أحمد رفيق عوض لـ”الصنارة”: سنشهد ضغوطات كبيرة على اسرائيل وحماس فهل سينتج عنها التوقيع على اتفاق لا يرغب فيه الطرفان؟
وكان مدير “سي آي إيه” شارك أواخر الشهر الماضي، إلى جانب رئيس الموساد، ديفيد برنيع في محادثات جرت بباريس تلتها في وقت سابق من الشهر الجاري لقاءات في القاهرة بشأن اتفاق محتمل يفضي لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. وقد أسفرت محادثات باريس عن وضع إطار لاتفاق محتمل، بيد أن النقاشات التي جرت بعد ذلك لم تسفر عن تقدم.
وفي حين تريد إسرائيل والولايات المتحدة اتفاقا مرحليا يشمل هدنة مؤقتة يتم خلالها الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، تشدد حماس على أن أي اتفاق يجب أن يفضي لوقف نهائي لإطلاق النار، وانسحاب القوات الاسرائيلية من قطاع غزة، والإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين.
للوقوف على احتمالات التوصل إلى اتفاق ثان في باريس أجرت “الصنارة” حديثا مع الكاتب الفلسطيني د. أحمد رفيق عوض، رئيس “مركز القدس للدراسات المستقبلية” في جامعة القدس الذي قال: ” أعتقد أن المواقف الاسرائيلية غير معنية كثيرا بالأسرى ووقف اطلاق النار انما بـ”الانتصار”. تريد الحكومة أن تنجز شيئا لجمهورها لترمم صورتها وتستمر في السلطة أو تدخل الانتخابات البرلمانية وهي قوية دون إدانة أو ملاحقة. بالتالي الحكومة الاسرائيلية الحالية تستثمر في اطالة الحرب لأنها “دجاجة تبيض ذهبا”، وتبقي عليها في السلطة لتطبق برنامجها السياسي والأمني على الفلسطينيين، وتحافظ على مسافة زمنية كافية لتحييد غزة أمنيا وجغرافيا وديمغرافيا وتسمح لها بالنجاة الشخصية لمركباتها. ولقاء باريس يحمل طروحات جديدة لن تنجح، لأن نوايا اسرائيل تتجه لعدم انجاح المفاوضات”.
ويرى أحمد عوض بأن “مطالب حماس تتلخص أساسا بوقف اطلاق النار وانسحاب القوات الاسرائيلية وتبادل الأسرى وادخال المساعدات الانسانية لغزة، وتأجيل الاتفاق مع اسرائيل إلى آخر مرحلة، وهذا قد لا يعجب الأطراف الأخرى. بينما اسرائيل يهمها تحرير أسراها”.
ويعتقد عوض بأن “حماس لا يمكنها التوقيع على اتفاق لا يمكنها تسويقه لجمهورها بعد كل هذه الضحايا والدمار، لا يمكن لها الموافقة على اتفاق غير مجد أو مهين لها، وبالتالي ستتمترس وتصر على نقاط مهمة أولها وقف اطلاق النار واخراج أو إبعاد قوات الجيش عن المناطق المأهولة. المفاوضات صعبة جدا، وكل طرف يريد تحقيق ما يمكنه تحقيقه، ويبقى الميدان العسكري هو الذي يحدد شروط هذا الاتفاق.”
وحول امكانية عقد اتفاق دون موافقة حماس يقول د. أحمد رفيق عوض: “نذكر بأن رئيس المخابرات الأمريكية كان أحد العاملين على اتفاق باريس 1، والعودة اليوم الى باريس تتطلب من كل طرف تغيير موقفه ومن المتوقع أن يقوم الطرف الأمريكي بالضغط على اسرائيل، لأن الادارة الأمريكية تسعى الى انجاز تقدمه لجمهورها تظهر فيها نجاحها في زحزحة اسرائيل عن مواقفها المعلنة. وعلى الجانب الآخر يمكن أن نشهد ضغوطا كبيرة وعلى مستويات مختلفة على حماس من قبل الوسطاء العرب. والسؤال المطروح هل مفاوضات باريس اليوم ستشهد ضغوطات حقيقية على اسرائيل وحماس، أم أنه لن يتم التوصل الى اتفاق؟ وهل سيشهد مؤتمر باريس 2 ضغوطات حقيقية؟ هذا يبقى قيد المجهول. كل من حماس واسرائيل تريد أن تسجل “الانتصار”، فهل ستسمح للضغوط التوقيع على اتفاق لا ترغب فيه؟!”