الجبهة تناقش استراتيجيتها في العمل البلدي وتخرج بتوصيات هامة: التحالفات الواسعة، وفق برامج واضحة، أهم من أي انجاز فئوي!
وضعت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، الخطوط العريضة لاستراتيجيتها من الانتخابات المحلية، وذلك في أعقاب يوم دراسي، عقد في نهاية الأسبوع الأخير، وتمت فيه مناقشة الاستراتيجية المقترحة من قبل لجنة العمل البلدي بعمق وبمشاركة العشرات من منتخبي الجمهور الحاليين والمرشحين في الانتخابات القريبة، إلى جانب أعضاء الهيئات المركزية للجبهة.
واستنادا إلى النقاش الذي دار حول مادة قدمت إلى اليوم الدراسي تحت عنوان “العمل البلدي من منظور جبهوي: الأهداف والعبر، التحديات والفرص” تم الاتفاق على خمسة خطوط عريضة على الجبهات المحلية مراعاتها في الحملة القريبة:
1. أوسع تحالفات من أجل قيادة البلدات بأيد أمينة سياسيا ومهنيا:
أمام التحديات الجسام، التي تواجهها جماهيرنا العربية، من ترسيخ لنهج المقايضة وإسقاط الشرعية عن الخطاب السياسي والوطني، يكون الإنجاز الحزبي الضيق أقل أهمية قياسا بضمان أن تكون البلدات العربية بأيد أمينة، سياسيا ومهنيا، ومن هنا ضرورة بذل كل الجهود من أجل أوسع تحالفات ممكنة، بناء على برامج واضحة تسيّس العمل البلدي، لتوحد أبناء البلدة أمام سياسات التمييز العنصري بدلا من الفرقة الداخلية. ترى الجبهة بهذه التحالفات وبالأخص مع القوى السياسية الوطنية، والقوى المحلية الغيورة، أمرا استراتيجيا في الانتخابات البلدية القريبة.
2. الدفاع عن السلطات المحلية من عصابات الإجرام:
تلتزم الجبهة باتخاذ كل الخطوات اللازمة، لسد الطريق أمام محاولات عصابات الإجرام بإيجاد موطئ قدم لها في السلطات المحلية. خلال الحملة الانتخابية، تلتزم الجبهة بأن تكون صمام أمان، لمنع أي تدخل لهذه العصابات في الحملات الانتخابية، وفيما بعد الانتخابات، تلتزم بالوقوف إلى جانب أي إدارة مخلصة، لمنع ابتزازها من قبل عصابات الاجرام، وبدفعها إلى أخذ الخطوات المطلوبة من أجل الحد من العنف والجريمة في البلدة ككل.
3. فتح ميدان العمل البلدي أمام الجمهور الواسع وبالأخص: النساء والشباب
تلتزم الجبهة ببذل كل الجهود لفتح العمل البلدي أمام الجميع، من كافة شرائح المجتمع التي عانت الاقصاء والتهميش، وعلى رأسها الشباب والنساء، ودعت الجبهة فروعها إلى العمل على فسح المجال أمام الشباب والنساء للترشح في مواقع مضمونة ضمن القوائم المحلية، لما يحمله ذلك من قدرة على رفع صوت هذه الشرائح الهامة في مجتمعنا على صعيد العمل البلدي
4. إيجاد الآليات التنظيمية للدعم والمساءلة
تعمل الجبهات المحلية وبالتنسيق مع دائرة العمل البلدي القطرية من أجل إيجاد الآليات التنظيمية في الفروع لدعم منتخبي الجمهور الجبهويين ومساءلتهم وضمان أن يحتل العمل البلدي مكانة لائقة، فلا يهمَّش ولا يهمِّش.
5. الوحدة الكفاحية في المدن المختلطة:
تأتي الانتخابات المحلية، في ظل هجمة عنصرية على المواطنين العرب في المدن المختلطة، قد تكون متفاوتة إلا أنها محسوسة في كافة المدن، إما من قبل رؤساء السلطات المحلية، وحلفائهم و/أو من قبل ما يسمى بالمجموعات التوراتية والقوى اليمينية المتطرفة. في هذا الواقع:
· على القيادات المحلية في المدن المختلطة، إيجاد نقطة التوازن ما بين بناء أوسع وحدة سياسية للمواطنين العرب وبين محاولة الوصول إلى تفاهمات أو تحالفات مع جهات مناصرة للمساواة في المجتمع اليهودي.
· كما يجب وضع استراتيجية بإسقاط مرشحي اليمين المتطرف للرئاسة وبالأخص، من حزب الليكود، لإضعاف مكانته كحزب حاكم.
أمجد شبيطة، سكرتير الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة عقب على هذه الخطوط قائلا: “الجبهة اليوم تتقدم خطوة نوعية هامة في استعداداتها للانتخابات البلدية وفقا لرؤية سياسية إجتماعية ومهنية واضحة، ونحن إذ ندرك جيدا بأن في كل بلدة ظروفا خاصة بها ويجب مراعاة ذلك، نثق بفروعنا وبقدرتها على مراعاة هذه الخصوصيات، لكننا واثقون أيضا من القدرة على أن تتم هذه المراعاة بما يتناسب مع الخطوط العريضة للاستراتيجية الجبهوية القطرية.”
الجبهة تخوض الانتخابات في نحو 40 بلدة للعضوية والرئاسة
اليوم الدراسي تحت عنوان “العمل البلدي من منظور جبهوي: الأهداف والعبر، التحديات والفرص” جاء استعدادا للانتخابات البلدية القريبة، التي ستعقد في الـ 31 من تشرين الأول، والتي تخوض الجبهة فيها الانتخابات لعضوية السلطات المحلية في نحو 40 بلدة وللرئاسة في نحو 20 بلدة، لتكون بذلك القوة السياسية الأكثر مشاركة في هذه الانتخابات.
افتتح اليوم الدراسي وتولى إدارة الجلسة الأولى د. شكري عواودة، رئيس لجنة العمل البلدي في الجبهة والقائم بأعمال رئيس بلدية “نوف هجليل”، كما تم تقديم مداخلات من قبل رئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة، والأمين العام للحزب الشيوعي، عادل عامر، حيث تناولت الجلسة الأولى أهمية وضرورة تسييس الانتخابات البلدية، والعمل من أجل توحيد كافة القوى المحلية لمواجهة سياسات التمييز العنصري، وتحويل السلطات المحلية إلى ذراع لقيادة النضالات المحلية والقطرية من جهة وإلى تقديم الخدمات اليومية من جهة أخرى.
نحو تعميق مهنية العمل البلدي
وأما الجلسة الثانية فافتتحتها وتولت ادارتها، ألمازة جبارة، رئيسة قائمة الجبهة الانتخابية في الطيبة، التي أشارت إلى أهمية تزويد منتخبي الجمهور بالأدوات المهنية للقيام بدوره، وتم تقديم المداخلات المهنية من قبل:
– علاقة رئيس السلطة المحلية بالهيئات القطرية – المربي عمر نصار، رئيس بلدية عرابة وسكرتير اللجنة القطرية للرؤساء العرب
– منتخب الجمهور، حقوق وواجبات – د. شكري عواودة، نائب رئيس بلدية “نوف هجليل”
– مواجهة عالم الإجرام بالعمل البلدي – محمود نصار، مركز مكافحة العنف في اللجنة القطرية
– علاقة الحكم المحلي بالمركزي بمنظور يساري – دانيا فاكنن، ناشطة ومخططة مدن
– المرأة بقيادة السلطة المحلية – د. نهى بدر، القائمة بأعمال رئيس بلدية المغار
– أسس الحملة الإعلامية – هادي واكد، مركز لجنة العمل الإعلامي في الجبهة
– إدارة القضايا الإدارية والمالية – هندية زغير، رئيسة اللجنة المالية في الحزب الشيوعي.
وتم التأكيد على أهمية تنظيم لقاءات دراسية أخرى غداة الانتخابات لمنتخبي الجمهور الجبهتين لضمان تزويدهم بالأدوات اللازمة للنهوض بالعمل البلدي وتطويره.