الدكتور جمال عيشان لـ”الصنارة”: يجب العمل على تحسين الأجواء داخل العائلة واعادة الحميمية لها وعلى الأهل العمل على تعزيز ثقة الأبناء بأنفسهم

0 19٬136

play-rounded-fill
يرى الدكتور جمال عيشان، كاتب ومحاضر في التربية في كلية سخنين ومن سكان بلدة المكر – الجديدة بأن المدرسة هي مرآة المجتمع، ويضيف في حديثه مع “الصنارة”: “اذا نظرنا الى جماعات الاجرام نرى بأن أساسها وتكونها يبدأ في المدرسة، فهي تتكون من طلاب سابقين كانوا فاشلين ومرفوضين في المدرسة ويرون فيها عبئا، لأنه لم يكن لهم دور يذكر في المؤسسة التربوية”. 

ويضيف د. عيشان بأن المدرسة تعرضت إلى تغيير في نظامها وقوانينها الداخلية، وكذلك في ثقافتها. إضافة إلى الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تجعل الطالب لا يعرف ما يدور حوله. وبالتالي حصلت زيادة في نسبة العنف خاصة بين أبناء الأجيال الصغيرة، بعدما كنا نتوقع أن تقتصر على الكبار والبالغين. 

ويؤكد د. عيشان بأن “ثقافة العنف باتت ثقافة اجتماعية، فالطالب القوي يأكل الطالب الضعيف. وبعد الثانوية تستمر العلاقة بين الطلاب على الأساس الذي قامت عليه في المدرسة سواء ايجابا أو سلبا. العنيفون هم الطلاب الذين لم ينجحوا في التعليم، وبالتالي يرون في اللجوء الى العنف نوعا من التعويض عن فشلهم الدراسي، باللجوء الى القوة الجسمانية وما شابه”.

ولا يعوّل د. عيشان على خطط وزارة المعارف “التي لا تمللك استراتيجية أو خطة واضحة لمكافحة العنف، وان وجدت فان نتائجها لن تظهر قبل 10-15 سنة، وبناء عليه كيف يمكن معالجة الظاهرة في مدارسنا؟ من أجل ذلك علينا التعرف إلى أنماط العنف التي نشهدها من عنف جسدي، عاطفي، كلامي، جنسي وغيرها. وأسباب العنف عديدة وهي تعود الى الطبع والتطبع لدى الانسان. يميل الانسان للعنف من خلال التطبع الذي يمكن أن يكون ايجابيا أو سلبيا، فالانسان يعيش في منطقة جغرافية ما ويتعرض للتأثر ممن يحيطون به وكذلك من التكنولوجيا الحديثة”. 

وردا على سؤال حول كيفية نمو التوجه نحو العنف لدى الطلاب؟ يقول د. عيشان: ” هناك ظاهرة لدى الطلاب تقول لا أريد أن أتعلم، لا أريد أي مهنة، أريد مكسبا ماديا سريعا وسهلا، وهذا يتوفر له في ممارسة العنف والاجرام، وما يفعله أنه يغير نمط حياته بحيث ينام في النهار ويمارس نشاطه في الليل على عكس الأمر الطبيعي، مما يخرجه من دائرة النظام التربوي”. 

ونسأل د. عيشان عما اذا كان بامكان الأهل اليوم أن يراقبوا أبناءهم وأن يمارسوا سلطتهم الأبوية في ظل القوانين الحالية؟ فيقول: “أذكر أن أهلنا كانوا معنا والى جانبنا، بينما اليوم يتواجد أبناء العائلة معا في البيت لكن كل فرد في عالمه الخاص مع حاسوبه أو هاتفه الجوال، من هنا تحدث القطيعة والتباعد بين أفراد العائلة، وينعدم الجو الدافىء والمحادثات المتبادلة. يجب العمل على تحسين الأجواء داخل العائلة واعادة الحميمية لها ويمكن ذلك من خلال أفكار ومبادرات عديدة لتحقيق هذا الهدف. على الأهل العمل على تعزيز ثقة الأبناء بأنفسهم وعدم اللجوء الى المقارنات السلبية والتقريع، أو تحميلهم جميلة على الاعتناء بهم. على الأهل الاستماع الجيد لأبنائهم والعمل على اسعادهم مهما فعلوا، وبالتالي يجب منح الابن/ة الشعور باهميته/ها وتأكيد أن وجودهم في العائلة مصدر سعادة وليس ازعاج، وبالتالي هذا يحقق الشعور الايجابي لدى الأبناء ويساهم في التقارب بين الأهل والأبناء”.

كيف يمكن للمعلم ممارسة صلاحياته في ظل التقييدات المفروضة عليه، وكيف يمكن استعادة التوازن في العلاقة بين أطراف العملية التربوية؟ يجيب د. عيشان قائلا: “كان الأهل في السابق يقفون الى جانب المعلم واستخدام الشدة في تربية الأبناء. اليوم ننادي للأسف بحقوق الطالب ونتدخل في عمل المعلم وصلاحياته. اليوم المعلم مكبل من المجتمع قبل القانون، حبذا لو تكون المدرسة جزءا من التنظيم الاجتماعي والتربوي، لكي يحصل تفاعل متكامل لخلق خصل جيدة في الابن. نريد ان يكون طلابنا فعالين اجتماعيين، وليس متفوقين علميا فقط. ولا يجوز أن نلقي بالمسؤولية فقط على المدرسة في ظل غياب دور الأهل. على الأهل تهيئة الأمور للمعلم بعيدا عن التهديد والوعيد كمايحدث في كثير من الحالات، فالطالب يأخذ أكثر من اللازم، وهذا الانفلات سيعود سلبيا على الأهل والمجتمع عامة. فاذا فسدت حلقة واحدة ستفسد باقي الحلقات”. 

 

ويختم د. جمال عيشان بالقول “إن السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية مقصرة، فهي تشجع القوانين التي تجرد المعلم من صلاحياته، وعادة يقف القضاء الى جانب الطالب بالمطلق ويظلم المعلم، كذلك الشرطة تقف الى جانب الطالب دون المعلم. لذا نحن بحاجة الى فرامل من عدة أطراف للحد من هذه المشكلة، وأولى الفرامل والمطالب أن أعيدوا هيبة المعلم، أعيدوا له كرامته كي تمكن من ممارسة واجبه بالشكل الملائم والصحيح، وهنا أود الانحناء أمام كل معلم ومعلمة يعمل اليوم في ظروف صعبة على مختلف الصعد”.   

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected] - [email protected]

قد يعجبك ايضا