المحلل السياسي أمير تيبون لـ”الصنارة”: الحكم الأمريكي يعد سيناريوهات لمرحلة ما بعد نتنياهو، لكنه لا يدفع نحو ذلك
اليوم الجمعة الثالث من تشرين الثاني، سيكون اليوم الثاني من حيث الأهمية بعد السابع من تشرين الأول، الذي فتحت فيه “حماس” الحرب على جنوب اسرائيل تحت اسم “طوفان الأقصى”، لترد عليها اسرائيل في اليوم التالي بحملة “السكاكين الحديدية”. اليوم تدخل الحرب يومها الثامن والعشرين، لكن أهمية هذا اليوم تكمن في حدثين سياسيين ربما يكونان مفصلا هاما في سير الحرب الجارية على أرض غزة.
الحدث الأول يتمثل في الخطاب المرتقب للأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله والذي سيلقيه عند الثالثة عصرا في عدة ساحات في لبنان وذلك في الاحتفال التكريمي لشهداء الحزب، هذا الخطاب الذي شكل محور اهتمام عالمي لدى صناع القرار من جهة ومحور الحديث في وسائل الاعلام، منذ يوم الاثنين الماضي الذي أعلن فيه عن موعد الخطاب.
والحدث الثاني زيارة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن لإسرائيل،اليوم الجمعة، لعقد اجتماعات مع أعضاء الحكومة. ويرافق بلينكن في هذه الزيارة السفير الأمريكي الجديد لدى اسرائيل جاك لو، الذي يقول عنه أمير تيفون، محلل سياسي في صحيفة “هآرتس” بأنه كان “وزير الخزانة وصاحب وظائف عليا في فترة ولاية الرئيس الأسبق باراك أوباما، وهو معروف للاسرائيليين، يهودي أورثوذكسي، صاحب معرفة واسعة في النظام الأمريكي وسيكون له خط مباشر مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، وهذا لا يتوفر لكل سفير”.
ويؤكد تيبون في حديث مع صحيفة “الصنارة” بأن هذا التعيين للسفير لو في هذا الوقت “لا يأتي من فراغ المنصب فحسب، بل هناك رسالة وقصد لبايدن من وراء هذه الخطوة”.
لا يرى تيبون علاقة بين موعد خطاب نصرالله، اليوم الجمعة، وزيارة بلينكن لاسرائيل في نفس اليوم، ويضيف قائلا لـ”الصنارة”: “لا أعتقد أن هناك علاقة مباشرة بين الحدثين، لكن النظام الأمريكي يرسل دائما لايران وحزب الله رسائل بألا يفتحا جبهة من الشمال، وبأن أمريكا تتابع الموضوع عن قرب. بايدن لا يريد حربا ولا يريد فتح جبهة جديدة باستثناء الجبهة مع حماس في الجنوب”.
وردا على تعليقات محللين بأن بايدن يسعى لتقصير فترة حكم نتنياهو، رأى أمير تيبون بأن هناك مبالغة في الأمر، وقال لـ”الصنارة”: “من المبالغ القول أن بايدن يسعى لانهاء فترة نتنياهو، لكنه يستعد لهذا اليوم لأنه يرى بأن فترة نتنياهو قاربت على النهاية نتيجة الفشل الذي مني فيه سياسيا وعسكريا، ولهذا فان الحكم الأمريكي يعد سيناريوهات لمرحلة ما بعد نتنياهو، لكنه لا يدفع نحو ذلك”.
من جهتها رجحت صحيفة “هآرتس” في تقرير لها، أن يتجاوز عدد المشاهدين لخطاب أمين عام حزب الله المرتقب، اليوم الجمعة عدد مشاهدي الكلاسيكو الإسباني والكلاسيكو الإنجليزي مجتمعين.
وكتب حاييم ليفنسون في صحيفة هآرتس، أن “إسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط ولا أبالغ إن قلت العالم على مفترق طرق شائك وبالغ التعقيد والآتي مفتوح على جميع الحسابات. وقد يكون في خطاب نصر الله المفتاح لفك شيفرة خريطة ما هو آت”.