ريانة برناوي أول رائدة فضاء سعودية وعربية تكشف المواصفات المطلوبة في رائدة الفضاء
ريانة برناوي علينا أن نحلم ونحقق
ريانة برناوي أقامت لمدة 10 أيام كاملة في محطة الفضاء الدولية في مهمة علمية هي الأولى من نوعها، وأصبحت أول رائدة فضاء سعودية وعربية، وباحثة في مجال الخلايا الجذعية والهندسة الوراثية وتطوير الأنسجة، وقالت عن أثر التجربة على حياتها: “أسهل طريقة أوصف بها التجربة هي الشعار السعودي لليوم الوطني “نحلم ونحقق”، كان طموح شباب وشابات كُثر ولكنه تحقق معي”.
ريانة برناوي: والدي كان يُحفزني للبحث العلمي
وعن حلم أن تكون رائدة فضاء قالت: “طريقة تعليم الوالد لي كان يرد على أي سؤال، بعدم منحي إجابة مباشرة وإنما بتحفيزي للبحث عن الإجابة والألغاز، والتجارب العلمية هي طريقة للبحث عن أمل للمرضى، والحمد لله قطعنا شوطاً طويلاً في السنوات الأخيرة لتحقيق هذا الأمل”.
تابعت قائلة: “بعد انتهاء الدراسة بدأت عملي كباحثة، وتصادف أن وكالة الفضاء السعودية وقتها كانت تبحث عن أشخاص لخوض تجارب علمية في الفضاء، وكان دافعي هو إجراء تجارب علمية تفيد البشرية بالكامل في مجال الخلايا الجذعية والأنسجة”.
وأضافت: “بعد الماجستير عملت في مستشفى الملك فيصل التخصصي، وكان مجال عملي لمدة 10 سنوات في مجال الخلايا الجذعية وتحديداً في تخصص سرطان الثدي”، وحول حافزها لخوض تجربة جديدة قالت: “الإنسان دوماً عنده حب الاستكشاف وطموح البحث عن جديد”.
خدمة الوطن شرف ما بعده شرف
وتحدثت ريانة عن تفاعل العائلة مع خطوة السفر إلى الفضاء قائلة: “أبي وأمي وأشقائي أول من تحدثت معهم بعد اجتياز الاختبارات في 60 يوماً هي كامل الفترة ما بين مرحلة الترشح وصولاً لمرحلة الاختيار، وكان حافزي كلمة يرددها والدي دوماً، وأؤمن بها، وهي خدمة الوطن شرف ما بعده شرف”.
وواصلت قائلة: “ردود فعل العائلة كانت مختلفة ما بين صدمة وقلق وحماس وفخر.. خليط من المشاعر، ولكن بدأت مرحلة القلق أثناء اللحظات الأخيرة قبل بدء الرحلة، ولكن انتهت سريعاً بعدما تواصلت معهم من الفضاء”.
وحول المواصفات المطلوبة في رائدة الفضاء قالت: “هناك مهارات مطلوبة من أهمها الاستكشاف والقيادة والقدرة على القيام بمهام متعددة بنفس الوقت”.
وكشفت ريانة مراحل التدريب مؤكدة أنها بدأت في السعودية وقالت: “انتقلنا للتدريب في هيوستن بأمريكا ثم انتقلنا لتدريبات في اليابان ثم ألمانيا على نماذج مماثلة لنموذج المحطة الدولية، إضافة إلى التدريبات اليومية على مستوى علمي وصحي وجسدي وذهني، ولم أشعر بصعوبة في اجتياز التدريبات لأن طموحي دوماً كان الانتقال للمرحلة القادمة.”
وتعليقاً على صورتها داخل الكبسولة الفضائية قالت ريانة: “إن البدلة الجديدة كلياً قادرة على مساعدة رائد الفضاء على البقاء حياً في الظروف الصعبة، وهي من تصميم أيلون ماسك، وتساعد على التنفس والتحكم في ضغط الهواء؛ لأن السرعة تصل إلى 28 ألف كيلو متر في الساعة، وهي نفس سرعة محطة الفضاء الدولية، ومن بين مراحل الاختبارات أن يتحمل جسد رائد الفضاء هذه السرعة الفائقة”.
وعن نظام حياتها الشخصي الآن قالت ريانة: “بالطبع هناك نظام شخصي غذائي وتدريب بعد العودة من رحلة المحطة الفضائية وجاهزة لمرحلة تدريب جديدة تمهيداً لرحلة قادمة”.
وأضافت: “فكرة وجود رائدة فضاء امرأة أصلاً استثنائية، وأن تكون عربية ومسلمة، فهذا كان بمثابة تعرف رواد ومدربي المحطة الفضائية الدولية على ثقافة جديدة، وكان هناك حماس من أغلب المدربين للتفاعل مع 4 رواد فضاء سعوديين وكنا فريقاً متكاملاً ومتكافئاً”.
وأشارت إلى أن رحلة الـ 10 أيام احتاجت لتدريبات استمرت 10 شهور كاملة، وقالت: “كنت متحمسة لشعور الطفو في الفضاء بأجواء الجاذبية الصغرى، وكل مرة أرى الكرة الأرضية من المحطة كنت أشعر بالرهبة والإعجاز الإلهي”.
وأضافت: “أول اتصال كان مع وكالة الفضاء السعودية من داخل الكبسولة، كنت متحمسة لقول السلام عليكم من الفضاء، كان شعوراً جميلاً، وكلمت عائلتي من المحطة”.
وكرّم معهد الشرق الأوسط مؤخراً رائدة الفضاء ريانة برناوي تقديراً لجهودها وإسهاماتها في مجال الفضاء؛ بمنحها جائزة (صاحبة الرؤية المستقبلية)؛ حيث جرى تسليمها من قبل وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، وذلك خلال حفل المعهد السنوي بالعاصمة واشنطن.
ريانة برناوي، تُعد أول رائدة فضاء سعودية وأول عربية تذهب إلى محطة الفضاء الدولية، وبرناوي هي عالمة أبحاث وأخصائية مختبرات، حاصلة على بكالوريوس في علم الإنجاب والهندسة الوراثية وتطوير الأنسجة من جامعة أوتاجو، نيوزيلندا، حاصلة على ماجستير في العلوم الطبية الحيوية من جامعة الفيصل، المملكة العربية السعودية، وتمتلك خبرة 9 أعوام في مجال أبحاث الخلايا الجذعية السرطانية، بالإضافة لحصولها على تدريبات مكثفة في تأهيل رواد الفضاء.