتى انواعه. كما تشمل طرق الوقاية ايضا الحفاظ على الهواء النقي وتهوية الاماكن المغلقة.
وحول التقنيات الجديدة المبتكرة للكشف عن سرطان الرئة قال د. سهيل نصرالله بهذا الصدد:”سرطان الرئة يكتشف عادة في المراحل المتقدمة اذ انه يستغرق وقتا طويلا لظهور العوارض على المريض. من هنا تكمن اهمية استعمال تصوير الاشعة ذات الاشعة المنخفشة للمدخنين المعرضين للإصابة بسرطان الرئة الذين هم ذات الاحتمال الاعلى للإصابة بسرطان الرئة.
وأما بما يتعلق بالعلاج ونسب الشفاء من المرض فأضاف: “سرطان الرئة يعتبر من أخطر أنواع السرطانات كما انه ينقسم إلى عدة أنواع. العلاجات لمثل هذا النوع من السرطانات يتمثل إما بإجراء العمليات الجراحية، او العلاج من خلال الأدوية سواء كان الحديث عن أدوية كيماوية أو أدوية تؤثر على مناعة الجسم وتدعمها كي يستطيع الجسم التصدي للمرض نفسه.
تعتمد نسب الشفاء من هذا المرض على مرحلة اكتشافه فكلما كانت مرحلة اكتشافه مبكرة أكثر، كلما ارتفعت نسبة الشفاء منه. في حال تم اكتشاف المرض بمرحلة مبكرة من الممكن اجراء عملية جراحية كطريقة علاج، اما في حال اكتشافه بمراحل متقدمة أكثر فنقوم بإتباع طريقة علاج تعتمد على ملاءمة الخلايا السرطانية لعلاجات خاصة تقوم بالتسبب بالضرر بالخلايا السرطانية دون ان نضطر للمس بسائر الخلايا مثل العلاج الكيماوي مثلا. هذه الانواع من العلاجات الجديدة والعلاجات البيولوجية زادت من نسب حالات الشفاء في حالات المرض المتقدمة. ولكن بسبب خطورة هذا المرض تكمن اهمية التوعية في المجتمع وبين الافراد لطرق الوقاية اهمها منع التدخين والتعرض للهواء الملوث وغيرها من سبل الوقاية.