انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي من غزة بالتزامن مع غارات جوية لتأمين القوات
بدأ الجيش الإسرائيلي صباح اليوم (الجمعة) تنفيذ عملية انسحاب تدريجية من داخل قطاع غزة، بالتزامن مع ضربات جوية مكثفة لتأمين تحركات القوات في الميدان، وذلك ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين إسرائيل وحماس بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر.
انسحاب تكتيكي إلى مواقع مسيطرة
أفادت مصادر عسكرية إسرائيلية أن القوات التي كانت تنفذ عملياتها في مدينة غزة ومخيم الشاطئ ومناطق وسط القطاع بدأت بالتحرك نحو ما وُصف بـ”نقاط مسيطرة ومختارة”، تتيح حماية فعّالة وآمنة للجنود خلال عملية إعادة الانتشار.
وقال مصدر عسكري لوسائل الإعلام:
“تجري عملية الانسحاب بحذر شديد، وهي عملية حساسة ومعقّدة، ولن نأخذ أي مخاطر ميدانية قد تهدد حياة الجنود.”
وأشارت التقارير إلى أن أعمدة الدخان تصاعدت صباح اليوم في عدد من مناطق القطاع عقب الغارات الجوية التي رافقت الانسحاب، فيما سُمع إطلاق نار متقطع من أسلحة رشاشة. وأوضح متحدث عسكري أن القوات فتحت النار بعد رصد تحركات مشبوهة قرب مواقعها خشية محاولات استهدافها خلال عملية الانسحاب.
تقليص تدريجي للقوات في الميدان
وفي إطار تنفيذ اتفاق الهدنة، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه بدأ بتقليص عدد الوحدات المشاركة في العمليات داخل القطاع.
وأكدت التقارير أن قوات لواء جولاني كانت من بين أولى الوحدات التي غادرت غزة صباح اليوم، إلى جانب فرق قتالية أخرى تم سحبها من مناطق التماس.
قصف الليلة الماضية وسقوط ضحايا
وفي وقت سابق من مساء الخميس، استهدف الجيش الإسرائيلي مبنى في حي الصبرة بمدينة غزة، ما أسفر — بحسب مصادر طبية في القطاع — عن مقتل شخصين وفقدان أكثر من 70 آخرين يُعتقد أنهم ما زالوا تحت الأنقاض.
في المقابل، أعلنت حركة حماس في بيان رسمي أن القصف الإسرائيلي “يشكل مجزرة جديدة تهدف إلى عرقلة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار ونسف جهود الوسطاء”، مؤكدة أن ما جرى “يكشف الوجه الحقيقي لإسرائيل التي تواصل استهداف المدنيين حتى اللحظة الأخيرة.”
اتهامات متبادلة وتصعيد سياسي
تأتي هذه التطورات في ظل ضغوط دولية مكثفة لتثبيت وقف إطلاق النار وضمان تنفيذ بنود الاتفاق، وسط مخاوف من تجدد التصعيد إذا لم تُستكمل عملية تبادل المحتجزين وإدخال المساعدات الإنسانية وفق الجدول الزمني المتفق عليه.