الجامعية أنهار أبو مخ من باقة الغربية : بنينا تطبيقاً يتيح لكبار السن تسجيل قصة حياتهم وحفظها للمستقبل
تم مؤخراً إنشاء تطبيق للهواتف النقالة مستوحى من قبل مسن يدعى ابراهيم يبلغ من العمر (108 سنوات)، كان قد هجر هو وعائلته من قيساريا وعاش فترة التهجير في عام 1948 الى أن كون أسرة رغم تشتت أبناء عائلته من حينها.
هذا التطبيق الذي حاز على المرتبة الثالثة في مسابقة “هاكتون الجيل الثالث” في المركز الاكاديمي روبين مؤخرا، فكرته هي اتاحه المجال أمام كبار السن تسجيل قصة حياتهم، من أجل ان يتم تنقالها مع الأجيال القادمة وخاصة ان يسرد الأجداد سيرتهم وحياتهم لاحفادهم ليستمعوا لها بالمستقبل.
الطالبة الأكاديمية في كلية روبين، أنهار أبو مخ من مدينة باقة الغربية، قالت عن فكرة التطبيق:” خلال مساق اختياري في الكلية هدفه هو فهم احتياجات كبار السن وتقديم الحلول لاحتياجاتهم، طلب منا ان نقوم بإجراء مقابلات مع أشخاص كبار السن، وحينها قررت ان التقي مع المسن ابراهيم الذي أخبرني عن قصة حياته حينما ولد في قيساريا وعاش هناك مرحلة التهجير في عام 1948 ليبتعد عن أبناء عائلته التي تشتتت في تلك الاحداث ويكون أسرته الخاصة”. وحينما سألته عن احتياجاته قال لي انه يريد ان يعرف كل الناس قصته، وهو يبحث عن اشخاص في اعمار صغيرة حتى يحدثهم عن حياته، حتى يشعر ان له استمرارية في هذه الحياة، وكما استوحيت فكرة هذا التطبيق لانه من المهم لكل شخص ان يتحدث عن نفسه في هذه الحياة”.
وواصلت أنهار حديثها قائلة:” قمت بطرح الفكرة على مجموعتي، ورحبوا بها بشكل كبير، وباشرت المجموعة بالبحث لمدة متواصلة تصل الى 26 ساعة، عن حلول مشابهة موجودة على ارض الواقع للفكرة التي لدينا، واستطعنا فعلاً إيجاد موقع الكتروني اسمه “ماي ريكورد” يستطيع الشخص من خلاله تسجيل صوته ومشاركة صور او قصص، ولكن الموقع كان متوفراً فقط باللغة الانجليزية وغير ملائم لكل المجتمعات وخاصة كبار السن، فلهذا قررنا ان نتيح هذا التطبيق لكل المجتمعات في البلاد، وقمنا حينها بالتواصل مع الموقع من اجل بناء تطبيق يستحوي الفكرة ذاتها، وبالفعل تم الترحيب بالفكرة من قبل الجهات المسؤولة، وقمنا بتقسيم التطبيق الى مجتمعات مختلفة، حيث يستطيع أي شخص ان يشارك قصته الشخصية بتسجيل صوتي أو من خلال الصور”.
واختتمت أنهار ابو مخ حديثها قائلة:” أظهرت العديد من الأبحاث ان الشعور بالاستمرارية لدى كبار السن له تأثير ايجابي من الجانب النفسي، خاصة وانه وفقاً للبحوث والاحصائيات فأن معدل الحياة في المجتمع العربي أقل من المجتمع اليهودي، لذلك يستطيع الأجداد الأآن توثيق قصصهم وحفظها في الهاتف حتى يطلع عليها الأبناء والأحفاد والمجتمع عامة في المستقبل”.