بيان بدارنة من عرابة يحقق حلمه بحصوله على رخصة القفز المظلي العالمية في إيطاليا
تمكن الشاب بيان قاسم بدارنة، البالغ من العمر 27 عامًا من مدينة عرابة، من تحقيق حلمه الذي كان يراوده منذ طفولته، بحصوله على رخصة قفز مظلي عالمية بعد اجتيازه كافة متطلبات هذه الرخصة في دولة إيطاليا.
وحول هذه التجربة، قال بيان بدارنة في حديث لموقع وصحيفة “الصنارة”: “بدأ الأمر صدفة، فقد كنت في زيارة لأصدقائي في إيطاليا قبل حوالي ثلاث سنوات، وعندما كنت أستكشف المنطقة في بلدة مونيلا شمال إيطاليا، صادفت مدرسة لتعليم القفز المظلي. كان حلم القفز يراودني منذ سنوات، فقررت أن أغتنم الفرصة وأتوجه للتسجيل في هذه المدرسة، رغم أنني لم أكن أملك معرفة مسبقة في المجال.”
وأضاف: “بدأت بالتدريب في المدرسة، حيث خضعت لفحوصات طبية للتأكد من لياقتي البدنية، ثم تلقيت تعليمًا نظريًا وعمليًا، حيث كان عليَّ القفز 7 مرات وإتمام مهام معينة في كل قفزة للحصول على الرخصة. مع مرور الوقت، استثمر المدربون في تطوير مهاراتي، وبالفعل حصلت على رخصتي وحققت حلمي.”
رحلة مليئة بالتحديات والمخاطر
وأشار بدارنة إلى أنه بالرغم من أنه يواصل ممارسة هذه الرياضة في إيطاليا، إلا أنه قرر التوقف عن العمل في إحدى الشركات المحلية المختصة بالقفز المظلي في إسرائيل بسبب عدم توفر الفرصة لممارسة هوايته. وقال: “اتخذت قرارًا بممارسة القفز المظلي خارج البلاد في دول أوروبية في المستقبل القريب.”
وأكد بدارنة أن القفز المظلي يتطلب دقة في التعامل مع المخاطر، حيث قال: “بالتأكيد، هذه الرياضة بها خطورة، خاصة عند الاقتراب من الأرض، فكلما اقتربت من الأرض، تزداد نسبة الإصابة إن لم تتمكن من معالجة أي مشكلة قد تواجهك. في البداية، تعرضت لإصابات عديدة وكسور في يدي، لكن هذه الحوادث ساعدتني على تلاشي الخوف وزيادة مهاراتي.”
وأضاف: “تعلمت الكثير من قوانين الفيزياء في الجو وكيفية التعامل مع المظلة وحركة الهواء والريح، وهو أمر يتطلب معرفة دقيقة ليس فقط من خلال الكتب، بل من خلال التطبيق العملي.”
لحظات لا تُنسى في السماء
وتحدث بدارنة عن لحظات رائعة عاشها أثناء قفزه من الطائرة، حيث قال: “حينما نكون في الطائرة على ارتفاع حوالي 4000 متر، تستمر عملية القفز لعدة دقائق حسب وضعيتك، وعادة ما تستغرق القفزة من 6 إلى 10 دقائق. في إحدى المرات أثناء قفزي في منطقة روما، شاهدت آثارًا تاريخية لا يمكن رؤيتها إلا من الجو، وقد تمنيت أن يتوقف الزمن في تلك اللحظة لأن الدقيقة التي أقضيها في الجو ليست كافية لرؤية كل تفاصيل الأرض من فوق.”
نشر الرياضة في المجتمع العربي
وفي حديثه عن القفز المظلي في المجتمع العربي، أشار بدارنة إلى أنه التقى بعدد من الأشخاص الذين يمارسون هذه الرياضة، سواء في داخل أو خارج البلاد، وقال: “الأعداد ليست كبيرة، ولكن هناك اهتمام متزايد، وغالبية الأشخاص الذين يشاركون في هذه الرياضة يذهبون خارج البلاد لتعلمها.”
كما شارك بدارنة قصة عن أحد أصدقائه الذين كانوا يخشون المرتفعات، حيث اقترح عليه القفز معه، “في البداية كان الخوف ظاهرًا عليه، لكن بعد أن وصلنا إلى الأرض، تلاشى خوفه تمامًا، وأصبح يشعر بالقوة. تفاجأت بعد ذلك أنه قرر العودة لتجربة القفز مرة أخرى.”
أبواب جديدة لطموحات أكبر
واختتم بدارنة حديثه قائلاً: “أشعر أنني حققت حلمًا كبيرًا، لكن هذا ليس سوى البداية. حصولي على رخصة القفز المظلي يفتح لي أبوابًا لتحقيق طموحات أكبر في هذا المجال.”
وتابع: “حتى الآن، قمت باصطحاب شخصين إلى المدرسة في إيطاليا لتعلم القفز المظلي وحصلا على نفس الرخصة. أشعر بالسعادة عندما أساهم في إدخال شخص آخر لهذا المجال، وأتمنى أن أتمكن من مساعدة أكبر عدد من الأشخاص في مجتمعنا على تعلم هذه الرياضة المثيرة.”