رامي ويوسف.. المثال الاجمل لـ “الحياة مع بعض”
أطلقت حملة لكبار قادة الصناعة والاقتصاد والمجتمع، تضمنت نداء مشتركا يهدف للحفاظ على “الحياة معا”، شارك فيها رؤساء الصناعة وأكبر الشركات الاقتصادية، النظام الصحي، منتدى الأعمال، جمعية الصناعيين، النقابة الطبية، الاتحاد العام لكرة القدم والهستدروت الجديدة، للتأكيد على المسؤولية المشتركة للحفاظ على الحياة معا في ظروف حساسة وزمن معقد.
حول المشاركة هذه الحملة تحدثنا مع يوسف الزيادنة، وهو سائق حافلة من رهط، ساهم في انقاذ حياة 30 شخصاً في أحداث السابع من أكتوبر, ورامي ديديان الذي ساهم بإنقاذ حياة أكثر من 700 طفل في السابع من أكتوبر.
أختار أن أكون انسانا بدون تفرقة
مهما كان الثمن الذي سأدفعه
الصنارة: كيف اخترت المشاركة في هذه الحملة؟
زيادنة: اخترت المشاركة في هذه الحملة كوني مواطن في دولة اسرائيل، يؤمن بالتعايش المشترك بين كافة مواطني هذه الدولة. على الصعيد الشخصي أمتلك العديد من الأصدقاء من المجتمع اليهودي وكذلك الروسي وجميعنا يؤمنون بهذا التعايش المشترك.
الصنارة: ما هي الرسالة التي تود أن تقولها من خلال مشاركتك للأهالي؟
زيادنة: اننا نواجه كافة التحديات والصعاب في هذه الدولة معاً، عرباً ويهوداً، وكل من كان يشك في ذلك الان تأكد بأننا نعيش سويةً في كافة الظروف ويقع علينا جميعاً الشيء ذاته. ولهذا أتمنى ان تشكل الأحداث الصعبة التي تمر علينا جميعاً اليوم رسالة للجميع سواء من المجتمع العربي أو اليهودي بأن حياتنا في هذه الدولة مشتركة، ويجب علينا تقبل بعضنا البعض, ويجب على الحكومة ان تقدر المجتمع العربي أكثر وأكثر على كل ما يقدمه من أجل الدولة بكافة المجالات وخاصة خلال فترة الحرب هذه.
الصنارة: حدثنا عن كيفية إنقاذك لحياة ٣٠ شخصاً خلال احداث السابع من اكتوبر!
زيادنة: في السادس من أكتوبر, قبل الحرب بيوم واحد, قمت بنقل مجموعة من الأشخاص الى الحفل الموسيقي، وكان موعدنا يوم السبت في ساعات ما بعد الظهيرة من أجل العودة. بعد أن قمت بتوصيلهم قررت العودة الى المنزل بهدف النوم والراحة. في تمام الساعة السادسة صباحاً من يوم السبت 7 أكتوبر، استيقظت على رنات هاتفي المتواصلة من الشبان الذين قمت بنقلهم الى الحفل في الليلة السابقة، وكانوا يتوسلون إلي بأن أحضر بسرعة لمساعدتهم بعد انطلاق صافرات الإنذار وتردد شائعات عن تسلل مسلحين، ودون أي تردد، ودون حتى أن أغسل وجهي، غادرت بيتي بسرعة نحو موقع الحفلة.
وأذكر أنه أوقفني في الطريق رجل يقود سيارته بجانبي، وقام بتحذيري من إطلاق نار في مكان قريب وطلب مني العودة. لكنني رفضت وقررت استكمال طريقي من أجل الهدف الانساني الذي سعيت اليه منذ لحظة خروجي من المنزل، وهو انقاذ حياة الاشخاص الذين نقلتهم بحافلتي الى الحفل، وبالفعل نجحت أن أقلهم معي رغم دوي اطلاق النار الكثيف في المنطقة والذي كان من الممكن ان يتسبب بمقتلي لولا العناية الالهية. واخترت التوجه من طريق الحقول كوني أعرف المنطقة جيداً وسأكون بعيداً انا ومن معي بالحافلة ( ٣٠ شخصاً) عن اطلاق النار والهجوم، وبالفعل نجحت في الوصول الى أقرب نقطة تتواجد بها الشرطة وتم التحفظ علينا من قبل الشرطة والجبهة الداخلية حتى نقل المصابين من الركاب المتواجدين معي، وتم توجيهنا للعودة من طرق آمنة الى بيوتنا.
الصنارة: لو عاد بك الزمان، هل كنت تعود على نفس العمل الذي قمت به؟
زيادنة: لو عاد بي الزمان مرة تلو مرة سأختار أن أكون انسانا، وان انقذ حياة الآخرين مهما كان الثمن الذي سأدفعه، لأنني دفعت ثمناً كبيراً.. فقدت زميلي في العمل وأشخاصا من عائلتي قتلوا واخرين خطفوا ومع هذا الانسانية والحياة المشتركة هما أهم شيء في هذه البلاد.
ما يجمعنا هو اكثر بكثير مما يفرقنا!
رامي ديديان (57 عاماً) اب لـِ 4 ابناء (٣ بنات وولد), من سكان الكيبوتسات في منطقة النقب, ساهم بإنقاذ حياة أكثر من 700 طفل في احداث السابع من أكتوبر.
الصنارة: كيف اخترت المشاركة في هذه الحملة ؟
رامي: أخترت المشاركة في هذه الحملة لأنني اؤمن بالحياة المشتركة في هذه الدولة بين العرب واليهود والدروز والبدو، وخاصة في هذه المحنة الصعبة التي تمر علينا يجب ان نكون متحدين. وفي احداث السابع من
أكتوبر شاهدت المئات من المواطنين العرب الذين تطوعوا لإنقاذ حياة المصابين ولم يهتموا ان كان المصاب عربيا او يهوديا، فقد هرعوا لانقاذ حياة اشخاص اخرين بحاجة الى المساعدة من دواع انسانية، وهذا الامر حفزني اكثر ان اكون من ضمن المشاركين في هذا الفيديو.
الصنارة: ما هي الرسالة التي تود ان تقولها من خلال مشاركتك للاهالي؟
رامي: رسالتي هي اننا نحن, العرب واليهود, ليس لدينا سوى دولة واحدة نعيش بها حياة مشتركة، ومن المهم ان يعلم الجميع ان هناك عربا ويهودا طيبين وهناك أيضاً عرب ويهود غير صالحين، هذا الامر نشعر به في كلا الجانبين، ولكن ما يجمعنا هو اكثر بكثير من ما يفرقنا! هذه الاحداث
المؤسفة التي عشناها في السابع من اكتوبر جعلتنا نتحد اكثر وندرك ان
مصيرنا مرتبط ببعضنا البعض في هذه البلاد!
الصنارة: حدثنا عن كيفية إنقاذ اكثر من 700 شخص خلال احداث السابع من أكتوبر؟
رامي: في السابع من أكتوبر تلقيت اتصالات بتمام الساعة 06:45 صباحاً من قبل صديقي من اجل ان اذهب لانقاذ ابنه الذي كان على مقربة من الاحداث والهجوم الذي حدث في منطقة غلاف غزة، فقمت انا ومجموعة صغيرة بالعمل والتطوع لمدة 48 ساعة متواصلة من اجل انقاذ اكبر قدر ممكن من الاشخاص.. وفعلاً نجحنا بإنقاذ حياة اكثر من ٧٠٠ شخص معظمهم من الاولاد وايضاً نجحنا بإجلاء مرضى اصيبوا في هجوم السابع من أكتوبر.. وخلال هذه الحملة شاهدت العديد من العرب وخاصة من منطقة النقب كانوا قد تجندوا لإنقاذ المصابين ونقلهم لتلقي العلاج دون الاهتمام بعرقهم او ديانتهم, وانا كذلك لم اهتم لديانة او عرق الشخص الذي كنت انقذه لانهم جميعاً مثل اولادي وكان هدفي الوحيد هو انقاذ اكبر عدد ممكن من الأشخاص.