النائب د. أحمد الطيبي :”هناك ظواهر متناقضة في الشارع الاسرائيلي، من ناحية يوجد انخفاض في قوة الليكود ونتنياهو، وبالمقابل ارتفاع وتطرف في المواقف نحو اليمين “
*كنت من أوائل الداعين لتوحيد القوى حتى لو اختلفت الطروحات
*غالنت وبعض الأركان معنيون بالحرب على الشمال، لكنهم يعلمون أن نتائجها ستكون كارثية ووخيمة
الصنارة: بداية نود الاستفسار عما تناقلته وسائل الاعلام (أمس الخميس) عن مساعي كتلة “يش عتيد” بتجنيد أعضاء من “محاني لئومي” وغيره من أجل اسقاط التصويت على الغاء عضوية النائب عوفر كسيف!
الطيبي: لا أريد التطرق إلى كيف سيصوت هذا النائب أو ذاك. كتلتنا تبذل جهدا مع كل الكتل البرلمانية لإفشال الوصول إلى 90 صوتا في الكنيست لإلغاء عضوية النائب عوفر كسيف، هذه مهمة ليست سهلة ونتواصل مع أي كتلة وأي نائب، لأن كل صوت مهم.
الصنارة: هناك مبادرة لاقامة دولة فلسطينية أو حكم فلسطيني بعد انتهاء الحرب بمبادرة عدة دول عربية وعالمية، هل هذه المبادرات جدية أم لذر الرماد في العيون؟
الطيبي: سمعنا هذا الكلام في الماضي، ولا توجد مصداقية لهذه الوعود الأمريكية، إنهم يتحدثون عن وقف اطلاق النار وتقديم مساعدات انسانية، لكنهم مستمرون بمد الجيش الاسرائيلي بالذخيرة والسلاح والعتاد، التي تقتل وتقصف في غزة، وتخلق مآس انسانية، ثم يطالبون بتزويد الناس بمساعدات ثم يقصفون. عدا عن ذلك المساعدات الانسانية قسم منها محجوز في ميناء أشدود والتي تحمل مئات الأطنان من القمح، والقسم الآخر من الشاحنات موقوف على حاجز رفح نظرا للرفض الاسرائيلي والتعطيل.
أنا أرى أن الادارة الأمريكية قادرة على وقف الحرب باتصال هاتفي من الرئيس بايدن، والتوقف عن استعمال حق الفيتو في مجلس الأمن أو بتوقيف دعم الجيش الاسرائيلي بالأسلحة، التي تقتل آلاف المدنيين وتخرب غزة وتدمرها دمارا كاملا.
الصنارة: هل ترى أن المنطقة قادمة على تغيير كبير كما أعلنوا في بداية الحرب ويؤكدون على ذلك؟
الطيبي: عادة الحروب تخلق تغييرات. اسرائيل مثلا تريد تهجير الفلسطينيين في غزة إلى مصر ومن الضفة إلى الأردن، وهذا موجود في عقلية التفكير الاسرائيلي ليس من اليوم. لكنها فشلت في التهجير نظرا لموقف مصر وموقف الأردن وموقف الناس في غزة، حتى الطفل الصغير يرفض الخروج من بلده.
أمر آخر هل الادراك الدولي بأهمية حل القضية الفلسطينية سيصل الى نتيجة عملية؟ هذا هو السؤال. القضية الفلسطينية التي كانت على الرف، وأهملها نتنتياهو وبايدن قصدا، باتت موجودة في أوروبا والعالم وفي الطرقات والاعلام، نظرا لاستمرار الحرب والعدوان. كنا نريد أن تكون مفاوضات من أجل الحل، لكن اسرائيل ترفض المفاوضات وترفض انهاء الاحتلال.
الصنارة: هل تَشهد تغييرا في الشارع الاسرائيلي نحو اليمين أكبر بكثير مما كان، وما هي مخاطر هذا التحول؟
الطيبي: هناك ظواهر متناقضة. من ناحية يوجد انخفاض في قوة الليكود ونتنياهو، لكن هناك ارتفاع وتطرف في المواقف نحو اليمين في الشارع الاسرائيلي الذي ذهب يمينا مع أن الواقع ذهب يسارا. هذا الواقع المقصود هو الذي كان فيه مطالبة بحل القضية وانهاء الاحتلال واذا لم يتم ذلك سيؤدي الى انفجار وسفك دماء. الاستهتار في الشارع الاسرائيلي يعاكس المنطق والواقع لذا هناك تطرف زائد، بن غفير وليبرمان ارتفعا في الاستطلاعات كجزء من هذا التوجه اليميني والتطرف الأوسع في المجتمع الاسرائيلي، جعل بعض من في المركز واليسار يتحدثون بلغة تجويع غزة والقضاء على غزة وما شابه.
الصنارة: غانتس يواصل جلوسه في الحكومة رغم أن نتنياهو يعامله كما عامله في الماضي، سواء باهماله أو تجاوزه، مالذي يجبره على ذلك؟
الطيبي: هذا هو نتنياهو، لا يعرف الا أن يتعامل بهذه الطريقة مع من يسمون شركاء. غانتس وايزنكوت يهملهما نتنياهو وهما موجودان ليقدما صورة أن الشعب الاسرائيلي موحد في الحرب أمام المجتمع الاسرائيلي وأمام المجتمع الدولي أيضا، وهذا يزيد من قسوة الحرب وعدوانها ويوسعها، وكأنه يوجد اجماع داخلي. هذه خطورة انضمام أحزاب كهذه الى حكومة اليمين، غانتس ارتفع في الاستطلاعات ويخشى اذا خرج أن يفقد هذا التأييد الجماهيري الجديد المكتسب، لكن أعتقد أنه سيعود ويترك الحكومة.
الصنارة: هذا في الشارع اليهودي، لكن ماذا مع الشارع العربي، وهل تركت الحرب تغييرا في التوجه السياسي داخل المجتمع العربي وعلى الصعيد الحزبي بالذات؟
الطيبي: الشارع العربي عبر عن رأيه بمعارضة الحرب، وكلنا نشعر بحالة الغضب والحزن نظرا لما يراه الناس على شاشات التلفاز.
على صعيد العمل الحزبي ما زلنا نعمل في الكنيست، وكنا الكتلة الوحيدة التي صوتنا ضد انضمام غانتس للحكومة، ونرفع صوتنا عاليا حتى في جو القمع الموجود لأننا نريد أن ننقل صوت الناس. اهتممنا أيضا بالوضع الاقتصادي مثل ارتفاع غلاء المعيشة وقضايا طلابية والاعتقالات وغيرها.
أما على صعيد التحركات الحزبية فهي غير موجودة. لقد كنت من أوائل الداعين لتوحيد القوى حتى لو اختلفت الطروحات. لكن ليس جميع الأطراف موافقة على هذا الطرح أو ترحب به.
الصنارة: هناك تخوفات من اندلاع حرب على الجبهة الشمالية، فهل نحن مقبلون على حرب مدمرة أم حل فجائي شامل؟
الطيبي: خطر الحرب الشاملة في الشمال ما زال قائما، ورئيس الأركان قال بأننا جاهزون. كلما زادت الحرب في غزة زاد الاحتمال في اندلاع جبهة الشمال. هناك خطر حرب لكن انعكاساتها على اسرائيل ستكون كارثية، لذا لا تسارع باعلان الحرب على حزب الله ولبنان، رغم أنه أحيانا تخرج عن السيطرة، مثلا غالنت وبعض الأركان معنيون بالحرب على الشمال، لكنهم يعلمون أن نتائجها ستكون كارثية ووخيمة، لأن الحرب هنا لن تكون خارجة عن نطاق الصواريخ على عكس ما يجري في غزة.