“رمضان بين الواجبات والمصروفات”

صورة للتوضيح فقط
0 17٬562

“رمضان بين الواجبات والمصروفات”

محمود محاجنة لـ”الصنارة”:

يجب أن نكون واقعيين ونعترف بتحديات الوضع الاقتصادي

حتى نتمكن من استقبال عيد الفطر بوضع اقتصادي مريح!


أيام قليلة تفصلنا عن حلول شهر رمضان المبارك، الشهر الذي يترقب المسلمون قدومه بكل شوق، ومن طبيعة الامور ترتفع فيه المصروفات العائلية بشكل ملحوظ. هذا الشهر يتزامن مع ارتفاع في تكاليف موائد الإفطار والعزائم والزيارات التي تُسمى “طبخات رمضان”، إضافة إلى شراء الحلويات والبدء في الترتيبات والتجهيزات لعيد الفطر السعيد.

هذا العام نستقبل الشهر الفضيل في اجواء اقتصادية صعبة بشكل خاص، حيث تعاني العديد من العائلات العربية من ارتفاع مصروفاتها بشكل كبير، مما يتطلب الحذر بالمصروفات. في هذا السياق، تحدثنا مع مدقق الحسابات، محمود محاجنة الذي أشار إلى أنه: “مع اقتراب حلول شهر رمضان، تتسارع العائلات لشراء احتياجات الشهر من الحوانيت وأماكن التسوق، حيث يتم شراء كميات ضخمة وبمبالغ مالية كبيرة رغم أن معظم هذه المشتريات ليست ضرورية. لا أفهم سبب هذا الإسراف، فشهر رمضان هو شهر للعبادة وليس فقط للطعام، فالموضوع لا يتعلق بتكديس المشتريات بكمية غير ضرورية أو تجهيز العديد من الوجبات التي غالبًا ما يتم إهدارها. للأسف، يتم رمي جزء كبير من هذه الوجبات، مما يتطلب منا التفكير بشكل عقلاني.”

وأضاف محاجنة: “من الأفضل أن يتبع الناس طريقة أكثر حكمة في شراء احتياجاتهم من الطعام، كشراء المونة بشكل يومي أو أسبوعي، مع ضرورة تقليص النفقات خاصة في هذا الوقت الذي تشهد فيه الأسعار ارتفاعًا مستمرًا، بينما الأجور تبقى كما هي، وهو ما يجعل الغلاء أكثر تأثيرًا على المواطنين. يجب أن يكون هناك وعي بمخاطر الإسراف، لأن الجميع يعاني من أوضاع اقتصادية صعبة. لذلك, من الآن يجب أن تعمل كل عائلة على تنظيم مصروفاتها استعدادًا لشهر رمضان، من أجل زيارة الأرحام وتحضير العيد.”

العبرة ليست في المظاهر المادية، بل في التراحم والتقارب

وتابع محاجنة بنصيحة أخرى قائلًا: “يمكن لكل عائلة وضع حصالة في المنزل خلال الأسبوعين المتبقيين من رمضان، من أجل ادخار الأموال لاستعدادات الشهر الكريم أو حتى لعيد الفطر. من المهم التوقف عن الإسراف في الطعام وشراء الحلويات بشكل يومي، فهذا يشكل عبئًا ماديًا كبيرًا قد لا يدركه الفرد إلا بعد انتهاء الشهر. البعض ينفق آلاف الشواكل فقط على شراء الكنافة والقطايف والحلويات، بينما آخرون يفضلون تناول الإفطار في المطاعم، ما يرفع من تكاليف الشهر بشكل كبير.”

وأضاف: “فيما يتعلق بزيارة الأرحام، يجب أن نتذكر أن العبرة ليست في المظاهر المادية، بل في التراحم والتقارب. ليس من المعيب أن تقدم هدية رمزية أو مبلغًا من المال حسب القدرة، دون اللجوء إلى القروض من البنوك أو الديون لأجل إرضاء المجتمع. يجب أن نكون واقعيين ونعترف بتحديات الوضع الاقتصادي الذي نعيش فيه. حتى نتمكن من استقبال عيد الفطر في وضع اقتصادي مريح، يجب علينا تجنب التورط في الديون والقروض التي قد تخلق عبئًا إضافيًا على حياتنا.”

وختم محاجنة حديثه قائلاً: “تواضعوا ولا تدعوا المظاهر تغريكم، فالأساس هو التوازن بين الرغبات والإمكانيات، وعلى الجميع أن يضعوا أرجلهم على الأرض وأن يتعاملوا مع واقعهم المالي بواقعية، لقضاء رمضان في جو من الراحة النفسية والاقتصادية.”

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected] - [email protected]

قد يعجبك ايضا