د. أمير عليمي لـَ “الصنارة”: البرد يزيد خطر التهابات الجهاز التنفسي لدى الأطفال
الصنارة: نحن أمام موجة برد قارس موعودون بها في نهاية الأسبوع الحالي، من هم أكثر الأشخاص المعرضين لمخاطر هذه الموجة؟
د. عليمي: الأطفال الصغار ما دون 6 سنوات، هم أكثر الأشخاص المعرضين لمخاطر موجة البرد القارس القادمة، نظرا لصغر حجم أجسامهم وعدم قدرتهم على تنظيم الحرارة بشكل ناجع كالبالغين. إن التعرض الطويل للبرد، يمكن أن يؤدي الى انخفاض في حرارة الجسم وبالتالي قد يؤدي الى التهابات في الجهاز التنفسي، وحتى التهابات في الأذن نفسها. وعلينا الانتباه لشريحة الأطفال المصابين بالربو، فهم الأكثر عرضة لتفاقم حالتهم في ظل البرد، وتكون عندهم مضاعفات اضافية، لذا هم بحاجة لاستشارة طبية، وربما تناول أدوية خلال الموجة، خاصة اذا حدث لديهم سعال غير عادي.
الصنارة: لماذا الأطفال أكثر عرضة للبرد من غيرهم؟
د. عليمي: عند انخفاض درجة حرارة الجسم في الطقس البارد، تنخفض كفاءة جهاز المناعة عند الأطفال وهذا يجعلهم عرضة أكثر للاصابات بالفيروسات الموجودة مثل الانفلونزا ونزلات البرد المختلفة. الفيروسات المنتشرة اليوم في محيطنا والبرودة، تؤدي لأن يكون انتاج المخاط في الأنف أقل من اللازم، وهذا يؤدي الى جفاف لا يمنع دخول الفيروسات بشكل ناجع للجسم، وبالتالي أكثر عرضة لأن تدخل البكتيريا الى الجسم والإصابة بأمراض التهابات الأذنين، القصبة الهوائية، الرئة ونزلات البرد المعروفة والفيروسات الأخرى. اضافة الى ذلك في موجات البرد لا نلجأ الى تهوئة الغرف الداخلية نظرا للاغلاقات، مما يعني تهوئة أقل وانتشار أكبر للفيروسات في تلك الغرف، وانتقال الفيروسات عبرالنّفَس من شخص إلى آخر، اضافة الى أن انتشار الفيروسات يزداد لدى حدوث سعال لأشخاص في حيز الغرف المغلقة والأقل تهوئة.
الصنارة: ما هي مضاعفات التغييرات المفاجئة في درجة الحرارة؟
د. عليمي: الانتقال السريع من الهواء الدافىء الى الهواء البارد خارج البيت، يؤدي الى اضعاف الجهاز التنفسي لدى معظم الأشخاص، ويزيد من احتمال الاصابة في الالتهابات داخل هذا الجهاز. كذلك التعرض للبرد المفاجيء، يمكن أن يؤدي الى تشجنات في الشعب الهوائية. كما أن شريحة الأشخاص خاصة من لديهم الربو، معرضون لمضاعفات عندهم تحتاج الى علاج بالأدوية المختلفة.
نقطة أخرى مهمة المدافيء الكهربائية والغازية وغيرها، التي تخرج هواء جافا في الأماكن المغلقة، تؤدي الى مضاعفة الجفاف وبالتالي الى تهيج في الجهاز التنفسي لدى بعض الأشخاص، ويؤدي بنسبة معينة حتى لو ضئيلة، لخطر التهاب في الجهاز التنفسي والتهابات الأذنين. في الأماكن الباردة جدا علينا معرفة أن الفيروسات تعيش على المسطحات الباردة بشكل كبير، وتتواجد بيننا ولا تموت، لذا فان التلامس مع المسطحات في هذه الغرف يعرضنا لتنقل الفيروسات بيننا.
الصنارة: كيف نتجنب انخفاض درجة الحرارة عند الأطفال؟
د. عليمي: أولا يجب أن يرتدي الأطفال عدة طبقات من الملابس، عادة ننصح الأمهات باضافة طبقة واحدة من الملابس لأطفالهن داخل البيت، أما خارج البيت والتعرض الى المزيد من البرودة، يفضل اضافة طبقتين اضافيتين وبعدها المعطف، ومهم وضع الطاقية واللفحة (الشّال) حتى نمنع تعرض الجهاز التنفسي، بالأساس الأنف والفم للبرودة، وحمايته ومنع الجفاف فيه ومنع تطاير الهواء الذي يحمل بعض البكتيريا أو الفيروسات. كذلك يحبذ استخدام الجوارب والقفازات الصوفية، لأن البرد يصل للجسم من الأطراف. وعلينا ألاّ ننسى التغذية السليمة مثل تناول وجبات غنية بالبروتينات والفيتامينات، والسوائل الدافئة (الشوربات) لتدفئة المجرى التنفسي وزيادة الرطوبة ومنع الجفاف في الجهاز التنفسي.
الصنارة: ما النصائح العملية للتخفيف من النتائج السلبية لموجة البرد صحيا؟
د. عليمي: توفير التهوئة بشكل جيد، غسل الأيدي وتعقيمها خلال فصل الشتاء وفي موجة الصقيع المرتقبة، وتشجيع الأطفال على تغطية الأنف والفم عند السعال حتى نحمي الآخرين، وترطيب الجو داخل المنزل من خلال أجهزة خاصة مصادق عليها من وزارة الصحة. تناول فيتامين (دي) حتى جيل سنة ونصف، دون علاقة مع نزلات البرد، وفيتامين (سي). وأن يتم تطعيم الأطفال ضد الانفلونزا السنوي، الذي يمنع التعرض لفيروس الانفلونزا في موجات البرد القارس. أن تراقب الأمهات أولادهن الصغار الذين لا يمكنهم التعبير عما يشعرون به، من خلال قياس درجة الحرارة بشكل متواتر، تنظيف النزل في الأنف، الانتباه للسعال، لسرعة وضيق التنفس، وخاصة لدى الأطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل القلب والكلى وغيرها، استشارة الطبيب لدى حصول تغييرات وحتى قبل ذلك، الاتصال مع الطبيب المعالج لتجنب موجة البرد القارس.
الصنارة: هل هناك تعليمات من وزارة الصحة، وماهي استعدادات المشافي لمواجهة موجة البرد؟
د. عليمي: أعلنت وزارة الصحة عن اقامة غرفة طواريء في المناطق التي تتعرض للعواصف، وخاصة المناطق المعرضة للثلج والرياح الشديدة، التي تؤثر على مرافق حيوية وتحتاج الى علاج تقني فوري. ونحن في المستشفى على تواصل مع وزارة الصحة، فالمستشفيات أيضا بحاجة لأن توفر غرف طواريء واستعداد لمراقبة الوضع، لاستقبال أشخاص يتعرضون لموجة البرد، والطواقم على أهبة الاستعداد لاستقبال أعداد كبيرة من المرضى، وخاصة من حالات تنفسية أو أشخاص يعانون من انخفاض حاد في درجة الحرارة ليتم علاجهم. ولا يسعنا سوى التمني بالسلامة للجميع.