الطبيب البيطري محمد قشوع لـ”الصنارة”: من يرغب بتربية حيوان في البيت عليه أن يخصص له الوقت الكافي وإلا فإن الضرر سيكون أكبر من الفائدة
بعد انتشار ظاهرة تربية الحيوانات داخل البيوت، الطبيب البيطري محمد قشوع لـ”الصنارة”: من يرغب بتربية حيوان في البيت عليه أن يخصص له الوقت الكافي وإلا فإن الضرر سيكون أكبر من الفائدة
صالح معطي
انتشرت في السنوات الأخيرة في المجتمع العربي، ظاهرة تربية الحيوانات الأليفة داخل البيوت، ومن بين الحيوانات الأكثر شيوعاً داخل البيوت القطط، التي تعتبر الأكثر محبوبة بين الأهالي والأطفال. إلى جانب تربية حيوانات أخرى لم نعتد عليها داخل البيوت في الماضي، لكن اليوم باتت ظاهرة تربية الحيوانات دارجة أكثر وعادية مقارنة بما مضى من أيام وسنوات.
للوقوف على ظاهرة تربية الحيوانات في البيوت وأهمية الاعتناء بها، التقى مراسل موقع وصحيفة “الصنارة” الطبيب البيطري، محمد قشوع من سكان مدينة الطيرة،
الذي قال: ” في السنوات الأخيرة شهدنا تغييرا كبيرا في المجتمع العربي، حيث انتشرت ظاهرة تبني الحيوانات، خاصة القطط والكلاب لتربيتها في البيوت، إذ لم يكن في الماضي وعي كاف لهذا الموضوع، وكانت تساور الناس معتقدات خاطئة تخص الحيوانات، لكن في أيامنا تغيرت المفاهيم والإدراك بأهمية تربية الحيوانات في المنازل، على ضوء توفر معلومات أكبر حول الموضوع”.
ويعود اهتمام الدكتور محمد قشوع بالحيوانات وتربيتها إلى ” ما قبل حوالي 10 سنوات، بعد تخرجي من الجامعة في الأردن، وبداية عملي في مجال معالجة الحيوانات، وبعد سنوات طويلة قضيتها في التعليم بسبب حبي وشغفي لمجال الحيوانات” كما قال لـ”الصنارة” وتابع: ” في بداية الأمر بدأت أنا ومجموعة من الشابات والشبان، بتقديم محاضرات في المدارس والمؤسسات والجمعيات عن أهمية تربية الحيوانات والاعتناء بها، والعمل على تغيير المفاهيم الخاطئة لدى الأهالي حول تربية الحيوانات داخل المنزل. وخلال مدة زمنية ليست طويلة استطعنا تقديم عشرات المحاضرات والوروشات للأهالي في المثلث الجنوبي، كان لها أصداء كبيرة ناجحة، وعلى أثرها توجه لنا العديد من الأشخاص الذين قاموا بتبني حيوانات أليفة مثل القطط، وتربيتها في المنازل وقاموا بتقديم العلاجات اللازم لها حتى تكون صحية وآمنة”.
وعن التخوف من الأعباء المادية من تربية الحيوانات قال قشوع: ” رعاية الحيوان من جانب الطعام غير مكلفة وأيضاً من الناحية الطبية، حيث يتوفر اليوم تأمين صحي لكل حيوان بتكاليف بسيطة، تخفف من مصاريف العلاج في حالة مرض الحيوان، او اذا كان بحاجة لتدخل جراحي أو تقديم تطعيمات له”.
وردا على سؤال مراسلنا حول أنواع الحيوانات الأكثر تربية داخل المنازل، قال قشوع: ” القطط هي الأكثر تربية داخل البيوت العربية، ويعود السبب إلى أنها من أقل الحيوانات التي تحتاج الى رعاية، لانها تهتم بنفسها بشكل كبير، ومن ثم تأتي الكلاب التي لها علاقات خاصة مع مربيها، وتبحث دائماً عن صاحبها وتستدعي اهتماما أكثر من القطط او العصافير مثلاً”. وبالنسبة للرعاية الطبية التي طرأت في عالم تربية الحيوانات قال قشوع لـ”الصنارة”: “الحيوانات تتلقى العلاج مثل الانسان، بداية يتم تشخيص المرض أو الإصابة من خلال فحوصات وصور أشعة أو أخذ عينات دم من الحيوان. هذا مجال واسع جداً لا يقل أهمية عن الطب البشري، وفي كل يوم يمر علينا يشهد تطورا جديدا في عالم الطب البيطري”.
وبناء على طلب “الصنارة” وجه د. قشوع نصائح عملية حول تربية الحيوانات قائلا: “لمن يريد ان يقتني ويربي حيوانا أليفا في بيته، أنصحه بتوفير وقت للحيوان، فهو مثل الولد الصغير يحتاج لوقت لنهتم به، واذا لم تستطع إيجاد وقت له فأنصحك بعدم اقتنائه، لأن إهمال الحيوانات أمر غير جيد ويسبب ضررا للحيوان، ومن خلال عملي أواجه حالات كثيرة كهذه. بناء عليه شجعنا على إقامة جمعية لإنقاذ الحيوانات البيطرية، اذ يستطيع كل شخص تبني حيوان من الشارع أو أي مكان آخر وهناك تجاوب كبير مع هذه الأهداف”. وأضاف: “أنا ضد المتاجرة بالحيوانات بأي شكل من الأشكال، ورسالتي كطبيب بيطري أدعو لتبني الحيوانات من الجمعيات أو حتى المتواجدة في الشوارع، وتقديم العلاج اللازم لها والتطعيمات وإدخالها الى البيوت”.