رئيس الكنيست الأسبق أبراهام بورڠ : الجيش والشرطة يحرسان المستوطنين المعتدين وأصبح الجنود يتلقون توجيهات من رؤسائهم
الجيش والشرطة يحرسان المستوطنين المعتدين وأصبح الجنود يتلقون توجيهات من رؤسائهم
*إذا تم إقرار خطة الإنقلاب القضائي ستلغيها محكمة العدل العليا وستحصل أزمة دستورية ومن داخل هذه الأزمة سيولد الحل*
محمد عوّاد
تعرّض رئيس الكنيست الأسبق أبراهام بورڠ, يوم الأحد مطلع هذا الأسبوع الى تعامل فظ من قبل جنود الاحتلال وصل الى حد دفعه وإلقائه أرضاً عندما حاول دخول بلدة حوّارة مع متضامنين آخرين.
حول ما حصل قال بورڠ في حديث خاص بـ”الصنارة”: الأسبوع الماضي كان مروّعاً, فمن ناحية جريمة قتل إسرائيليين مستوطنين ومن ناحية أُخرى جريمة قتل فلسطيني لا ذنب له والهجوم على حوّارة وأهاليها والتمثيل بهم وإحراق بيوتهم وسياراتهم. ففي عالم سليم كان من المفروض من رئيس الحكومة أن يصل الى حوّارة وأن يطلب من أهلها السّماح وأن يقدم لهم تعويضات من قبل الدولة. ولكن هذا لم يحدث مع رئيس حكومة يجد متعة بالتحريض والتهويش. قمت مع حوالي 500 من الإسرائيليين معظمهم من اليهود وقلنا إننا نأتي باسم المجتمع الإسرائيلي وأن الجيش الذي وقف هناك ولم يفعل شيئاً عندما تم الاعتداء على حوارة هو جيشنا, وقد جئنا لنُبدي تضامنا وإنسانيتنا”.
وأضاف: “وصلنا الى مفترق “تبواح” فمنعنا الجيش من التقدم .قرّرنا المضي مشياً على الأقدام ولكن عاد الجيش وأغلق الطريق أمامنا. ذلك الجيش الذي لم يفعل شيئاً ضد مرتكبي جريمة الاعتداء على أهالي حوّارة فجأة يجد القوة ليعتدي علينا بالضرب ويمنعنا من الدخول. طلبت أن يُظهروا لي أمر قائد المنطقة الذي يمنعني من الوصول ولكنهم لم يُظهروا أي أمر كهذا. عندها حصل تلاسن بيني وبينهم فبدأوا بدفعي واعترضت على ذلك ولم أتحرّك قيد أنملة لمدة ساعة من غير أن أنبس بأي كلمة. عندها نفد صبرهم وبدأوا بإلقاء القنابل ودفعوني وألقوني أرضاً أوّل مرة, عدت ووقفت فدفعوني ثانية ووقفت مرّة أخرى ولم أتحرك من المكان الاّ أنّ أربعة – خمسة جنود حاولوا حملي ووضع الأصفاد بيديّ ولكن عندها استدعاهم الضابط في المكان لا أدري لماذا فذهبوا الى مكان آخر.
الصنارة: ما الذي يجب فعله لوقف اعتداءات قطعان المستوطنين
بورڠ: لولا وصول 500 شخص متضامنين ولولا انشغل الجنود بي وبمنعي من مواصلة طريقي لكانت حوّارة قد حصل فيها شيء من آلاف الأمور التي حصلت خلال السنوات الخمسين الأخيرة التي مكّنت هذا الاحتلال القذر. برأيي وبرأي كثيرين آخرين حوّارة ترتبط مع النضال ضد الانقلاب القضائي. ومن قابل بين الأمرين هو نتنياهو نفسه, بدعم من بن ڠڤير وسموتريتش اللذين يؤيدان إبادة وحرق حوّارة وأيضاً يؤيدان الانقلاب في الجهاز القضائي. وعندما يرتبط هذان الأمرين سيظهر مواطنون ويعرضون بديلا مدنيا كاملا, وأنا واحد من بين هؤلاء.
الصنارة: ما يحصل على أرض الواقع هو تسييس للجيش والشرطة ومع هذه الحكومة المخفي أعظم..
بورڠ: ما يحصل الآن على أرض الواقع يعكس التسييس الذي حصل منذ فترة طويلة. فقد وصلت الأمور الى وضع سيء ولذلك حصل الانفجار. الجيش والشرطة يحرسان المستوطنين ويتيحون لهم ممارسة العنف ضد الفلسطينيين وقد وصل الأمر برؤساء المستوطنين الى أن يعطوا التوجيهات لجنود الجيش .التسييس قائم وبالتالي ستكون هناك صحوة .هذه الصحوة ونصف العصيان الحاصل اليوم خطوة مباركة.
الصنارة: برأيك الى أي حد ستستمر هذه الصحوة؟
بورڠ: أعتقد أنها ستصل الى أزمة إما حول القراءة الثانية والثالثة أو حول وصول هذه القوانين إذا أُقرّت الى محكمة العدل العليا. أما اذا وصلوا الى تسوية مقبولة على رئيسة المحكمة العليا إستر حيوت فإنّ الشارع سيهدأ أما بدون التوصل الى تسوية وفيما اذا تم إقرار خطة الانقلاب القضائي بالقراءة الثانية والثالثة فإنّها ستصل الى محكمة العدل العليا وهذه المحكمة ستُلغي القوانين وعندها ستحصل أزمة دستورية من الدرجة الأولى ومن داخل أزمة كهذه سيولد الحل. حل مدني أكثر ودستوري أكثر ولكنني لا أدري كيف سيكون شكل هذا الحل.